أكد الكاتب والباحث الاسترالي المستقل ديفيد ماسيلوين زيف المعلومات التي اختلقتها الدول الغربية وروجت لها وسائل إعلامها لاتهام روسيا بارتكاب جرائم في أوكرانيا بالاعتماد على مقاطع فيديو مفبركة تماماً كالتي فعلتها من قبل بشأن الحرب الإرهابية على سورية.
وذكر ماسيلوين في مقال له بهذا الشأن أن الكثير من مراقبي الحرب في أوكرانيا لاحظوا أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) ووسائل الإعلام المرتبطة بها شنت ضد روسيا واحدة من أطول وأكثر حملات التشويه والأكاذيب التي شهدها التاريخ شمولاً لجهة استهداف دولة واحدة ومسؤوليها مبيناً أنه مع الدفع باتجاه تحويل هذه الحملة إلى حرب حقيقية ساخنة فإن الدول الأوروبية والغربية التي سمحت لنفسها بالإنجرار وراء المشروع (الانكلو-امبريالي) تخاطر بالتعرض لصدمة كبيرة قريباً.
ولفت الكاتب إلى أنه ليس هناك من شك بأن هذه الدول التي تدفع عمداً بمؤسساتها الفكرية إلى معركة مع روسيا تعلم جيداً أنها تسير على صفيح من الجليد بالنظر إلى تورطها في تنظيم استفزازات وهجمات كاذبة أصبحت الآن مخلدة في الذاكرة الغربية الجماعية مبيناً أن ذلك لا يسري فقط على تلك الممارسات الموجودة في أوكرانيا وإنما أيضاً على أفعالها السابقة باختراع هجمات كاذبة في سورية ومسرحيات عمليات إنقاذ الأطفال من قبل إرهابيي منظمة (الخوذ البيضاء) إضافة إلى نشر مزاعم أسلحة الدمار الشامل في العراق.
وذكر ماسيلوين أمثلة ودلائل تؤكد كذب الاتهامات الموجهة إلى روسيا بشأن ارتكاب جرائم حرب في مدينة بوتشا الأوكرانية القريبة من العاصمة كييف حيث علق على صور نشرت في وسائل الإعلام للضحايا المفترضين في الرابع من نيسان الماضي في بوتشا بالقول “إن جثث القتلى إن كانوا حقاً أمواتاً فمن الواضح أنهم لم يموتوا منذ زمن طويل وقد بدت ملابسهم نظيفة وغير تالفة بينما تجمهر أشخاص في مكان قريب دون أن يتراجعوا بسبب الرائحة الكريهة المفترضة للجثث”.
وأضاف إن الخداع والشكوك بشأن صحة الصور بدا واضحاً بشكل خاص في صورة قيل إنها لجثة رجل سقط عن دراجته حيث أن حذاءه وبنطاله كانا نظيفين في الصورة ولا يحملان أي علامات أضرار بل أن الجثة نفسها لم تبد متصلبة بسبب الموت كما ليست هناك أي إصابة أو جروح عليها ويبدو الرجل ببساطة وكأنه مستلق على الأرض.
وأشار ماسيلوين إلى أنه وفي أعقاب التكهنات الحتمية حول وجود أمر غريب وشاذ بشأن هذه الجثث التي تم تصويرها بعد أربعة أيام من مغادرة القوات الروسية لمنطقتي بوتشا وإيربين المجاورة قامت وسائل إعلام غربية بنشر صور أقمار صناعية لها لتلعب بذلك دوراً حاسماً في الترويج لفكرة أن الجثث كانت موجودة في الشارع قبل مغادرة القوات الروسية بفترة طويلة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نشرت على سبيل المثال تحليلاً شاملاً موجهاً ضد روسيا لفريق تابع لها قاده المدعو ملاشي براون (الذي كافأته دول الغرب في السابق بجائزة بوليتزر بزعم أنه تمكن من فضح تورط روسيا في قصف مستشفيات في سورية) كما أرفقت التحليل بصور أقمار صناعية خاصة لبوتشا وإيربين تم التقاطها حسب زعمها بواسطة تقنيات شركة (ماكسر) التي استحوذت على (غوغل ايرث) عام 2020.
