معلم سياحي بيئي مميّز داخل الصحراء في الأردن يجذب السائحين والمهتمين ومنتجي الوثائقيات والأفلام من هوليوود وغيرها، ويمكن للزائر أن يعيش حياة أشبه بتلك التي على كوكب المرّيخ!
للمعالم الأثرية والسياحية والتراثية والبيئية في الأردن رونقٌ خاص، فهي ترفُل بعبق التاريخ التليد المقرون بطبيعة صحراوية قاسية، الذي يضفي على الأديم ألواناً متمازجة.
قدّ يتراءى لنا على الفور، ونحن نذكر المملكة الأردنية الهاشمية، أصالتها ودماثة أخلاق أهلها المحبين المعطاءين بالدرجة الأولى، ناهيك عن آثار البتراء وجرش ومنطقة البحر الميت والعقبة…
لكن محمية “وادي رمّ” بالتحديد،ستحرّك فيك “الحشرية” المجبولة بروح التحدي والتوق لمعاينة مكان فيه سكونٌ وإثارة في آن…
ناطحات سحاب طبيعية شاهقة
الوادي “الأرجواني” السياحي يقع في منطقة (حسمى) في جنوب الأردن، على بعد 250 كيلومتراً من العاصمة عمّان و70 كيلومتراً شمالي مدينة العقبة، وفي هذه الأرض موقع شكلّت عناصر الطبيعة الرياح والطقس ناطحات سحاب طبيعية شاهقة ومهيبة وصفت بـ (ذات الأصداء اللامتناهية).
وقدّ تمثّل رؤوس الصخور الضخمة والمتراصة والمنسقة والمرتفعة عن أرض الصحراء بـارتفاع (1750) متراً تحدياً طبيعياً لمتسلقي الجبال المحترفين.
وتتحدى جبال رم هواة التسلق لكي يصعدوا الى ذراها العامودية أو يسيروا في دروب الوادي ومساربه ويتوغلوا بعيداً في المرابع الفسيحة أو يقوموا برحلات جماعية على ظهور الجمال. فجمال الطبيعة في هذا الوادي يعكس روح الرومانسية في الصحراء. ومما يزيد من جاذبيته أن عدداً من القبائل البدوية المضيافين الطيبين لا تزال تتخذ منه دار إقامة لها.
يعرف وادي رم بـ (وادي القمر) وقد اتخذه الأمير فيصل بن الحسين مركز قيادة خلال الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك العثمانيين.
يتيح الوادي للمتنزهين الاستمتاع بسكون الكون وهدوئه، وبمساحات مترامية الأطراف، واكتشاف رسوم صخرية تعود إلى (4000) عام وكنوز مدهشة مخبأة بين ثنايا هذا المكان.
هنا، يشكّل الجسر الحجري في بردة أعلى جسر في وادي رم، حيث يتم عبوره عن الطريق الذي يطلق علية اعمدة الحكمة السبعة، وهذه الرحلة تستغرق بالسيارة نهاراً كاملاً وعلى ظهور الجمال تستحق يوماً كاملاً (نهاراً وليلة).
رحلة سكون فضائي!
لا حاجة لإغلاق جفنيك وتخيّل أنك في “الفضاء”، فأنت فعلاً تمخر عباب الرمال على ظهر الجمل ” سفينة الصحراء” والسكون الغريب الذي يحيط بك يجعلك تشعر وكأنك على سطح “المريخ”!! ترصد الجبال الصخرية بألوانها المتعددة الصفراء والبيضاء والحمراء والبنية والأشكال الجغرافية المميزة المليئة بالألوان وبالوادي العميق الذي يشق تلك الجبال. فضلاً عن أقواس وجسور طبيعية وصخور تتخذ أشكال الفطر والمنقوشة طبيعياً بواسطة الرياح وعوامل الحت والتعرية على مر السنين.
يتميز وادي رم بحياة نباتية وحيوانية فريدة ونادرة، وتم اكتشاف وجود الذئاب الرمادية والوعول والثعالب من فصيلة “Blandford” والثعالب الحمراء النادرة والقطط الرملية بين نبات الأفيون والسوسنة السوداء في المنطقة. كما يوجد العديد من النباتات النادرة والأعشاب.
وبينما يتقاطر السياح من جميع أنحاء العالم نظراً لطبيعة الموقع التي هي من الخالق التي لم يتدخل فيها الانسان على الرغم من وجود نقوش ثمودية وإسلامية. تكثر في منطقة وادي رم المخيمات السياحية التي تحل محل الفنادق كونه محمية طبيعية لا يسمح ببناء فنادق فيها.
ولأن صحراء وادي رم من أجمل صحراء العالم، ويحاكي سطح المريخ فليس من المستغرب أن يجذب هذا العنوان مخرجي هوليوود – فقد تم تصوير بعض المشاهد من Star Wars و Transformers و Prometheus وأيضاً فيلم “لورانس العرب” و “كوكب المريخ” هنا ، لذا فإن الشعور المتدحرج أثناء المشي عبر الأخاديد والسهول المحلية مضمون. هذا الحب للعباقرة السينمائيين ليس من قبيل الصدفة – فالألوان الرائعة للصحراء ، إلى جانب تكويناتها الجيولوجية غير العادية ، مدهشة حقاً!
سيرياهوم نيوز3 – الميادين