حسن ابراهيم الناصر
قطرات مطر الخريف تنساب على زجاج النافذة المغلقة بوجه الريح الشمالية، تنساب القطرات على مهلها كأنها عالقة بين الريح وأول أشعة الشمس في الصباح، كان ثمة طائر يرف بجناحيه الملونين محاولا ان يتكئ على حواف النافذة ، نفض ريشه المبلول بالمطر مرات عدة ،زائر صباحي غير متوقع وقف يصغي لموسيقى حزينة تتسلل من شقوق النافذة ورجل يتكوم على أريكة قديمة ..تعب من الورق ومشاغبات الحبر وأنين الكلمات ومن توالي الشتاءات والبرد والوحدة والانتظار ؟
يقلب في دفتر صور قديم.. “هذا الوجع الذي يحاصره حتى كاد يخنق وميض أي فرح محتمل جعله يسترجع الذكريات – الصور – والحكايا “،
يلتفت نحو الباب مرات لعل أحداً يأتي ويدق.. فينهض مسرعا يفتح الباب ليدخل الدفء؟
ومرة ينظر للنافذة وقد أدهشه وجود هذا الطائر الذي يحاول الانفلات من البرد والمطر وهو يفتش عن “ثقب” يتسلل منه لربما يؤنس وحدة هذا الرجل المكوم عل الأريكة المسكون بالحزن والوجع والموسيقى الحزينة؟
راح الرجل بهدوء يشرب قهوته الباردة “رشفة.. رشفة ”
وهو يرقب الباب والنافذة والطائر والمطر…..!
من قصة قيد الكتابة
بانتظار نافذة للنشر
(سيرياهوم نيوز ٢-صفحة الكاتب)