آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » قمتان وزعيمان..العالم يتغيّر

قمتان وزعيمان..العالم يتغيّر

 

 

ميخائيل عوض

 

 

١

 

قمة ألاسكا طوّبت ترمب وبوتين زعيمين عالميين، عارفان إلى أين يذهبان، وكيف يُديران الصراعات ويدوران الزوايا.

 

تُرِمب أُعيق من تحقيق وعده بوقف الحرب الأوكرانية قبل تسلُّم مهامه، ونُصِبت له الأفخاخ، وجرى تصويره -كراكوز- سياسة لا يعرف ولا يلوي على شيء.

 

تصرف بحكمة تاجر الصفقات، فانتزع عقد المعادن الثمينة، وأوقف تسليح أوكرانيا، ولزم الأمرُ أوروبا التي يقودها لوبي العولمة. وأطلق يد بوتين فحقق مكاسب جمة، وزاد حصيلة الخزينة، وورّط الأوروبيين، وتخلّى عن الأطلسي، وباعهم السلاح الذي انتهت صلاحيته. وعندما عجزوا وبدأت الأزمات والإخفاقات تدخل، عقد قمته مع بوتين في ألاسكا، إشارةً إلى اهتمامه بالقطب الشمالي أوّلاً.

 

٢

 

بوتين أدار الحرب وروسيا وتحالفاته بتصميمٍ وصلابة، ونجح في تحقيق الكثير من غاياته، فأعاد هيكلة روسيا وقواتها المسلحة، وكشف عن أسلحتها النوعية والمتقدمة جداً وتوازناتها الاجتماعية، وطوّر الاقتصاد، وحلّ مشكلات الحصار بتقانة. وفاجأت روسيا الجميع الذين توقعوا انهيارها وسعوا للفوضى فيها.

 

بعد ثلاث سنوات أصبحت روسيا أكثر صلابةً ومَنعَةً ومبادرة، ووسّعت من علاقتها مع دول الجنوب وشعوبها، وانتزعت أفريقيا من فرنسا، وفرضت ضمّ مليون كيلومتر مربع من القطب الشمالي بثرواته الهائلة. واستمالت الهند وفيتنام التي كان البعض يراهن على انتزاعها وتشكيل محور يعادي روسيا، وتعزّزت العلاقات مع الصين، وتحولت إلى مشروع عالمي مشترك.

 

الاعتداء على إيران ومحاولات تفجير حرب بين الهند وباكستان عزّز مكانة روسيا والصين وإيران، وألزم ترمب بوقف الحرب فوراً. وكذلك بين تايلاند وكمبوديا، فقد دفع ذلك ترمب لحَزْم أمره والتصدي الفوري لمحاولات لوبي العولمة إشعال الحروب لإغراقه بالأزمات، تمهيداً للانقضاض عليه وإسقاطه في الانتخابات النصفية.

 

٣

 

توفرت البيئة ليرتكز ترمب على قمة ألاسكا، ويفرض على زيلنسكي وقادة أوروبا وأدوات العولمة الخنوع والهرولة إلى البيت الأبيض، يقفون بالصف أمامه ليعطي كلاً منهم فرصةً للكلام، وجُلّه الإشادة بدوره وموقفه وطلب الدعم منه.

 

انتهت قمة البيت الأبيض وخرج منها ترمب زعيماً عالمياً قادراً، بعد فترة من المناورات المتقنة، أن يفرض أوامره على قادة أوروبا ويورطهم، ثم يمدّ لهم حبل النجاة، والحبل قد حاكه مع بوتين.

 

٤

 

قمة ألاسكا انتزع فيها الزعيمان مكانتهما كقائدين فاعلين، منسجمين، عارفين إلى أين يذهبان وكيف ومتى.

 

قمة واشنطن أسقطت القادة الأوروبيين، وأخضعت لوبي العولمة، وأضعفت قدراته على الممانعة ومحاولات منع ترمب من تحقيق غاياته.

 

الخطوة والحدث الأهم الآتي: حرب غزّة ومآلاتها، فوعد ترمب قبل تسلمه مهامه أن يوقفها.

 

أُفشِل وناوَر، وغيّر في توازنات البنتاغون والدولة العميقة، وأطلق يد نتنياهو وأسنده ضد إيران، فأنقذ إسرائيل من أن تدمرها إيران. وقد اقترب زمن أن يفرض رؤيته كي لا تنتهي إسرائيل في غزّة وتنتحر على أوهام نتنياهو بـ”إسرائيل الكبرى وشرقها الأوسط”.

 

للقمتين تتمّة وآثار أوسع.

 

العالم وتوازناته تتغيّر، وزمن لوبي العولمة ومغامراته ينحسر.

 

وبعض الآثار والدلائل عما سيكون: التغير الحاد بلهجة توماس براك في بيروت بعد زيارة لاريجاني إلى بغداد وبيروت، وخطاب السقف العالي لأمين عام حزب الله.

 

ماذا عن هدنة غزّة ومستقبلها؟ وهل يقبض ترمب على روح إسرائيل وينتزعها من يد لوبي العولمة؟ أم يتركها لشأنها ولهزيمتها الوجودية؟

 

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الخطر الصهيوني على لبنان خطر وجودي لا تنفع معه سياسة النعامة

      حسن حردان أظهرت تصريحات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حول الأطماع التوسعية الصهيونية المتمثلة بالسعي الى تحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”، أظهرت مجدّداً ...