آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب الأسبوع » كتاب (من صراع الحضارات الى الحرب على روسيا)

كتاب (من صراع الحضارات الى الحرب على روسيا)

عدنان عزام

هذا هو عنوان كتاب المفكر العربي التونسي المازري حداد و الذي صدر أخيرا في باريس و الذي يستعرض من خلاله الصراعات العنيفة التي تعصف بالقارة الأوربية و العالم
يضع المازري حداد في كتابه الجديد النقاط على الحروف من وجهة نظره , تماما كما فعل في كتابه “الوجه المخفي للربيع العربي” الذي صدر عام 2011 و كان حينها سفيرا لتونس لدى منظمة اليونسكو , و قد كان سباقاً إلى فضح مؤامرة الربيع العربي و أثارها المدمرة على العالم العربي
كتاب , بل صرخة وسط لهيب البروباغندا الغربية المستعرة ليل نهار لقلب الحقائق و شيطنة زعيم الكرملين , لكن المفكر العربي المازري حداد يجيد السباحة عكس التيار و يأتيهم بشاهد منهم , إذ قدم لكتابه هذا وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هيبير فيدرين , الذي شبه المازري حداد بالمفكر الأمريكي نوهام شمسكي من حيث تقييمه لإمبراطورية الشر الأمريكية و يثني فيدرين على قراءة المازري حداد هذه و اليكم ترجمة صفحة الغلاف .
يشعل الحرب دون أن يخوضها . إنه بيلاطس البنطي الأمريكي الذي يحاول غسل يديه منها كما فعل بيلاطس الروماني الذي حكم بصلب السيد المسيح و غسل يديه من الجريمة ! و لسان حال بيلاطس الامريكي يقول : على أقاليم إمبراطوريتي ان تخدمني و على الخانعين الطاعة . حتى لو كان على حساب مصالحهم او بالأحرى على حساب مصالح شعوبهم الحيوية ، و عندما يخاطبهم الوحي زيلينسكي من كييف ، ينصت له الجميع و يلعنون شيطان الكرملين. و بمجرد ان يسعل زيلينسكي يعاني الجسم الأوروبي بأكمله … لكن شركة السيارات الفرنسية رينو هي الوحيدة التي حزمت أمتعتها و قفلت أبوابها . من اجل حماية المصالح الوطنية الأوكرانية والاستغناء عن الغاز الروسي ، و ينافق بيرنار هنري ليفي أكثر و يقترح أن يخفض الفرنسيون تدفئة بيوتهم بدرجة واحدة . بينما واحدة من المنتمين إلى حزب البيئة و التي تدفئ بيتها بروث البقر ، تنافق أكثر و تطالب بالتخفيض درجتين !

في زمن الحرب هذا بالإضافة الى القتلى الأبرياء والسكان النازحين هناك الضحية الأولى لهذه الحرب و هي الحقيقة وهناك تجار الحروب الأكثر استفادة ! …
و كما تمت شيطنة ناصر ومصدق وصدام وبشار والقذافي , إنهم يجعلون من بوتين. تجسيدا لهتلر وكذلك يفعلون مع سولجينتسين ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب والمعارض التاريخي الذي كان مقدسا في الغرب اذ أنهم رموه إلى الجحيم لأنه أيد الجزار !
الأخطر من كل هذا ، أن العدو لم يعد حليفهم داعش وأخواتها ، بل روسيا. لأنه و كما يدعون لم يعد الخطر كامنا في الشمولية ( الخضراء ) الاسلاموية التي قضى عليها بوتين في الشيشان قبل أن يسحقها في سوريا ، ولكن الخطر يكمن في شبح الشمولية الحمراء التي يبعثها و يروج لها ناهبو الولايات المتحدة.
ان صراع الحضارات لم ينته بعد . و ما نشهده ما هو إلا مجرد نقطة التأثير التي تحركت لإسقاط البيادق على رقعة الشطرنج الكبيرة. لان الصدام الآن هو بين الديمقراطيات المأزومة والسلطوية التي عادت للظهور ، الصدام بين نموذج حضاري جاف روحياً ونموذج يحاول النهوض من خلال الأرثوذكسية الكاملة و الداعية للقومية . أنها حرب تدور في نفس القارة وفي نفس العصر الحضاري … فهل ستجلب الأفضل أم الأسوأ ؟

 

 

(سيرياهوم نيوز4-صفحة الكاتب والرحالة عدنان عزام)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعالية”

      يتضمن الكتاب دروساً فعالة في التغيير الشخصي ويتناول مفهوم الفعالية الشخصية والتأثير الإيجابي للعادات الصحيحة على حياة الفرد. يركز الكتاب على تطوير ...