آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » كأس أوروبا: دراما وانتقادات ومفاجآت بالجملة

كأس أوروبا: دراما وانتقادات ومفاجآت بالجملة

شربل كريّم

 

ترك دور المجموعات في نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم المقامة في ألمانيا حتى 14 تموز المقبل، انطباعات كثيرة بما يخصّ المنتخبات المرشّحة لإحراز اللقب ونجومها، وذلك في وقتٍ لم تغب فيه المفاجآت وأيضاً الانتقادات التي توزّعت في اتجاهاتٍ مختلفة.أوّل هذه الانتقادات هو في ما يخصّ نظام البطولة الذي وضع في الدور الـ 16 أقوى المنتخبات في جهةٍ واحدة لتقوم بتصفية بعضها وهي ألمانيا، إسبانيا، البرتغال، فرنسا وبلجيكا، بينما تحمل الجهة الأخرى طريقاً أسهل للطامحين ببلوغ النهائي.

بالفعل ربما تمنّت ألمانيا لو أنها خسرت مع سويسرا ولم تتصدّر مجموعتها، بينما قد تكون هولندا شاكرة للنمسا التي أبعدتها عن رأس ترتيب المجموعة ووضعتها في جهتها لناحية الأدوار الإقصائية.

إنكلترا وإيطاليا ضعيفتان

بطبيعة الحال، ربما يحتاج هذا النظام إلى إعادة نظر تماماً كما هو حال العديد من المنتخبات التي خيّبت الآمال في الدور الأول بأدائها الضعيف على غرار المنتخب الإنكليزي الذي لقي أسوأ الانتقادات في الأعوام العشرة الأخيرة، وسط مطالبات واسعة بإقالة مدربه غاريث ساوثغايت حتى قبل نهاية المشوار القاري.

الواقع أن كثيرين توقّعوا ظهور إنكلترا بهذا الشكل حتى لو أنها تملك كوكبةً من النجوم، إذ الأكيد أن ساوثغايت ليس رجل المرحلة.

الأمر عينه ينطبق على إيطاليا الخالية من النجوم لدرجةٍ اعتُبر مدربها لوتشيانو سباليتي أبرز اسمٍ في البعثة الإيطالية التي رميت أسهم الانتقاد باتجاهها حتى وصفت صحيفة «لا غازيتا ديللو سبور» الشهيرة منتخب بلادها بـ«إيطاليا الصغيرة».

هي بالفعل بدت كذلك بالنسبة إلى منتخبٍ حاملٍ للقب، إذ لم تظهر أي مؤشراتٍ تدلّ على أن «الآتزوري» لديه القدرة على الاحتفاظ بعرشه، وخصوصاً مع ارتفاع مستوى المنتخبات الكبرى الأخرى، فضلاً عن المفاجآت التي أحدثتها المنتخبات الصغيرة في هذه النسخة حتى باتت هناك استحالة لتوقّع نتيجة أي مباراة.

يمكن انتقاد نظام البطولة الذي وضع في الدور الـ 16 أقوى المنتخبات في جهةٍ واحدة

 

من هنا، قد يستمر مسلسل المفاجآت وسط إصرار أكثر من منتخبٍ على لعب دور «الحصان الأسود»، وعلى رأسها منتخب النمسا الذي قدّم أسلوب لعبٍ فريداً من نوعه ليتصدّر المجموعة الصعبة التي ضمّته إلى إسبانيا وإيطاليا. كما يمكن اعتبار منتخب سويسرا من المنتخبات المزعجة، والتي قد تتمكن من الذهاب بعيداً إذا ما ساعدتها الظروف، والدليل ما قدّمه السويسريون في مواجهة ألمانيا المضيفة، والتي عانت لتسجيل هدف التعادل المتأخر.

 

الأقوياء وجهاً لوجه

وبالحديث عن الألمان فإن النقلة النوعية التي أحدثها المدرب الشاب يوليان ناغلسمان أفرزت منتخباً قوياً، لكنّ الاختبار السويسري كشف عن بعض المشاكل التي قد تطلّ مجدداً أمام الدنمارك العنيدة، والتي فاجأت الجميع ببلوغها نصف نهائي النسخة الماضية من البطولة القارية.

بكل الأحوال إذا ما عرفت ألمانيا معالجة بعض الثغرات الدفاعية وإيجاد حلولٍ هجومية أفضل فإنها يمكنها هزيمة أيٍّ كان، لتصبح على صورة إسبانيا التي تحوّلت إلى «الفافوري» الأبرز بالنسبة إلى متابعي كأس أوروبا بعدما قدّمت ثلاث مباريات خالية من الشوائب في دور المجموعات، حاصدةً العلامة الكاملة من دون أن تتلقى أي هدف.

إسبانيا ستشكّل تحدّياً للجميع رغم استبعادها قبل البطولة من المنافسة بعكس فرنسا التي لم تقدّم المنتظر منها، وذلك في وقتٍ يرى فيه كثيرون أن غياب نجمها الأول كيليان مبابي عن المباراة الثانية لا يفترض أن يشكّل عائقاً في ظل كوكبة النجوم التي تملكها، لكن يبدو أن ناغلسمان كان على حق عندما اعتمد على نفس التشكيلة الأساسية في مباريات ألمانيا الثلاث، إذ عرفت البرتغال أيضاً مشاكل وخسرت أمام جورجيا في مباراتها الثالثة بعدما أجرت تغييرات على تشكيلتها بحكم تأهلها المسبق.

هذه الأخيرة ستبقى مرشّحة للقب بكل الأحوال، لكن بما أنها في نفس الطريق الشائك ككل المنتخبات الكبرى المذكورة سلفاً، فقد تصل إلى النهائي منهكة. وهنا عليها، كما هو حال ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، معرفة كيفية ايجاد الـ 11 المناسبين بعدما أثبتت التجارب في هذه البطولة أن الانطلاقة في أي مباراة تُعدّ أمراً حاسماً، ولو أنها شهدت العديد من الأهداف المتأخرة.

بكل الأحوال كان دور المجموعات خالياً من ظهور نجمٍ مطلق في البطولة، لكنه كان مليئاً باللحظات البطولية التي تركت انطباعاً بأننا سنكون أمام ملاحم كروية في الأدوار الإقصائية.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منتخبنا الشاب لكرة القدم يخسر بقسوة أمام الإمارات

لقي منتخبنا الشاب لكرة القدم خسارة ثقيلة أمام منتخب الإمارات بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة التي انتهت قبل قليل على ملعب مدينة الملك فهد الرياضية ...