خالد زنكلو
لحق كباب الفروج، وهو لحم الدجاج المفروم، بلحوم الأغنام والأبقار، وخرج من موائد الإفطار في شهر الصوم مع ارتفاع أسعاره في الأسواق واستعصائه على القدرة الشرائية للكثير من العائلات الحلبية.
وبعدما عفّت الكثير من الأسر الحلبية عن شراء لحوم الأغنام المفضلة في مأكولاتها مع وصول أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة، بالتزامن مع انخفاض دخول الأسر جراء التضخم الحاصل، لجأ أرباب العائلات إلى لحم الفروج كبديل مقبول لغايات الطبخ وحتى الشواء، إلا أن تسجيله أرقاماً قياسية أخيراً حرم الموائد الرمضانية منه ولم يعد بمتناول أغلبية سكان المدينة.
وأوضح صاحب محل لبيع الفروج لـ«الوطن» أن كيلو كباب الفروج المعد مسبقاً والمفروم تضاعف سعره خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وارتفع من ١٢ ألفاً إلى ٢٤ ألف ليرة سورية، مقابل ٣٦ ألف ليرة في المولات وبعض محال البيع، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الفروج في السوق المحلية.
الموظف الحكومي «محمود. م»، أشار لـ«الوطن» أنه لم يتمكن في الأيام الأربعة الأولى من شهر رمضان من شراء كباب الفروج الداخل في أصناف الطبخ، نتيجة لارتفاع سعره. وقال: «قد نصبح نباتيين طوال شهر الصوم إذا ظلت أسعار الفروج على ما هي عليه الآن».
وشاركه الرأي زميله «بشار. س»، الموظف لدى القطاع الخاص، مبيناً أنه اشترى خلال رمضان الجاري الكيلو الواحد من كباب الفروج بسعر ٤٦ ألف ليرة. وأضاف: «نوعية كباب الفروج الجاهز والمفروم المبيعة في الأسواق سيئة» إذ يخلطون فيها تراكيب الفروج المختلفة، وخصوصاً الجلود وزوائد بحاجة إلى رميها في القمامة، وإذا ما أردت أن يفرم بائع الفروج الكباب أمامك من الصدر أو الفخذ، فعليك أن تدفع فرق السعر المضاعف».
ويختلف سعر كيلو كباب الفروج بين أحياء المدينة، وقد ينخفض سعره في أحياء شرق المدينة أو في الأسواق المخصصة لذبح الدجاج وبيع لحومها مثل قارلق إلى أكثر من ٥٠ بالمئة، على حين يرتفع سعره في الأحياء الراقية في شطر المدينة الغربية بالنسبة ذاتها أو يزيد.
ولفت صاحب مطعم في حي الفيض لـ«الوطن» إلى أن كباب الفروج بات اللحم الوحيد الذي يدخل في صناعة الكباب الحلبي والكبب الحلبية، على اختلاف أصنافهما، وكذلك لحم العجين وعش البلبل «بسبب تهاود أسعار المأكولات الجاهزة، وحتى التي تطبخ داخل المنزل، مقارنة بمأكولات لحوم الأغنام والعجول»، وأشار إلى تراجع نسبة الشراء من مطعمه إلى أكثر من ٢٥ بالمئة في الأيام الأولى من رمضان مقارنة بنظيرتها من رمضان الفائت.
وجراء ذلك، امتنعت أسر كثيرة عن شي كباب الفروج كواحدة من أهم الوجبات الرمضانية، التي درج إدخالها خلال السنوات الأخيرة على موائد الحلبيين. ولم يعد بالإمكان شم رائحة الشواء المنبعث من شرفات المنازل قبيل أذان المغرب «على اعتبار الشواء نوعاً من الإسراف والبذخ وليس بوصفه تقليداً حلبياً متوارثاً في مدينة الكباب الحلبي»، بحسب قول بائع عربة خضار لـ«الوطن»، والذي بين أن كيلو كباب الفروج المشوي ارتفع من ١٥ ألفاً إلى ٦٠ ألف ليرة خلال السنة الأخيرة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن