يارا سلامة:
على الرغم من دراسته الحقوق، إلّا أن عشقه للفن كان مرافقاً له منذ الصغر.. تميز منذ طفولته التي عاشها في قرية (رأس بعلبك) بفن الإلقاء، وحب الشعر ورافقته هذه الملَكة التي منحه إياها الله إلى أن أصبح من أشهر شعراء لبنان.. غنّى له معظم نجوم الفن، وتغنوا بصداقته.. لم نستطع حصر كتاباته، إلّا أنهم كما تحدث لامست ألفي أغنية أو أكثر .. وفي جعبته الكثير من الإبداع الذي لم ينتهِ بعد، فما زلنا ننتظر أغنية أجمل لم يكتبها بعد لعلها تجعلنا كما يجعلنا هو دوماً نستنشق الفن المتزن والكلمة الرصينة.. من قلب مدينة بيروت كانت (تشرين) في ضيافة الشاعر الغنائي المبدع نزار فرنسيس الذي يستقبلك باتزانه ووقاره وابتسامته لتشعر بأنك بين أهلك.. شاعرٌ يحبُّ دمشق، ويتغنى بها وكم كتب قصائد لها وها هو في هذا اللقاء يتحدث لنا عن ذكرياته وآماله..
البدايات
* كيف بدأت تتلمس هذه الموهبة لديك؟
اكتشفت ما منحني إياه الله من موهبة في الشعر مبكراً، عندما كنت في عمر الـ 11 عاماً، أي في الصف السادس، كنت مميزاً في فن الإلقاء وكتبت أول قصيدة لي في 9 آذار في عيد المعلم ومازالت محفوظة في ذاكرتي ومكتبتي، وأول مرة اكتشفت هذه الموهبة خلال حفل نظمته مدرستي احتفالاً بعيد المعلم وكان من المقرر أن أقوم بإلقاء قصيدة للشاعر أحمد شوقي ولكن بسبب (الوساطات) تم استبعادي وتكليف طالب آخر وبالفعل كان يوماً مفصلياً في حياتي ولم أستطع نسيانه.. شعرت بقهر واعترضت وقلت لأستاذ اللغة العربية لماذا تم استبعادي لقد دعوت أهلي للحضور؟!، فقال لي المعلم لو كان هناك قصيدة آخرى للمعلم كان سمح لي بإلقائها ووقتها اقترحت عليه أن أكتب أنا القصيدة وألقيها وبالفعل عندما شاهدها أستاذ اللغة العربية عدّها إنجازاً وكان جداً مسروراً لذلك وهذا أيضاً شعوري لكونني ألقي أبيات شعر من تأليفي ووقتها عرفت في منطقتي بأنني أكتب الشعر.
* لنتحدث عن البيئة التي نشأت فيها؟
نشأت في بيئة فقيرة في ضيعة بعيدة عن المدينة في (رأس بعلبك) وعشت مثل كل التلاميذ في قريتي.. كنت ألعب في التراب والحجارة ولم أندم على طفولتي، فقد عشتها بكل جماليتها ولا أنكر أنني كنت شقياً جداً في الصغر.
* ماذا يعني لك الفقر؟
أؤيد قول سيدنا علي بن أبي طالب عندما قال: “لو كان الفقر رجلاً لقتلته”، الفقر يعمل على إذلال الناس، ومن أجل إذلال الفقر يجب على الإنسان محاربته والوقوف في وجهه وأحياناً تقبله كما تقبلته أنا يوماً وبحثت عن سبل لأغلبه .
* لكن الشعوب العربية بشكل عام معظمها فقيرة؟
بكل تأكيد لكونها شعوباً تُسرق، وشعوبنا ليس لديها روح الطموح وأجدادنا كان لديهم الطموح والقدرة على التكيف أكثر منا اليوم.. فالحروب تجلب وضعاً اقتصادياً سيئاً والانخراط في هذه الحروب هو الخطيئة الكبرى التي يدفع ثمنها الشعب.
سورية دائماً
* متى كانت أول زيارة لك لسورية بعد الحرب؟
لم أنقطع عن زيارة سورية خلال فترة الحرب كلها.. كانت جميلة ومازالت أجمل، فجمال الأرض بناسها، وهناك جملة تعني لي الكثير قالها الرئيس الراحل حافظ الأسد (نحن شعب واحد في بلدين) أشعر بأنني بين أهلي وناسي وأحب المطبخ السوري خصوصاً (اليلنجي واليخنات).. كتبت قصائد لدمشق مثل قصيدة: الله أكبر يا دمشق..” شعرت برغبة في كتابتها لأن الشام تستحق الجمال والحب والتغني .
* هل عرّضك حبك للشام لبعض الضغوط؟
ما عملت حساباً للأذى فعندما تحبين لا تفكرين بالأذى على الإطلاق.
الوفاء النسبي
* أنت شخص وفيّ مع زملائك هل قوبل وفاؤك بالوفاء أم مات الوفا كما كتبت سابقاً؟
الوفاء نسبي في هذه الحياة وليس معمماً.
* من هو الشخص الذي يمكن إعطاؤه صفة الوفاء في حياتك؟
الراحل ملحم بركات كان رمزاً للوفاء ..
* اتهمك أحد أبناء الراحل ملحم بركات بالمتاجرة باسم والده، هل تمّ حل الخلاف؟
بكل تأكيد حل الخلاف ونحن الآن على علاقة طيبة بعد أن اعتذر وعرف الحقيقة وأنا أحبه كثيراً ووفاة الموسيقار حملتني مسؤولية كبيرة على الصعيد الفني، فمن يتعامل مع القمة يجب أن يدرس خطواته كثيراً فيما بعد فأصبح من الصعب أن يرضيني أي شخص سيقوم بتأدية كلماتي..
أسئلة سريعة
* هل أنصفتك الهيئات اللبنانية كمبدع؟
علاقاتي جيدة مع الجميع وأحب بلدي كثيراً، الناس الذين يحبونني هم من ينصفونني وهذا ما يعني لي أكثر من الإنصاف المؤقت الذي تصنعه الدول
* ما هي أجمل أغنية كتبتها ؟
هي الأغنية التي لم أكتبها إلى الآن
* ما هي الأغنية التي عبرت عما بداخلك؟
“تعا ننسى” للموسيقار ملحم بركات..
* متى تعتذر؟
لا أعتذر، (بس بزيح لم نعد نتواصل) تلقائياً يعرف الشخص بأن الرغبة ليست موجودة للتعامل معه، فمثلاً لا أعطي كلماتي للراقصين والراقصات..
* الخلاف بين أليسا وزياد برجي، ما رأيك به؟
لست بصدد الدخول فيه وعندما يكون في مكان ما خلافات لا يمكن أن يكون هناك نزار فرنسيس..
* برأيك يحق التصرف بكلمات الشاعر بعد بيعها؟
فيما بعد ممكن، ولكن ليست بالتزامن مع من أعطيته إياها.. لم أدخل في تفاصيل الخلاف ولم أسمع الأغنية لأقرر مع من أجمل ولكن أنا كنزار عندما أعطي أغنية لفنان من دون عقد وأوراق وأقول له غنِها فهذا يعني أن يقوم بغنائها هو وحده.. من الممكن أن يكون عند زياد سبب ولكن لا أعرف ما هو لكن بالنسبة لي لا أفعلها..
سيرياهوم نيوز 6 – تشرين