ولفت ماسيلوين إلى أن أولئك المطلعين على استخدام الإرهابيين في سورية للمستشفيات كمراكز يحتمون بها يدركون ويلاحظون أن مزاعم نيويورك تايمز المذكورة أعلاه (مشبوهة) ولا سيما وأن الحيلة نفسها تم استخدامها الآن في أوكرانيا لاتهام روسيا بقصف مستشفى للولادة في ماريوبول رغم أن السلطات الروسية اكدت مراراً وتكراراً أن كتيبة آزوف المتطرفة نقلت جميع المرضى إلى خارج المستشفى قبل الضربة لاستخدامها كقاعدة لها وأن الحيلة الصغيرة بتصوير امرأة حامل على نقالة كانت مخصصة للكاميرات فقط مثل العديد من المنتجات السابقة المفبركة التي نفذها أعضاء منظمة (الخوذ البيضاء) الإرهابية في سورية.
ولفت الكاتب إلى أن صور شركة (ماكسر) للجثث التي تم تأريخها في الـ 18 من آذار الماضي أقنعت فقط جمهور وسائل الإعلام الغربية بأن الجثث في شوارع بوتشا كانت موجودة بالفعل قبل قيام الجنود الروس ببادرة حسن نية بالخروج من المدينة في الـ 29 من اذار الماضي بل زعم أيضاً أن الجثث كانت موجودة بالفعل منذ أسبوع وهو ما يعني أنها بقيت هناك نحو ثلاثة أسابيع ومع ذلك فقد حافظت على شكلها دون أن يمسها شيء وهو ما كان من المستحيل تصديقه.
وأضاف ماسيلوين “يبدو ان الدليل الوحيد على هذا (الحفظ الاستثنائي) المزعوم للضحايا في شارع يابلونسكا في بوتشا تحت المطر والثلج وحركة المرور والكلاب المارة لمدة شهر تقريباً كان محصوراً بتأريخ صورة القمر الصناعي (ماكسر) إلا أنه لم يمر وقت طويل قبل أن تظهر القصة المروعة الحقيقية والتي تتمثل بارتكاب القوميين المتطرفين الأوكرانيين عمليات قتل انتقامية في بوتشا ضد المتعاطفين والموالين لروسيا حيث قاموا بجمع جثث ضحاياهم للإيقاع بروسيا وتحميلها مسؤولية الجرائم التي ارتكبوها هم بموافقة وتآمر من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى”.
وفي مقال آخر لماسيلوين حمل عنوان “تزوير الحرب.. دفن الحقيقة” أشار الكاتب إلى أنه ونظراً للدور الحاسم الذي تلعبه صور الأقمار الصناعية في هذا الصراع وفي غيره من نشر ادعاءات كاذبة فإن من يركز على الصور التاريخية للمناطق وعلى صحة صور شركة (ماكسر) يلاحظ مدى الاحتيال فيها موضحاً أنه من خلال التدقيق في صور الأقمار الصناعية لماريوبول والمناطق الموضحة في لقطات لطائرات بدون طيار قدمتها كتيبة آزوف تبين أن ما تم تقديمه في وسائل الإعلام الغربية على أنه مشاهد تظهر مناطق سويت بالأرض من المدينة هو ممتلكات ساحلية لمبان مخصصة ومنازل صغيرة بدت عارية من بعيد ولكنها في الواقع لم تصب بأي أضرار.
ولفت الكاتب إلى أن أياً من وسائل الإعلام التي نشرت هذه الصور لم ترسل مراسلين إلى الأرض في ماريوبول وبالتالي كان جمهورها فريسة لأي قصص ترغب باختلاقها له حول الوضع هناك.
ورأى ماسيلوين أن الأمور تغيرت الآن بعد أن تمكنت وسائل الإعلام الروسية ووسائل إعلام الحلفاء من الدخول مع صحفيين آخرين مستقلين كرسوا أنفسهم لقول الحقيقة مثل باتريك لانكاستر وإيفا بارتليت.. وقد تم الآن كشف كذب وعدم حيادية هذه الروايات وإظهار حقيقة أنها ببساطة تخدم مصالح النازيين في الناتو وأجندة الحرب لدول الغرب.
سيرياهوم نيوز 1 _ سانا