بينما تعاني منطقتنا العربية من الحروب والكوارث والأزمات تجد العالم يحتفل بقمة جديدة ” قمة الويب ” بمشاركة 1066 مستثمراً من 58 دولة، بإجمالي أصول تقدر بـ14.7 تريليون دولار، ويشمل ذلك صناديق ثروة سيادية بارزة.
بهذه الأرقام تستمر قمة الويب 2024 في تأكيد دورها بوصفها منصة تجمع بين الابتكار والتواصل، وتضع أسساً جديدة نحو صناعة تكنولوجية أكثر شمولية وتنوعاً.
وشهد الحدث بيع كل التذاكر، واستعرضت أكثر من 3 آلاف شركة منتجاتها، مع بروز الذكاء الاصطناعي بوصفه أكثر التقنيات تمثيلاً.
أبرز أرقام القمة
بيعت كل التذاكر بحضور 71 ألفاً و528 مشاركاً من 153 دولة، من بينهم 3050 شركة عارضة في مجال الشركات، و1066 مستثمراً، و953 متحدثاً، و2005 إعلاميين.
ووصلت نسبة حضور النساء إلى 42%، حيث ترأست المرأة 44.5% من الشركات الناشئة.
تعزيز دور المرأة في التكنولوجيا
شهدت القمة زيادة ملحوظة بعدد الشركات الناشئة التي أسستها النساء، إذ بلغ عددها 1261 شركة، أي نحو 44.5% من إجمالي الشركات الناشئة المشاركة، مقارنة بـ29% عام 2023. كما تشكل النساء 42% من الحضور و37% من المتحدثين، في خطوة تعزز الاتجاه نحو تحقيق توازن أكبر في صناعة التكنولوجيا.
وقد أظهر تقرير “المرأة في التكنولوجيا” السنوي لقمة الويب أن أكثر من نصف المشاركات ما زلن يواجهن نقصاً بتمثيل النساء في المناصب القيادية، كما تشعر 51% منهن بأنهن يتقاضين أجوراً أقل من الرجال.
بناء مجتمع تفاعلي وروابط مستدامة
في هذا العام، اعتمدت القمة على برمجيات “محرك القمة” (Summit Engine) لتنظيم 250 لقاء مجتمعياً، يهدف إلى تعزيز الروابط بين الحاضرين وفقاً لاهتماماتهم.
وشملت اللقاءات فعاليات مثل “لقاء تكنولوجيا النظافة”، “لقاء تكنولوجيا الموضة”، “اتصالات المرأة في التكنولوجيا”، و”التكنولوجيا في التعليم”. كما تستمر اللقاءات بعد ساعات العرض في مناطق لشبونة المختلفة، مثل “اللقاء المختلط للروبوتات” و”مبتكرو تكنولوجيا الموسيقا”.
يقول بادي كوسجريف، الرئيس التنفيذي ومؤسس قمة الويب: «إن “قمة الويب تستمر في النمو كل عام، ومع رقم قياسي يبلغ 3 آلاف شركة عارضة، بمن في ذلك الشركاء، مثل (ميتا وأدوبي) وآلاف الشركات الناشئة المبكرة، ونحن متحمسون لرؤية الطلب على الابتكار في قمة الويب عند أعلى مستوياته”.
ويضيف كوسجريف: “مع هذا الطلب المتزايد، بذلنا جهداً كبيراً لتوسيع دوائر المجتمعات وإضافة مساحات للتواصل، حيث يقوم فريق الهندسة ودعم المجتمع لدينا بتنظيم مئات اللقاءات حتى لا تقتصر شبكة علاقاتك في قمة الويب على عدد قليل من الأشخاص الذين تعرفت عليهم، بل ستكون جزءاً من شيء أكبر متعدد الأبعاد، وأكثر إثراء ومعنى”.
شارك في هذا الإصدار من قمة الويب 45 شريكاً مجتمعياً، من بينهم “ديجاسي إفريقيا”، ومؤسسة “آغا خان”، والمنظمة الوطنية للنساء، واستضافت العديد من الأنشطة خلال الحدث. على سبيل المثال، “ديجاسي إفريقيا” استضافت لقاء للتواصل بين المؤسسين والقادة والمستثمرين الأفارقة، وأيضاً “مشروع لشبونة” استضاف لقاء لرواد الأعمال المهاجرين في البرتغال ضمن فعاليات قمة الويب.
الذكاء الاصطناعي يهيمن على التقنيات المعروضة
من بين 3050 شركة عارضة، برز الذكاء الاصطناعي كأكبر تقنية تمثيلاً، بنسبة زيادة تصل إلى 16%. وتفيد التقارير بأن الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التي حضرت القمة العام الماضي قد جمعت تمويلاً بلغ 72.6 مليون دولار، ما يعكس زخماً متزايداً في هذا المجال.
وتشترك مع الذكاء الاصطناعي صناعات أخرى مثل التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الصحية، والتكنولوجيا النظيفة.
لكن ما لم يقال عن قمة الويب هو ما ينتظر الشعوب التي تستخدم التكنولوجيا دون أن تشارك في إنتاجها وما خفي أعظم
سيرياهوم نيوز 2_تشرين