يخيّم الصمت داخل أروقة ملعب «ستامفورد بريدج» في العاصمة الإنكليزية لندن، وذلك بسبب تدهور نتائج نادي تشيلسي. «فخر العاصمة» يعيش حالة تراجع غريبة منذ آخر لقب فاز به عام 2021، عندما تجاوز فياريال الإسباني في كأس السوبر الأوروبي.
تراجع النتائج ترافق مع تخبّط الإدارة، وذلك بعد «إقصاء» الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش عن ملكيّة الفريق، على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا، وحلول الأميركي تود بولي مكانه.
هذه المشكلات أثّرت على أداء اللاعبين، لتبدأ النتائج السيئة بالظهور، بالتزامن مع تغيير المدربين. رحل الألماني توماس توخيل، وجاء الإنكليزي غراهام بوتر. الأخير وخلال فترة امتدت من أيلول عام 2022 إلى نيسان 2023 قاد بوتر تشيلسي في 31 مُباراة ضمن المُسابقات كافة، فاز في 12 منهم (نسبة 38.7% فقط من إجمالي عدد المُباريات)، وخسر 11 وتعادل 8، الأمر الذي دفع النادي إلى إقالته. عاد فرانك لامبارد في فترة تدريب ثانية ـ ولكن هذه المرّة كمدرّب طوارئ ـ ولكن سلسلة الهزائم استمرت فخسر النادي 6 مباريات متتالية، وخرج من دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني. ومع لامبارد أنهى تشيلسي الموسم الماضي في المركز الـ12 ومن غير ألقاب، وهي نتيجة كارثية للفريق، الذي صرف أموالاً هائلة في الميركاتو السنة الماضية. وخلال فترة الصيف التحضيرية، أي بعد النتيجة السيئة، أعرب المالك الجديد للنادي تود بولي عزمه إجراء تغييرات جذريّة، و بناء مشروع طويل الأمد ركيزته اللاعبين الشباب. ولأجل ذلك تعاقد مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، وهو المدرّب الذي قاد مشروع نادي توتنهام في الأعوام بين 2015 و2019 ونجح ببناء أسلوب هجومي جذاب وتطوير شباب الـ«السبيرز». واللافت أن هذه لم تكن تجربة بوكيتينو الوحيدة، فقد كان مدرّباً لسوثهامتون قبلها وهو يمتلك بصمات مميزة هناك.
«ثورة» بولي لم تتوقف عند المدرب، بل لجأ إلى التخلص من عدد كبير من اللاعبين أبرزهم نغولو كانتي، سيزار أسبلكويتا، كوفازيتش، ميندي، هافرتز، مايسون مونت وغيرهم… وقبل انطلاق الموسم تعاقد النادي مع نجوم صاعدين كثر في ظل رفض الإدارة التوقيع مع أي لاعب فوق الـ 25 عاماً، أبرزهم هدّاف نادي لايبزك الألماني كريستوفر نكونكو. هكذا، تفاءل عشّاق تشيلسي وكانوا ينتظرون الفريق على أحرّ من الجمر خلال المنافسات المحلية، ولكن ما حصل كان خارج التوقعات.
بدأ الفريق المتجدّد مشواره بتعادل مخيّب مع ليفربول، وبعدها أتت الضربة الأكبر بهزيمة مدوّية أمام ويستهام. واليوم حصيلة الفريق في الدوري هي خسارتان وتعادلان وانتصار وحيد، ليجمع 5 نقاط من أصل 15 ممكنة في بداية هي بلا شك من الأسوأ في تاريخ النادي.
الأكيد أن سوء الإدارة والفشل بالتخطيط هما السببان البارزان لما وصل إليه تشيلسي اليوم، فلماذا تتم إقالة مدرّب في قيمة توماس توخيل؟ وخاصة أن الأخير جلب دوري الأبطال إلى النادي بعد عشر سنوات من الجفاء، وكانت نتائجه أفضل من المدربين الذين خلفوه.
باختصار يمكن القول إن نادي تشيلسي اليوم يعج بالنجوم و بمعدّل أعمار لا يتجاوز الـ23 عاماً، لكن لا يتم توظيفهم بالشكل المناسب، نتيجة غياب أسلوب اللعب المناسب، ونتيجة تدخل الإدارة بالخيارات الفنية للمدربين المتعاقبين، وبالتالي فإن المستقبل القريب لا يعد بالأفضل بالنسبة إلى عشاق الفريق اللندني.