آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » قمة شنغهاي: قطب عالمي بدأ يهدّد السيطرة الأحادية للقطب الغربي

قمة شنغهاي: قطب عالمي بدأ يهدّد السيطرة الأحادية للقطب الغربي

 

حسن حردان

 

تشير نتائج قمة منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي والأمني الأخيرة إلى أنها تكتسب أهمية متزايدة كقطب عالمي بدأ ينافس، ويهدّد القطب الغربي.. على الرغم من أنها لم تُشكل بعد قطباً عالمياً منافساً بشكل كامل، إلا أنّ القمة عكست تصميم قادتها لتحقيق هدفهم الاستراتيجي لبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب.

وبالتوقف أمام النتائج التي تمخضت عن القمة الجديدة السابعة والأربعين، يمكن تسجيل النتائج التالية:

أولاً، النتائج على الصعد السياسية والاقتصادية:

1 ـ تحدي الهيمنة الأحادية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية: شكل انعقاد القمة تأكيداً وتصميماً من قبل قادتها على إعلانهم تحدي الهيمنة الغربية الأحادية، لا سيما في ظلّ التوترات التجارية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دول مثل الصين والهند.. مما عزز التقارب بينهما وأعطى دفعاً جديداً لمنظمة شنغهاي في سعيها الى كسر الأحادية القطبية، لصالح بناء نطام عالمي متعدد الأقطاب بعيداً عن الهيمنة.

2 ـ تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية بين الدول الأعضاء: تهدف المنظمة إلى تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والعسكري بين الدول الأعضاء، التي تمثل حوالي نصف سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.. وذلك على النحو الذي يمكّنها من مواجهة العقبات والتحديات التي تحاول الدول الغربية ان تضعها في طريق منطمة شنغهاي.

3 ـ العمل على بناء نظام مالي بديل للنظام المالي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة: شهدت القمة تركيزاً متزايداً على استخدام العملات الوطنية في التجارة البينية بين الدول الأعضاء، وهو ما يُنظر إليه كخطوة لتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي.. وتجاوز نظام التحويلات عبر السويفت الكي تتحكم به واشنطن.

4 ـ مبادرة الحوكمة العالمية: طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة للحوكمة العالمية تهدف إلى إقامة نظام دولي أكثر عدلاً ومساواة، يعتمد على مبادئ التعددية وسيادة القانون.. وهو ما يشكل نقيضاً للنطام العالمي الذي تهيمن عليه أميركا ويقوم على ابتزاز الدول واستغلال ثرواتها.

5 ـ حلّ النزاعات: نجحت المنظمة في حلّ بعض النزاعات الحدودية بين الدول الأعضاء، مما يعكس دورها في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

6 ـ التوسّع: تُظهر القمة توسع المنظمة وانضمام دول جديدة، مما يعزز ثقلها الجيوسياسي.

ثانياً، النتائج على صعيد تحدي الهيمنة الغربية:

على الرغم من التقدّم الذي حققته منطمة شنغهاي على صعيد تحدي الهيمنة الأحادية الغربية، الا انّ الطريق أمامها لا يزال طويلاً لتصبح قطباً عالمياً منافساً. فبعض دولها لا تزال مرتبطة بعلاقات وثيقة مع الغرب، كما أنّ هناك خلافات داخلية، مثل الخلافات الحدودية السابقة بين الصين والهند، إلا أنّ القمة تؤكد رغبة هذه الدول في بناء نظام عالمي بديل لا يخضع لسيطرة القطب الواحد.

ثالثاً، على صعيد التقارب بين الصين والهند:

حققت قمة شنغهاي تقارباً مهماً وملموساً بين الصين والهند، وذلك على الرغم من وجود خلافات حدودية سابقة بين البلدين، ويُنظر الى هذا التقارب على أنه خطوة مهمة لتعزيز دور المنظمة كقوة منافسة وموازنة للقطب الغربي.. تجلى هذا التقارب بالآتي:

1 ـ تأكيد الجانبين الصيني والهندي على حلّ الخلافات: تعهّد كلّ من الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال القمة بحلّ الخلافات الحدودية، مما يُعدّ تطوراً مهماً يضع حدا لتوترات سابقة.

2 ـ تحسين العلاقات: أشار مودي إلى أنّ العلاقات مع الصين “تحركت في اتجاه هادف” وأنّ هناك “بيئة سلمية على الحدود بعد فك الاشتباك”.

3 ـ تعزيز التعاون: تمّ الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وناقش البلدان تخفيف القيود التجارية واستئناف الرحلات الجوية المباشرة.

4 ـ الهدف المشترك: أكد شي أنّ العلاقة بين البلدين يجب أن تكون علاقة “شريكين، وليس خصمين”، وأنّ الهدف المشترك هو توفير فرص التنمية، مما يرسّخ فكرة التعاون مقابل التنافس.

انطلاقا مما تقدّم يبدو من نتائج القمة أنّ منظمة شنغهاي تسير قدُماً نحو تعزيز حضورها كقطب عالمي ينافس بقوة أحادية القطب الغربي.. لا سيما أنّ مركز الثقل في الاقتصاد العالمي بات ينتقل من الغرب الى الشرق حيث معدلات النمو والبيئة المواتية للاستثمار من قبل الشركات.

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ترامب بين السلام والحرب .. لعبة التناقض السياسي

  عدنان كامل الشمالي   في خطوة أثارت دهشة المراقبين والمهتمين بالشأن الأمريكي، أعلن الرئيس دونالد ترامب في الخامس والعشرين من آب الجاري عزمه إعادة ...