أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الثلاثاء أن “وقف الحرب في غزة مرهون بإطلاق سراح المختطفين وإلقاء حركة حماس السلاح”، في حين سبق أن عبرت الحركة الفلسطينية عن رفضها أي تفاوض بشأن سلاحها.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أنه سيكون “حازما جدّا” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وذلك قبل أيام من استقباله في واشنطن.
وردّا على سؤال عن الموقف الذي سيعتمده إزاء نتنياهو خلال زيارته المرتقبة الإثنين لواشنطن، قال: “حازم جدّا، حازم جدّا”.
لكنه أشار إلى “أنه (أي نتنياهو) يريد أيضا ذلك”، أي وقفا لإطلاق النار، و”هو سيحضر الأسبوع المقبل. ويريد أيضا الانتهاء من هذه المسألة”.
وأدلى ترامب بهذه التصريحات خلال زيارة مركز جديد لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين في فلوريدا يحمل اسم “أليغيتر ألكاتراز”.
وكان ترامب قد قال قبل انطلاقه في هذه الزيارة إن الولايات المتحدة تضغط من أجل التوصّل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس في غزة على وجه السرعة.
وفي حديث مع الصحافيين، سُئل الرئيس الأميركي عما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قبل زيارة نتنياهو، فردّ قائلا: “نأمل في التوصل إلى ذلك، ونأمل أن يحدث الأمر في بحر الأسبوع المقبل”.
وأثار التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد حرب استمرت 12 يوما، الآمال في إنهاء القتال في غزة حيث خلّفت المعارك المستمرة منذ أكثر من 20 شهرا ظروفا إنسانية كارثية لسكان القطاع الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.
وكان ترامب صرّح الجمعة أنّ وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس بات “قريبا”.
وبحسب هيئة الإذاعة الإسرائيلية فإن “الزيارة المرتقبة هي الرابعة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والثالثة منذ تولي ترامب ولايته الثانية في كانون الثاني/ يناير 2025”.
اقتراح هدنة محدث
ووفق ما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤول إسرائيلي رفيع، فإن “قطر سلمت إسرائيل وحماس اقتراحاً محدثاً لصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، ويتضمن في الأساس تغييرات في صياغة عدد من البنود وليس تغييرات جوهرية”.
وأضاف: “الاقتراح الجديد يتيح فرصة جيدة للانتقال لمحادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، ولم ترد بعد على الاقتراح الجديد والمفاوضات ستكون طويلة وصعبة ومتوترة”.
عشرات الضحايا في غزة
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه وسّع نطاق عملياته في غزة، حيث أفاد سكان بوقوع إطلاق نار كثيف وقصف.
وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة “استشهاد 51 فلسطينيا منذ فجر اليوم الثلاثاء، بينهم 16 من منتظري المساعدات، بقصف وغارات إسرائيلية”، في حين حذرت وزارة الصحة بأن نفاد الوقود بالقطاع يهدد حياة مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات.
وذكر مصدر طبي أن “16 فلسطينيا استشهدوا وأصيب أكثر من 15 آخرين جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري شاحنات المساعدات في منطقة نتساريم جنوب غرب مدينة غزة”.
من جانبه، ذكر مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في بيان أن “فلسطينيا استشهد وأصيب 50 آخرون بينهم 10 بحالات خطيرة من منتظري المساعدات باستهداف إسرائيلي في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع”.
وفي منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة قتل 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة العيماوي.
وقال مستشفى الهلال الأحمر الميداني إن “6 فلسطينيين استشهدوا وأصيب أكثر من 40 آخرين إثر قصف على خيمة تؤوي نازحين في مواصي خان يونس”.
وأفاد مجمع ناصر الطبي بـ”استشهاد 10 فلسطينيين إثر قصف جوي إسرائيلي على منزل في مخيم بخان يونس”.
ونسف الجيش الإسرائيلي مباني سكنية ببلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في حين أُطلقت طائرات مروحية إسرائيلية صوب مدينة حمد شمال المدينة.
كما كثف الجيش غاراته وقصفه المدفعي وإطلاق النار وعمليات نسف المنازل شرق مدينة غزة.
ووصفت الأونروا الآلية الإسرائيلية – الأميركية الجديدة لإيصال المساعدات في غزة بأنها حقل للموت.
وقالت إن قتل المدنيين يستمر في أثناء بحثهم عن الطعام في القطاع، وأكدت أن الأمم المتحدة وحدها بما فيها الأونروا قادرة على إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع مع استمرار أوامر التهجير وتكثيف القصف.
الصليب الأحمر “قلق”
إلى ذلك، أعرب الصليب الأحمر اليوم عن “قلق عميق” إزاء توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة، في ظل عدم قدرة المرافق الطبية القليلة المتبقية في القطاع على استيعاب المزيد من الجرحى.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إنها تشعر “بقلق عميق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة وفي جباليا (شمال)، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين خلال الساعات الست والثلاثين الماضية”.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية