ربا أحمد
رهان على مصروف الجيب لدى الشباب أو ثمن وجبة الغداء لدى بعض النساء وإن كان المراهن سيخسر غالباً ويربح مصادفة، هو حال انتشار ظاهرة المراهنات في محافظة طرطوس التي بدأت تتغلغل في البيوت بصورة كبيرة دون أي رقيب.
ايشنسي موقع مراهنات بدأ يدخل البيوت بطرطوس رغبة ولهاثا وراء الكسب السريع بفقسة أزرار الموبايل وخلف شاشاته ليراهن صاحب الحساب على ضربة حظ بلعبة معينة.
ولمعرفة التفاصيل أشار أحد الشباب الذين اعتادوا المراهنة في مواقع المراهنات حيث يقوم الشخص بإنشاء حساب أي صفحة على الفيس بوك ليصبح له حسابه الخاص ومن ثم يختار إحدى ألعاب المراهنة وهي عديدة إما لعبة «شجرة الذهب» أو «الرولت» أو على المباريات أو لعبة «الفروتي كلوفر» أو «كرة ميجا» وغيرها من ألعاب الحظ، حيث يقوم الشخص بوضع مبلغ مالي ويراهن على لعبة ويكون ضمنها احتمالات الربح وفق نسب معينة، فإما يخسر رصيده بالكامل أو يربح مبلغاً وفقاً للحال..
فمثلاً هناك شاب وضع رصيد 15 ألف ليرة وربح بها عشرة ملايين وآخر لعب مئة مرة وأدخل بحسابه الملايين وخسرها كلها، وبالتالي كلها حظ ولكن الانجرار وراءها كان بسبب أن البعض يربحون مبالغ كبيرة تتجاوز 500 مليون فيطمع الآخرون ويجربون عدة مرات.
وأوضح مراهن آخر أن الربح يجر المراهن للعب أكثر والخاسر يجد هناك من يربح فيطمع ويحاول أكثر، ولكنها كلها تعتمد على الحظ، ومعظم الفتيات تتجه نحو مراهنات المباريات الرياضية لأنها أسهل والسائد بطرطوس لعبة الشجرة الذهبية التي يصل مرابحها إلى مئات الملايين.
ولمزيد من التفاصيل فتحنا الصفحة لنجد أرصدة كبيرة تدفع على المراهنات، ولنجد الكثير ممن يستجدي الربح والمساعدة بعد أن دفعوا مبالغ كبيرة عدة مرات دون فائدة، والأشخاص المراهنون من جميع المحافظات من نساء ورجال وكل الأعمار، وتحويل أموال الأرباح يتم علناً عن طريق شركات تحويل الأموال والبنوك وبعضها يسلم باليد، بانجرار واضح وكبير نحو تلك المقامرة التي تسرق المال من جيوب الناس دون أي رقيب من أي جهة، علماً أن الصفحة تنشر أرباح بعض المراهنين ذات الأرقام العالية لتشجع الناس على اللعب، كما أن بعض الأشخاص يهنئون أصدقاءهم الرابحين علناً ضمن صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
إحدى السيدات التي طلبت الحديث وفضح هذا الأمر أكدت لـ«الوطن» أن ابنها يعمل منذ سنوات من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء واليوم ليس لديه ثمن طعامه بسبب إدمانه على المراهنات، فتجده أحياناً يكسب عشرة ملايين وأخرى يخسر أضعافها فيلجأ للدين لسداد ما عليه دون رحمة أو تفكير بمستقبله، وهذا منتشر بكثرة وعلى العلن بطرطوس من دون أي رقابة أو محاسبة من أي جهة، معربة عن أملها لفت نظر الجهات المعنية إلى الأمر لوقف تلك الكارثة والظاهرة التي بدأت تجتاح الناس.
صاحب محل اتصالات لفت بدوره إلى أنه بدأ يرفض تحويل أرصدة لنساء وشباب أصبح يعرف أنهم يراهنون بها، وأكد أنه في إحدى المرات طلبت المرأة المراهنة تحويل 200 ألف إلى رقمها فرفض وقال لها «هذا ثمن غداء لأطفالك وهم أولى بها».
ولمعرفة قانونية المراهنة في سورية أفاد المحامي أسامة محمد أن المادة رقم 618 من قانون العقوبات نصت على أن ألعاب القمار هي التي يتغلب فيها الحظ على المهارة أو الفطنة، ولقد ذكر القانون «الروليت والبكارا والبوكر المكشوف» وغيرها وما يتفرع عنها على أنها ألعاب مقامرة، فالمراهنات أيضاً مما يغلب فيه الحظ على المهارة وبالتالي فهي مقامرة وتسري عليها أحكامها كاملة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أضاف محمد: إذاً فالمراهنات تعتبر خرقاً للقوانين المعمول بها في سورية، وهي غير مرخصة نهائياً ولا يوجد تشريع قانوني يسمح بأي نوع من المراهنات أو المقامرة، لكن المشكلة تكمن في أن الدعاوى القضائية التي قد تقام على أساس هذه التطبيقات ستكون صعبة، ومن الواجب أن يتم تقديم شكوى قانونية للجهات المختصة بملاحقة الجرائم الإلكترونية لمتابعة مثل هذه التطبيقات، مشيراً إلى أنه على اعتبار أن التطبيقات التي يتم المراهنة من خلالها تدار من خارج سورية، فلا يوجد ما يثبت هوية الوكيل لهذا التطبيق بالمعنى المعلن إلا إذا تم تقديم شكوى بحقه من شخص محدد مرفق بالثبوتيات اللازمة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن