الرئيسية » الرياضة » كأس الخليج تكسر الجليد العراقي

كأس الخليج تكسر الجليد العراقي

 

وصلت محطة كأس الخليج «خليجي 25» إلى الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات. البطولة التي تستمر حتى 19 الشهر الحالي لفتت أنظار العالم إليها بفعل تنظيمها الجيد وأداء المنتخبات المشاركة الممتاز والتنافسية العالية. ويبقى الأهم أنها أعادت العراق إلى مكانه الطبيعي في الرياضة العربية والآسيوية والعالمي

 

بغداد ــ فقار فاضل

 

بعد 44 عاماً من الحظر الرياضي الظالم، نجح العراق في تنظيم افتتاح استثنائي لبطولة «خليجي 25» على أرض مدينة في البصرة أقصى جنوب البلاد. الحدث ليس رياضيّاً فقط، وإنما تعدّى ذلك حتى صار تظاهرةً اجتماعيةً وثقافيةً… للحدث دلالات عديدة أهمها أن «بلاد الرافدين» لا تستسلم، بل هي تجدد نفسها دائماً، وبشكل متكرر تنهض من تحت رماد الحروب الطويلة والأزمات والنكبات التي أرادتها لها دول غربية عدّة، وفي مقدمتها أميركا، لكنها تصر على أن تُبعث مرة أخرى لتبحث عن حياة أفضل.

 

أسهمت بطولة «خليجي 25» في تغيير الصورة النمطية التي أخذتها دول وشعوب عدّة عن العراق، وأعادت تعريف حقيقة البلد الذي لطالما تميّز على مختلف المستويات، ومنها الرياضية. أخذ الشعب العراقي على عاتقه تصحيح صورة بلاده، التي حاول الإعلام الغربي وبعض العربي ربطها بالحروب والخراب، وأظهر هذا الشعب حقيقة الكرم والضيافة والتنظيم، وهو يستقبل أشقّاءه العرب، ويقدم لهم كل شيء بسخاء وطيب خاطر.

راهن كثيرون على فشل العراق في تنظيم بطولة كأس الخليج، والبعض تمنى ذلك، إلا أنه كان على قدر التحديات، ونجح في افتتاحية أكثر من رائعة، إضافة إلى حضور ملاعب المباريات، وتلك الخاصة بالتدريبات على أعلى مستوى. وفي هذا «الكرنفال الرياضي»، تتزين شوارع مدينة البصرة وواجهات مبانيها ومحالها التجارية بأعلام الدول المشاركة في البطولة وشعارات الترحيب والاستقبال. ومن السادس من الشهر الحالي تُطلق الأغاني والأناشيد الوطنية احتفاءً بالزوار الخليجيين. فعاليات يستذكر العراقيون فيها تاريخهم الرياضي الحافل بالفوز والبطولات، وأخرها في عام 2007 عندما تغلّب على المنتخب السعودي وتُوّج بكأس آسيا للمنتخبات. أما على مستوى التنظيم، فقد لاقت البطولة استحساناً كبيراً من قبل الجميع، على الرغم من أن العراق كان ممنوعاً من استضافة هكذا فعاليات رياضية مهمة منذ زمن بعيد، بحجة الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة، والحصار الاقتصادي الذي فتك به في تسعينيات القرن الماضي، عقب حرب الخليج الثانية. فضلاً عن تعثّر البنى التحتية، ومن ضمنها عدم توفر ملاعب مؤهلة لاحتضان هكذا مناسبات رياضية ضخمة. ولكن الحق يقال، أن العراق ظُلِم خلال تلك المرحلة، كونه كان قادراً على استضافة العديد من الأحداث والمباريات الدولية.

