آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » كارثة الزلزال تفاقم كارثة إردوغان: “الدولة الأب” على مشارف الإنهيار؟

كارثة الزلزال تفاقم كارثة إردوغان: “الدولة الأب” على مشارف الإنهيار؟

تُعدّ الزلازل التي ضربت نحو 10 محافظات جنوبي تركيا في 6 شباط/فبراير الماضي أسوأ كارثةٍ إنسانية في التاريخ الحديث لتركيا، وفق صحيفة “فورين أفيرز” الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ توفير الإغاثة للمناطق المنكوبة هو مصدرُ القلق الأكثر إلحاحاً للحكومة التركية. ومع ذلك، فإنّ الكارثة لا تُشكل تحدياً لوجستياً فحسب، بل تشكل أيضاً تحدياً سياسياً للحكومة التركية وللرئيس رجب طيب إردوغان.

وبالفعل، خضعت جهود الإغاثة الحكومية للتدقيق، وكذلك الإهمال والفساد الذي سمح ببناء العديد من المباني دون المستوى في العقود الأخيرة.

وبحسب الصحيفة، فإنّ إردوغان يُواجه منذ العام 2003 وحتى الآن أهم اختبار في حياته المهنية، وعقّبت: “إنّه أمرٌ قد يجده مألوفاً بشكلٍ يُنذر بالسوء”.

واعتبرت الصحيفة إنّ إردوغان وحزبه السياسي تمكنا من الاستفادة من كارثة العام 1999 والصعود إلى أعلى هرم السلطة في تركيا.

لكن اليوم، وفي زلزال شباط/فبراير، انقلبت الطاولة على إردوغان، ويمكن أن يكون لهذا الزلزال التأثير نفسه الذي حدث منذ ما يقارب 25 عاماً، ما أدّى إلى انهيار نظام سياسي مُتكلّس في ذلك الوقت.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ “تركيا لديها تقليدٌ طويل من الحكم الأبوي من الأعلى إلى الأسفل، متجذر في حملة التحديث التي تقودها الدولة، في ظل الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر”.

الدولة في تركيا تُلقب بـ”devlet baba” (الدولة الأب)، على عكس الدول التي تُعرف باسم “آنا فاتان” (الوطن الأم). وفي التقليد السياسي، فالدولة في تركيا مثل الأب التأديبي الذي يعتني بأبنائه وأحفاده المواطنين؛ فهو صارم وصلب القلب، ولكنّه يُوجّهم ويُلبي احتياجاتهم.

وطرحت الصحيفة مثالاً على الأمر، قائلةً: “على الرغم من بقاء طيف مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك في تركيا منذ وفاته وإلى ما بعد الحرب الباردة، فإنّ الأمر تطلّب كارثة طبيعية ضخمة لتقلّب الموازين على رؤيته وأتباعه – زلزال العام 1999 – ما أدّى إلى تمزيق العقد الاجتماعي بين الدولة التركية ومواطنيها، إذ شعر الأتراك بأن “الدولة الأب” فشلت في رعايتهم”.

جزئياً، من خلال تحقيق النمو وانتشال المواطنين من براثن الفقر، وجزئياً من خلال قمع المعارضين، عزز إردوغان منذ ذلك الحين سمعته كزعيم استبدادي وقوي يجب على المواطنين الخوف منه واحترامه في الوقت نفسه.

بعبارةٍ أخرى، أصبح يُجسّد نسخةً جديدة من “devlet baba”.

ومع ذلك، قد لا تتمكن شخصية إردوغان السياسية من مواجهة الدوامة المقبلة؛ فالزلزال هذا الشهر كان كارثة ذات أبعاد تاريخية، قتلت أشخاصاً أكثر مما قتلت حرب الاستقلال التركية قبل قرنٍ من الزمان.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الصورة الكبيرة في تركيا تشهد نقطة تحوّلٍ تاريخية في ما يتعلق بنموذجها الأبوي التقليدي للحكم من أعلى إلى أسفل.

وأشارت الصحيفة إلى أن أداء المجتمع المدني في البلاد كان جيداً بشكلٍ استثنائي في الاستجابة للزلزال، إذ قدّم إغاثة ضخمة وسريعة للضحايا، فيما كان يقود أيضاً جهود الإنقاذ التي تقودها الحكومة ويتجاوزها أحياناً.

وأعلنت السلطات التركية، اليوم، ارتفاع حصيلة الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد في 6 شباط/فبراير إلى أكثر من 45 ألف وفاة، وما يزيد على 108 آلاف مصاب، وملايين الأشخاص الذين أرغموا على ترك منازلهم التي انهارت أو باتت غير صالحة للعيش.

 

سيرياهوم نيوز3 – الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إعلام إسرائيلي يحذر من تحول مذكرتا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى شكاوى أخرى بحق مسؤولين إسرائيليين وحظر واسع على الأسلحة المورّدة إلى “إسرائيل

ذكرت تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة،أنّ “إسرائيل” تخشى من أن يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بحق نتنياهو وغالانت، إلى فرض حظر ...