في القمة الافتراضية لـ«منظمة شنغهاي للتعاون» التي عقدت اليوم، أكّد كل من رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، بالإضافة إلى زعماء أربع دول في آسيا الوسطى، ضرورة تعزيز التعاون داخل المجموعة، وعمدوا إلى توسيع هذه الأخيرة من خلال قبول عضوية إيران رسمياً، وجعل بيلاروس توقّع مذكرة التزامات، ستمهد لقبول عضويتها لاحقاً، بعدما كان البلدان يتمتعان بصفة «مراقب» في المنظمة، في خطوة ستؤدي إلى توسيع «الجناح الغربي» للمنظمة في كل من أوروبا وآسيا.
فوائد «خالدة»
وفي کلمته خلال القمة الثالثة والعشرين للدول الأعضاء، أكّد الرئيس الإيراني، ابراهيم رئيسي، أنّ «فوائد عضوية إيران الرسمية في المنظمة ستبقى خالدة»، متابعاً: «نحن مرتاحون لانضمام إيران رسمياً لهذه المنظمة بصفتها العضو التاسع، «ونأمل أن يوفر حضور إيران، الأرضية لضمان الأمن الجماعي والتوجيه نحو التنمية المستدامة، وتوسيع العلاقات والتواصل، وتعزيز الوحدة واحترام سيادة الدول أكثر من ذي قبل»، وفق ما نقلت وكالة «إرنا الإيرانية».
ad
وأضاف أن الحكومة التي تحتفل بعيد استقلالها اليوم في الرابع من تموز، تنتهك استقلال العديد من الدول وحق الأمم في تقرير المصير، وخاصة الشعب الفلسطيني العظيم»، في إشارة إلى الولايات المتحدة، لافتاً إلى أنّ «جرائم الکیان الصهيوني اليوم في مخيم جنين تذكرنا بالجرائم الأليمة لاحتلال فلسطين عام 1948. والکیان الصهيوني هو رمز واضح للتعدي على سيادة الدول».
وتابع رئيسي أنّ تجربة العقود الماضية أثبتت أن هيمنة الدولار، جنباً إلى جنب مع النزعة العسكرية، فتحتا المجال أمام هيمنة نظام الهيمنة الغربية. ومن هذا المنطلق «فإن أي محاولة لتشكيل نظام دولي عادل تتطلب التخلص من أداة الهيمنة هذه، في العلاقات البينية الإقليمية»، مؤكداً أنّ «توسيع نطاق استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية والتبادلات المالية، بين أعضاء هذه المنظمة وشركائهم التجاريين، يتطلب مزيداً من الاهتمام الجاد».
ad
وطرح الرئيس الإيراني ليس جديداً، بل يندرج ضمن جهود مستمرة منذ سنوات لتقليل بلدان المنظمة اعتمادهم على الدولار، وقد اتفقوا في قمتهم السابقة في أوزبكستان العام الماضي، على «خارطة طريق»، لتوسيع التجارة بالعملات المحلية، فيما يرى مراقبون أنّ هذه السياسة تخدم المصالح الخاصة لأهم دول المنظمة، بما في ذلك روسيا، من حيث تخفيف آثار العقوبات الغربية، والصين نظراً إلى تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الهند التي تلجأ إلى عملات أخرى غير الدولار في تجارتها مع روسيا.
من جهته، شكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قادة الدول المشاركة لدعمهم له في مواجهة التمرد المسلح الفاشل الذي نفذته مجموعة «فاغنر»، ضد القيادة العسكرية الروسية أواخر حزيران، قائلاً: «أتوجه بالشكر إلى زملائي في دول منظمة شنغهاي للتعاون، الذين أبدوا دعمهم لخطوات القيادة الروسية لحماية النظام الدستوري وحياة المواطنين وأمنهم». وأردف أنّ «الشعب الروسي متماسك بشكل غير مسبوق»، بعدما أظهرت الدوائر السياسية الروسية والمجتمع بأسره
ad
«تكاتفهم وحسهم العالي بالمسؤولية عن مصير الوطن، عندما وقفوا
جبهة موحدة في مواجهة محاولة التمرد المسلح». كما أكّد بوتين أنّ روسيا «صامدة» أيضاً في وجه القيود الغربية، وأنّها ستواصل «مقاومة العقوبات والضغوط والاستفزازات الخارجية».
وفي الكلمة الافتتاحية للقمة، التي يلقيها رئيس الوزراء الهندي الذي تتولى بلاده رئاسة المنظمة، وكذلك مجموعة العشرين هذا العام، حثّ مودي قادة المنظمة على التكاتف من أجل «محاربة الإرهاب»، ومساعدة أفغانستان والتصدي للتحديات العالمية مثل نقص الغذاء والوقود والأسمدة.
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني أنّ المجتمع الدولي أمام مأزق، في ما يتعلق بأفغانستان، مؤكداً أنّه تم «حجب» الدعم الحاسم الذي تحتاجه كابول لمنع حدوث أزمة إنسانية، داعياً إلى إعادة النظر بهذه المسألة «بشكل عاجل».
ad
أمّا الرئيس الصيني، فحذّر دول «منظمة شنغهاي للتعاون» من «الثورات الملونة» ومن «حرب باردة جديدة»، قائلاً: «علينا أن نكون يقظين للغاية حيال إثارة القوى الخارجية حرباً باردة جديدة، وخلق مواجهة في المنطقة، وأن نعارض بحزم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وإثارة ثورة ملونة لأي سبب كان».
كما دعا شي إلى «حفظ السلام الإقليمي»، مؤكداً معارضة بكين لـ«الحمائية» في العلاقات الاقتصادية، وفق ما نقلت عنه وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء.
سيرياهوم نيوز 1_ الاخبار اللبنانية