 

استفادة ثقافية واقتصادية

خلال لحظات الافتتاح، استطاع العراق أن يوظف هويته الثقافية وتمثلات حضارته المديدة من خلال عرض فعاليات مختلفة كالفرقة التراثية الموصلية والبصرية والكردية، التي أبهرت الجماهير. وتعتبر البطولة أيضاً فرصة ثمينة للوافدين، من حيث تنظيم جولات استكشافية داخل البصرة وزيارة متحفها وشارع الفراهيدي وبيت الشاعر الشهير بدر شاكر السيّاب والشناشيل القديمة. كذلك الذهاب إلى الأسواق القديمة وكورنيش شط العرب ومسجد الإمام علي وهو ثالث مسجد في الإسلام والكنائس، وغيرها من الأماكن والمواقع التراثية العديدة ومنها أهوار جنوب العراق.

على الجانب الاقتصادي، يتفاءل العاملون في التجارة والسياحة والخدمات بأن تكون هكذا فعاليات رياضية محطة مهمة للتطور والازدهار، فمن خلالها يستطيع العراق أن يقدم نفسه كبيئة آمنة وجاذبة للاستثمار ونقطة استقطاب للشركات العالمية للعمل في مختلف المجالات. ولا سيما وأن «بلاد الرافدين» كما هو معروف متميزة بثرواتها النفطية الهائلة، وخاصة في مدينة البصرة الغنية بمواردها الطبيعية، وتسمى سابقاً بـ«بندقية الشرق»، كونها تعد من أكبر المدن التجارية والاقتصادية في الخليج.

 

استقطبت البطولة الخليجية أعداداً كبيرة من الجماهير العربية والآسيوية

 

وبالتزامن مع البطولة، حقق العراق أهمية اقتصادية من الإيرادات التي سيكسبها من خلال بيع أسعار التذاكر لأكثر من 34 ألف وافد عبر مطار البصرة بحسب أرقام الحكومة المحلية، فضلاً عن تشجيع الحركة السياحية داخل وخارج مدينة البصرة. ونجح العراق في تصنيف «خليجي 25» من أكثر البطولات حضوراً للجماهير وتميزاً في التنظيم. حيث شهدت مراكز بيع التذاكر للدخول إلى الملعب اكتظاظاً كبيراً. وفيما احتشدت العائلات العراقية بمختلف مدن البلاد أمام شاشات عملاقة نُصبت في ساحات ومواقع مخصصة للتشجيع ومتابعة حدث رياضي لم يره العراقيون منذ سنوات بعيدة.

 

أما على الصعيد السياسي، فتسعى الحكومة إلى استغلال هذه المناسبة في إعادة العراق لمكانته السابقة، خاصة بعد العزلة الطويلة مع الدول المجاورة بسبب الحروب والانقسامات والصراعات التي عاشتها خلال العقود الماضية. ووفقا لرأي خبراء عراقيين بأن محفل «خليجي 25» سينعكس إيجاباً على العراق من خلال الاستثمار والاقتصاد وفتح أبواب العلاقات الديبلوماسية مجدداً أمام الدول الخليجية وغيرها من البلدان المجاورة.

 

 

صراع ثلاثي على بطاقتَي التأهل

 

 

تنطلق اليوم منافسات الجولة الثالثة من الدور الأول للمجموعة الأولى بلقاء السعودية مع عمان (الساعة 17:00 بتوقيت بيروت) والعراق مع اليمن بذات التوقيت. ويمتلك العراق 4 نقاط من مباراتين، وهو بحاجة إلى التعادل من أجل ضمان التأهل، وكذلك الأمر للمنتخب العماني صاحب الـ4 نقاط أيضاً، بينما سيكون المنتخب السعودي (3 نقاط) مطالباً بالفوز. وكان اليمن قد فقد حظوظه بالوصول إلى المربع الذهبي بعد خسارته مباراتين على التوالي.

 

وتُقام مباريات المجموعة الثانية غداً الجمعة بلقاء البحرين والكويت، وقطر والإمارات بذات التوقيت (الساعة 17:00).

ويتأهل منتخبان عن كل مجموعة إلى نصف النهائي مباشرة.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مواجهة إيرانية – سعودية آسيوية في الرياض اليوم

    يبحث الهلال السعودي عن انتصاره الرابع في رابع مباراة له في المجموعة الموحدة من مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم بحلّتها الجديدة، وذلك ...