مالك صقور
“كاسك ياوطن” مسرحية من تأليف الكبير محمد الماغوط ، وبطولة الفنان دريد لحام وهالة شوكت وعمر حجو وصباح جزائري وشاكر بريخان وحسام تحسين بِك .
تم عرض هذه المسرحية عام 1979..وكانت من المسرحيات الناقدة الجريئة للإوضاع الداخلية في سورية .اهتم من اهتم من النقاد بهذه المسرحية وكتب عنها كثيرون يمدحون الماغوط ويثنون على العرض الموفق لكوكبة من الفنانين السوريين . وفي الوقت نفسه ، لم تسلم المسرحية من نقد لاذع ، تحت مسمى إنها : ( مسرحية تنفيس أو تنفيسية ).. المهم ، الآن ، وبعد ست وأربعين سنة ، وبعد أحداث دامية وصعبة ومعقدة ، يعود هذا العنوان للذاكرة : ” كاسك ياوطن ”
في تونس ، مثلاً ، لم يفهموا معنى “كاسك ” ، فتم استبداله ب “نخبك ياوطن ” .. فعلا ، كاسك ياوطن . وهنا ، كل من المشاهد والقارئ يفهم كاسك ياوطن وفق تفسيره ووعيه وعلى كيفه .منهم من يعتبر ذلك إيجاباً ، أي بمعنى { بصحتك ياوطن }، ومنهم من يعتبر ذلك سلباً بمعنى نعوة للوطن أي وداعاً ياوطن ..لكن الأهم من ذلك ، أن مضمون المسرحية الناقد ، لم يؤخذ به ، ولم يكثرث المسؤولون عن الفساد بالأمور التي تناولتها المسرحية .
بين عامي 1992 – 1993 : كتب الأستاذ الكبير محمد الماغوط نصوصاً أو زوايا ، تحت عنوان : كاسك ياوطن ..وتم إصدارها في كتاب ( سياف الزهور ).. يستهل الماغوط نصوصه تلك بالشعارات التي كان يطلقها العرب ، وقد ذكر أربعة وثلاثين شعاراً ، منها :” الله أكبر والعزة للعرب ؛ دقت ساعة العمل الثوري ، المارد العربي ، ما أخذ بالقوةلا يسترد إلا بالقوة ؛ لا شرقية ولا غربية بل أمة عربية إسلامية اشتراكية ؛ المجتمع الاشتراكي الموحد ؛الاشتراكية طريقنا ؛بترول العرب للعرب ، ثورة حتى النصر ؛جبهة الرفض ؛ جبهة الصمود والتصدي ؛ دول المواجهة ؛ إسرائيل مخلب قط للاستعمار ، لا صلح لااعتراف لا مفاوضات ؛ الغضب الساطع ؛ يو م الأرض ؛ الأرض بتتكلم عربي ؛ الأرض مقابل السلام ! يا سلام “…
ولا يسمح لي هذا الحيز أن أستشهد أكثر بمقولات الماغوط ، الرائعة الصائبة ، واكتفي بقوله : ” صحيح إن الاتحاد السوفييتي انهار وتحطم وتحول الى مجموعة من الدول المستقلة إلا أنه ترك على الأقل لشعوبه وفقرائها ترسانة من الأسلحة النووية والسفن الفضائية والأقمار الصناعية ، تتقاسمها الآن فيما بينها بيعاً أو رهناً ..ولكن النظام العربي عندما انهار ، وتحول إلى مجموعة الأرانب المستقلة ، لم يترك لشعوب هذه الأمة وفقرائها ، سوى تلك الترسانة من الشعارات ..ولم يتحقق منها شعار واحد لا على الأرض ولا في الفضاء ” ..
رحم الله الكبير محمد الماغوط ..ورحم الله أمواتكم جميعا .. و، و، وكاسك ياوطن ….
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)