هيثم يحيى محمد
سجل انتاج التفاح في محافظة طرطوس تراجعا كبيرا في السنتين الماضيتين ماجعل المحافظة تفقد المركز الثاني في الانتاج على مستوى القطر الذي كانت تحتله على مدى عقدين وتتراجع الى الوراء كثيراً فقد كان انتاج المحافظة في عام ٢٠٠٩ تسعة وعشرون الف طن و عام ٢٠١٠ نفس الانتاج ايضاً وبقي الانتاج بحدود ذلك حتى عام 2013 حيث تراجع الى 14 ثم قفز الى 25 الف طن عام 2016 واستمر على هذه الحال حتى موسم 2022 ليتراجع بشكل حاد ويصل الى 5800 طن فقط العام الماضي ويستمر في التراجع هذا الموسم حيث يقدر بنحو 5500 طن فقط كما تراجعت المساحة المزروعة بالتفاح من اكثر من خمسة الاف هكتار عام 2012 الى اقل من ثلاثة الاف هكتار هذا العام
هذا الواقع الخطر له اسباب عديدة بعضها يتعلق بالفلاح المنتج والمعاناة التي يعيشها لمتابعه انتاجه في ظل قلة مستلزمات الانتاج وارتفاع اسعارها لارقام جنونيه ومعظمها يتعلق بالجهات العامة المشرفة على الزراعه والانتاج والمعنية ايضا بالتسويق والاسعار
ويقول احد الفلاحين المنتجين للتفاح في ريف طرطوس
اهم شيئ لاي مشروع زراعي او صناعي هو سوق تصريف انتاجه فلا يجوز الا يجد المنتج بعد تعب و تكاليف سنة كاملة سوقاً لتصريف انتاجه بما يغطي التكاليف فاليوم يباع كيلو التفاح باسواق الهال من ٤ الاف نزولاً حتى مئتي ليره
ويضيف :الفلاح غير قادر على تحمل الخسائر المتتاليه من عدم وجود سوق تصريف تسد التكاليف و ارتفاع اجور النقل و الفلاحه و الرش و العمال و الدوله تدعم الفلاح بالادوية و المازوت الزراعي و الاسمده و المبيدات الحشرية على شاشات التلفاز فقط و موظفو السوريه للتجاره يحاربون كل فلاح يحاول ان يسلم محصوله للمؤسسه عبر الشروط التعجيزية و الموظفين الفاسدين
لذلك سوف يتراجع انتاج التفاح بشكل سريع جدا في السنوات القادمه وللاسف تتحول اشجار التفاح اليوم الى حطب للتدفئة في الشتاء
وختم بالقول : الدولة قادرة على حل هذه المعضلة ان ارادت وذلك بانشاء معامل خل التفاح و الدبس و المربى وهذا ابسط شيئ يمكن ان تقوم به الحكومة اذا كانت حججها تتعلق بالحدود المغلقة او بعوامل الطبيعة او ..الخ
*ويقول فلاح آخر من منتجي التفاح: الانخفاض الكبير للانتاج في هذه السنة سببه الرئيسي يأس الفلاح من شجرة التفاح والتسويق السيئ لهذه الثمرة
فعلى سبيل المثال هناك نوع من التفاح المبكر يسمى جمال روما أو تركي هذه هي فترة بيعه في الأسواق يتراوح سعره من أرض المزارع بالف ليرة تقريبا للكيلو الواحد بحجة تعرضه للبرد وبالتالي عدم تغطية تكاليف الانتاج
اما التفاح الكبير الذي يباع بكميات كبيرة فتكاليفه غالية جدا سيما وبالأخص تكاليف الادوية الزراعية التي تعتبر تكلفتها بالملايين فعلى سبيل المثال يعتبر ايجار رش البرميل الواحد خمسون الف ليرة سورية فقط الرش من دون حساب الأدوية
وهناك اسباب اخرى من عدم اهتمام الحكومة بتعويض الفلاحين من الكوارث الطبيعية مثل البرد وغيرها كما حدث في هذا العام حيث بلغت خسائر التفاح للعديد من الفلاحين بالملايين ولم يتم تعويضهم بأي مبلغ حتى هذه اللحظة وكذلك نذكر ان طبيعة شجرة التفاح تختلف عن أشجار أخرى فأي تقصير في خدمتها يؤدي الى سوء انتاج لسنوات
و هناك فلاحين كثر يلجؤون في الاونة الاخيرة الى قطع اشجار التفاح كما في قرية طريز في حمص والتي تلقب بعاصمة التفاح حيث قام أغلب فلاحيها بقطع أشجار التفاح واستبدالها بمواسم اخرى كالفاصولياء وغيرهامن الزراعات الخضراء وهذا شي محزن للغاية
واضاف:ان عدم القدرة على تغطية تكاليف التفاح ستؤدي الى هكذا تبعات ونأمل في القريب العاجل أن يتحسن هذا الوضع ويتم تعويض الفلاحين عن خسائرهم حتى لا يلجأوا الى قطع الاشجار واستبدالها بمواسم اخرى ونأمل ان يتم فتح موضوع التصدير او أي شي أخر قد يحسن من مردودية التفاح من دعم لاسعار الادوية الزراعية و التي تخفض التكلفة على الفلاحين
*فؤاد علوش رئيس اتحاد فلاحي طرطوس اكد ان غلاء مستلزمات الانتاج بشكل كبير وتراجع اسعار مبيع الانتاج كثيراً خاصة في عامي 2021 و2022 جعل اهتمام الفلاحين بهذه الزراعة يتراجع كما ان عدم تأمين سماد البوتاس من الحكومة للتفاح وغلاء اسعاره في السوق السوداء ساهم ايضاً بالتراجع وترافق كل ذلك وغيره مع احوال جوية غير مناسبة لانتاج التفاح العام الماضي وهذا العام وتمنى علوش دعم الفلاحين والوقوف الى جانبهم لاعادة الانتاج الى ماكان عليه
*رئيس دائرة الأشجار المثمرة المتخصصة محمد عبد اللطيف اشار الى ان طرطوس تحتل المرتبة الخامسة على مستوى القطر بزراعة التفاح حيث تبلغ المساحة المزروعة بالتفاح حوالي ۳۰۰۰ هکتار وإجمالي عدد الأشجار ۹۷۷۸۸۲ شجرة والمثمر منها ۹۰۷۸۹۳ شجرة وإنتاج هذا العام يقدر ب( ٥٨٩٤ )طن بفارق حوالي ۳۰۰۰ طن عن العام الماضي، وذلك بسبب الأحوال الجوية وعدم حصول أشجار التفاح على كفايتها من البرد
(سيرياهوم نيوز ١-الوطن)