تحقيق – سلوى إسماعيل الديب:
لا تزال مشكلة الخبز تقض مضجع أهالي حمص رغم أننا تناولنا هذا الموضوع عدة مرات سابقة، ونظراً لكثرة شكاوى المواطنين والمتكررة التقت الثورة أون لاين عدداً منهم وبعض المعنيين في حمص للوقوف مع معاناتهم لعل هذه المرة تلقى آذاناً صاغية.
*لا رقابة على الوزن..
المواطن أحمد الأحمد تناول المشكلة قائلاً: مشكلة الخبز شكلت لدينا هاجساً ومعاناة فنحن أسرة تتألف من أربعة أشخاص، نحصل على ربطة خبز واحدة، إذا استهلك كل فرد رغيفاً واحداً على الوجبة الواحدة، ثلاث وجبات يومياً، لن تكفي مع سوء نوعية الخبز، ونقص الوزن، لا يكفي الفرد رغيف واحد على الوجبة، فلا نرى رقابة حقيقية على نوعية الخبز، فأحياناً نجد فتات حصوات تتكسر تحت أسناننا، يبدو أن المناخل ليست موجودة، والخبز غير معجون جيداً، ومن الواضح أن الطحين المستعمل ليس أبيض زيرو وإنما مخلوط بطحين أسمر..
*سوء في التخزين..
أما سليمان حمدان فأشار لوضع الخبز سابقاً بأنه كان ذا جودة عالية عندما كان يوزع من الأفران بشكل مباشر ولكنه أصبح سيئاً بعد أن تم تكليف المعتمدين بتوزيعه والسبب أنه يخرج من الأفران بجودة قليلة ويخزن لدى الموزع لساعات فوق بعضه، ليصل للمستهلك غير قابل للاستهلاك, إضافة إلى وزن الربطة لا يتجاوز 600 أو 700 غ.
وقال: الرقابة غير مجدية، فعند الشكوى يخبر البعض صاحب المحل “الموزع” ليصحح الأسعار، علماً أن أسرتي تتألف من أربعة أشخاص وأحصل على ربطة خبز واحدة، وقد راجعت الجهات المعنية أكثر من مرة دون جدوى، لزيادة مخصصاتي من الخبز، حيث أضطرُ في أغلب الأوقات لشراء خبز من الأفران الخاصة بسعر 1600 ليرة سورية.
* الكميات غير كافية..
وبدوره محمد قال: أنا كمواطن إذ أردت نقل مخصصاتي من معتمد إلى آخر علي أن أحصل على ورقة من التموين وهذه الورقة غير فعالة عند المعتمد، لأنه ليس لديه كميات كافية من الخبز، متسائلاً: لماذا يستغرق تغيير المعتمد كل هذا الوقت ما دام الأمر عند نفس الفرن.
لذات المشكلة أشارت السيدة الستينية سفيرة أسبر أنه بسبب قلة الخبز أصبح هناك جوع، فكيف يمكن أن تكفيني سبع أرغفة يومياً أنا وزوجي وولدي المريض وأحفادي الذين يأتون بشكل مستمر، وتمنت النظر بأمر الخبز بظل هذا الغلاء، وقالت: عندما يتوفر الخبز يغض المواطن الطرف عن الأشياء الأخرى.
*لا أكياس نايلون للربطة الواحدة..
أما مريم فقالت: قبلنا سوء نوعية الخبز ورائحته الكريهة بسبب تخزينه لساعات طويلة عند المعتمد، إلا أن أغلب المحلات تعطينا الخبز دون أكياس للربطة الواحدة ويطلبون منا إحضار كيس معنا، ونحن عاجزون عن شراء الربطة السياحية من الأفران الخاصة ب800 ليرة سورية وكثيراً ما نضطر لشرائها، وبسبب الغلاء استغنينا عن اللحوم والفواكه. وتمنت فقط تأمين الخبز.
*وللمعتمدين معاناتهم..
أحد معتمدي الخبز تحدث عن معاناته قائلاً: نحن نعطي لكل أربع أشخاص ربطة خبز واحدة وهي غير كافية وعندما ينقل المواطن مخصصاته من معتمد لآخر يستغرق الأمر ما بين أسبوع وأسبوعين، فيراجعني المواطن طالباً مخصصاته وهي لم تصلني بعد، وأنا كمعتمد لدي قوائم بتوزيع 200 ربطة خبز وأتسلم 175 ربطة خبز فمن أين أعوض الباقي، فيقوم بعض المواطنين بالشكوى للتموين ليطالبني التموين بإعطائه الخبز من مخصصات الذين يسافرون للقرى ولكن هذا الأمر غير معقول أو دائم..
*الربطتان بوزن ربطة واحدة..
وأضاف: كنا نحضر مخصصاتنا من فرن الضاحية. وبسبب مشاكله نقلنا لفرن الفارابي، فوقعنا بنفس الإشكال من نقص عدد الأرغفة، حيث يقوم المواطن بعدّ الأرغفة ليجدها 6 أرغفة بدلاً من سبعة ونتيجة نقص الخبز من الأساس نقع في مشكلة، ولا تتجاوز الربطتان 12 رغيفاً ولا يتجاوز وزن الربطتين 1800 غ أي تقريباً الربطتان بوزن ربطة واحدة، فنكون بمواجهة مع المواطن..
