| خالد زنكلو – محمد أحمد خبازي
قبيل انطلاق أعمال قمة ضامني «مسار أستانا» بين روسيا وإيران والنظام التركي في طهران المرتقبة بعد غد الثلاثاء، عزز الجيش العربي السوري والقوات الروسية وجودهما على خطوط تماس المناطق التي يهدد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان باحتلالها على حين غرّة لإقامة ما يسميه «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية.
وعمدت موسكو ودمشق، وعبر توسيع رقعة انتشار قواتهما على خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته شمال وشمال شرق سورية، إلى نزع فتيل التصعيد العسكري الذي يتوعد به أردوغان وإلى تبديد ذرائعه الواهية بشن عدوان لاقتطاع مناطق سورية جديدة وضمها إلى دائرة نفوذه.
وفي هذا الإطار شهد أمس زيادة عديد وعتاد الجيش العربي السوري في ريف حلب الشمالي وفي ريف تل تمر شمال غرب محافظة الحسكة، وذلك بعد استقدام جيش الاحتلال التركي ومرتزقته مزيداً من الحشود العسكرية لاستكمال استعدادات العدوان في المناطق المنتخبة لبدئه، والتي حددها النظام التركي بتل رفعت شمال حلب ومنبج في ريف المحافظة الشمالي الشرقي، كمرحلة أولى.
وأفادت مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي الأوسط «الوطن»، بأن الجيش العربي السوري والقوات الرديفة له، استقدما تعزيزات إضافية أمس وفي اليوم الذي سبقه إلى خطوط تماس جبهات مارع واعزاز وعفرين بريف المحافظة المهدد بشن عدوان لاحتلاله وصولاً إلى تل رفعت.
وأكدت المصادر، أن الجيش العربي السوري رفع جهوزيته العسكرية في تل رفعت، التي هدد النظام التركي بشن عملية عسكرية باتجاهها بعد عيد الأضحى المبارك، بعدما حصن مواقعه إلى الشمال منها، وخصوصاً في مطار منغ وخطوط جبهات القتال القائمة قبالة حشود ونقاط جيش الاحتلال التركي، الذي استقدم عبر معبر باب السلامة الحدودي 9 أرتال عسكرية إلى هذه الجبهات مع جبهات منبج خلال تموز الجاري.
أما في ريف ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، فقد ساد هدوء حذر أمس عند خطوط التماس التي تفصل الجيش العربي السوري وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من جهة، وجيش الاحتلال التركي ومرتزقته من جهة أخرى، وفق قول مصادر محلية في تل تمر لـ«الوطن».
وأشارت المصادر إلى أن الهدوء جاء على خلفية تحصين الجيش العربي السوري أمس مواقعه في الناحية التي تتعرض بين الحين والآخر لقصف مدفعي مكثف يستهدف المدنيين لإرغامهم على الفرار من تجمعاتهم السكنية بغية تسهيل احتلالها مع بدء العدوان التركي.
في ريف عين العرب الجنوبي شمال شرق حلب، عززت القوات الروسية وجودها في قاعدة صرين الجوية، التي سيطرت عليها منتصف تشرين الأول 2019 إثر انسحاب الاحتلال الأميركي منها وأعادت تأهيلها نظراً لأهمية موقعها قرب الحدود مع تركيا وعلى بعد 50 كيلو متراً إلى الشرق من منبج، التي كثف الجيش العربي السوري والقوات الروسية انتشارهما فيها أيضاً بالقرب من خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
وتواترت الأنباء في الأيام الأخيرة عن تمركز أسلحة ثقيلة وأخرى نوعية تابعة للجيش العربي السوري بالقرب من خطوط جبهات القتال شمال حلب، بعد اتفاق مع «قسد» بهذا الخصوص، لتقوية دفاعات الجبهات التي يتوقع أن تشهد عدواناً من النظام التركي في أي لحظة.
في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وجهت رمايات نارية مكثفة لمواقع الإرهابيين في العنكاوي والسرمانية والقاهرة وغانية بسهل الغاب الشمالي الغربي، كما دكت مقار لهم في الفطيرة وفليفل وبينين بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وكبدتهم خسائر فادحة، وذلك رداً على تصعيد هؤلاء الإرهابيين من خروقاتهم لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة بتحريض من نظام أردوغان وكبدهم خسائر فادحة.
وفي البادية الشرقية، واصلت الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة أمس عملياتها البرية في تمشيط قطاعاتها من خلايا تنظيم داعش الإرهابي وقضت على خلايا من الدواعش بعد اشتباكات ضارية معها، في حين دمر الطيران الحربي السوري والروسي المشترك مواقع وتحصينات ومخابئ للدواعش بعمق البادية، وذلك وفق ما أفاد مصدر ميداني لـ«الوطن».
من جهة ثانية، ذكرت مصادر محلية من ريف رميلان بريف الحسكة الشمالي الشرقي وفق وكالة «سانا»، أن قافلة أميركية مؤلفة من 40 آلية بينها صهاريج محملة بالنفط المسروق من آبار النفط التي تحتلها القوات الأميركية في الجزيرة إضافة إلى عدد من الشاحنات داخلها معدات عسكرية توجهت عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى شمال العراق ترافقها مدرعات للاحتلال.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن