- رشيد الحداد
- السبت 24 تموز 2021
صنعاء | صدّ الجيش اليمني و»اللجان الشعبية»، صبيحة عيد الأضحى، هجوماً مزدوجاً نفّذته قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، من جبهة الماهلية شمال مديرية رحبة الواقعة جنوب مأرب، لتخفيف الضغط على قواتها المرابطة عند أطراف المديرية. لكن فشل العملية أفقدها، للمرّة الأولى منذ ثلاث سنوات، مكاسب كبيرة على الأرض، بعدما قامت بنقل السلاح الثقيل من مواقعها السابقة في مديرية ناطع شرق البيضاء، ومناطق الجريبات الواقعة في نطاق مديرية نعمان، دافعةً بثقلها العسكري نحو مديرية بيحان في شبوة، ومنها إلى مناطق جنوب مأرب، في محاولة لتنفيذ عملية سريعة توصلها إلى خطوط التماس في مديرية الصومعة في محافظة البيضاء. وعلى رغم محاولة قوات هادي العودة إلى مديرية ناطع، واستعادة ما خسرته في مديرية نعمان شمال البيضاء، واصلت قوات صنعاء التقدُّم لفرْض سيطرتها على مواقع استراتيجية يمكن مَن يشرف عليها أن يتحكّم في مسار العمليات القتالية في المناطق الواقعة بعد عقبة نعمان، ومنطقتَي الجلسة وعقبة القنذع.
ورأى مراقبون أن «عملية الأضحى أفشلت مخطّطاً عسكرياً كبيراً رتَّبت له، على مدى أسابيع، قوات هادي بتنسيق وتمويل من غرفة عمليات التحالف، وذلك بعد فشل عملية النجم الثاقب التي نفّذتها هذه القوات في مديريتَي الصومعة والزاهر في محافظة البيضاء». وأفادت مصادر استخبارية في صنعاء بأن قوات هادي، وبتنسيق مع غرفة عمليات «التحالف» في الرياض، كادت تستكمل خطّة الهجوم في مديريات رحبة والماهلية جنوب مأرب، قبيل أيّام العيد، بهدف استنزاف الجيش و»اللجان» في أكثر من جبهة. وفي موازاة ذلك، بدأت تلك القوات، مسنودةً بغطاء جوي كثيف تؤمّنه طائرات «التحالف»، بشنّ عملية عسكرية ضدّ قوات صنعاء في الجبهات الغربية والشمالية الغربية المتاخمة لمأرب خلال أيام عيد الأضحى، بهدف إزالة الخطر عن المدينة، لكنها وُضِعت أمام واقع عسكري جديد على إثر تَمكُّن الجيش و»اللجان» من إغلاق جميع الثغرات التي راهنت عليها قوات هادي جنوب مأرب، وإفشالهما خطّة الهجوم، ما دفع قوات هادي إلى توسيع خطّ دفاعها على امتداد جبهات جنوب وغرب وشمال غرب مدينة مأرب، بعدما منيت بانتكاسة عسكرية، الثلاثاء الماضي، في محافظة البيضاء (وسط اليمن). وتمكّن الجيش و»اللجان»، إثر شنّهما هجوماً واسعاً، من السيطرة على منطقة الجريبات في مديرية ناطع، وأجبرا قوات هادي، بعد أسر العشرات من عناصرها، على التراجع والفرار في اتجاه مديرية بيحان (شبوة) ومديرية العبدية الواقعة جنوب مأرب.
وصفت قوات هادي الانتكاسة في مديريتَي نعمان وناطع في البيضاء بـ»الخطأ العسكري الفادح»
وعلى مدى الأيام الماضية، وصفت قيادات في قوات هادي انتكاسة الثلاثاء في مديريتَي نعمان وناطع في البيضاء بـ»الخطأ العسكري الفادح»، الذي مكَّن الطرف الآخر من فرض حضوره العسكري في مناطق جديدة تتيح له شنَّ هجمات من مسارات متعدّدة للتقدُّم جنوب مأرب. وقالت مصادر عسكرية موالية لهادي إن الخطّة العسكرية التي أعدَّها «التحالف» ووزارة دفاع هادي في مأرب، كان هدفها تنفيذ التفاف عسكري واسع من مديريات جنوب مأرب يعيد قواتها إلى البيضاء ويفتح عدّة جبهات في نعمان وناطع والصومعة وولد ربيع والقريشية في الوقت نفسه. لكن قوات هادي تجاهلت المعلومات الاستخبارية التي أكّدت استعداد قوات صنعاء لشنّ هجوم خلال أيام العيد. فقام «اللواء 19» التابع لوزارة دفاع هادي بسحب السلاح الثقيل وبعض قواته من جبهات ناطع، ما أدّى إلى فشل خطّة الهجوم وتسبَّب بـ»انتكاسة الأضحى» التي تفيد مصادر عسكرية في صنعاء بأن مكاسبها توازي معركة عام كامل، وبأن الجيش و»اللجان الشعبية» تمكّنا من السيطرة على نحو 200 كيلومتر مربّع في عملية عسكرية مباغتة استمرت حتى ثالث أيام العيد. ووفق المصادر، لا تزال العمليات مستمرّة في شرق مأرب وجنوبها «حتى تطهير جميع المناطق وتأمينها من قوات الطرف الآخر». وبحسب المؤشرات على الأرض، فإن المكاسب العسكرية التي حقّقها الجيش و»اللجان»، خلال الايام الماضية، في مديريتَي نعمان وناطع، تُمكّنهما من تنفيذ عملية شاملة لتأمين جميع المناطق المحايدة في محافظات شبوة والبيضاء وجنوب مأرب، إلى جانب تقدُّمهما في مسارات متعدّدة لتطهير أيّ جيوب في مديريات الماهلية والعبدية ورحبة وجبل مراد جنوب مأرب، وصولاً إلى مناطق الجوبة وحريب، في حال عدم حدوث أيّ متغيرات عسكرية جديدة على الأرض خلال الأيام المقبلة.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)