*اقتراح حلول..
مختار حي عكرمة الجنوبية عصام الناعمة أشار للمشكلة من حيث نقص الكميات ونقص وزن الربطة وعدم التزام الأفران بوضع الربطة الواحدة في كيس، وعدم توفير الخبز لكافة العائلات، حيث يوجد نقص دائم، لهذا كان اقتراحه لإنهاء مشكلة الخبز تزويد كل فرن بجهاز لقراءة البطاقات الذكية أو جهازين.. والطلب من المعتمدين اصطحاب البطاقات الذكية إلى الفرن مرة واحدة بالشهر ليتم قطعها على الجهاز ويتم تسجيل كل بطاقة تقطع والكمية المستحقة حسب عدد أفراد الأسرة.
ويؤخذ بعين الاعتبار أن البطاقة التي رصيدها شخص واحد .. بكون استحقاقها ١٥ ربطة بالشهر والشخصين ٣٠ ربطة بالشهر وكل شخص إضافي على البطاقة يضاف عشر ربطات بالشهر.. ويتم ذلك بالتنسيق مع تكامل من أجل تحديد الأفران والمعتمدين حسب الجداول المرفوعة إلى مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وكل مواطن يختار الفرن والمعتمد، كما هو الحال في التسجيل على اسطوانات الغاز.
*نتائج إيجابية للمقترح..
وأضاف: إذا ما تم تبني المقترح سيكون له نتائج جيدة على الأرض وخصوصاً إذا تم ضبط وزن الربطة ونوعيه الخبز وجودته..
ويمكن السماح للمواطن أن يغيّر الفرن في نهاية كل شهر، وبذلك يكافأ الفرن الجيد وتزاد مخصصاته حسب التسجيل لدى الفرن، والأفران السيئة تخفض كميات الطحين لديها حسب عدد المغادرين من البطاقات…
وقال: يجب أن يدفع كل صاحب عمل ثمن أعماله، وكما نرى أنّ بعض الكازيات شبه متوقفة نتيجة سمعتها السيئة وبعض الكازيات تعمل على مدار الساعة.
*إجراءات قانونية بحق المخالفين..
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس رامي اليوسف ورداً على تساؤلاتنا قال: إن تأمين مادة الخبز مسؤولية مديرية التجارة الداخلية ولجان الأحياء، حيث يقوم المعتمد بتقديم قوائم للسورية للتجارة بعدد الأسر وتخصص له عدد ربطات الخبز، وليس مطلوب منه تأمين الخبز سوى للأسماء المذكورة في القوائم المصدقة من مديرية السورية للتجارة، وفي حال مخالفته تتخذ بحقه إجراءات قانونية.
*تأخير وصول الأجهزة..
وأشار إلى أن سبب قلة الخبز يعود لتعليمات صادرة عن الوزارة بتخصيص كل شخص 275غ للفرد أي ربطة لكل أربع أفراد، وحالياً يقارن المواطنون أنفسهم بالمحافظات الأخرى التي طبق عليها نظام البطاقة الذكية، من حيث كمية المخصصات، والتأخير في تطبيقها في حمص يعود لتأخير وصول الأجهزة من شركة تكامل، وحسب الوعد سيطبق الأمر في الشهر التاسع.
400 ضبط تمويني للأفران المخالفة..
وأوضح: نحن كضابطة تموينية عدلية دورياتنا تقوم بمراقبة الأفران بشكل يومي ومسؤوليتنا مشتركة مع المجالس المحلية، وفي حال حدوث خلل، يجب على المواطنين إخبار مديرية التموين مشيراً إلى عدد الضبوط التموينية منذ بداية العام حتى الآن بلغت 400 ضبط بحق الأفران، بسبب سوء صنع الخبز، حيث نقوم بواجبنا بتنظيم الضبوط التموينية، ونحن غير قادرين على تغطية المحافظة بشكل كامل دون مساعدة اللجان المحلية والمخاتير في الأحياء، أما في الريف فعلى أي مواطن يرى بأن الخبز سيئ إخبار التموين لتأخذ الدوريات إجراءاتها كاملة.
*لجان مراقبة مشتركة..
وقد شكلت لجان مؤلفة من لجان الأحياء ودوريات التموين للقيام بدوريات مشتركة لمخالفة الأشخاص الذين لم يلتزموا بالتعليمات وإحالتهم إلى القضاء، وتؤخذ عقوبات رادعة تصل للسجن وعقوبات مالية عالية القيمة.
وأشار إلى تزويد الأفران بطحين تمويني خاص تقوم الدولة بتسليمه للأفران، وهو حسب المواصفات السورية، علماً أن هذه المادة مدعومة من قبل الدولة وتعطى للأفران بمبالغ صغيرة نسبة للسعر الحر.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة