عبد الفتاح العوض
من الأسئلة الفلسفية الصعبة جداً.. ما الفائدة من الحياة أو ما الغاية من الوجود؟ أفضل جواب كان من فيلسوف فرنسي اسمه كلود برنار قال فيه: «من الممكن أن نصف الحياة لكن ليس من الممكن أن نعرفها». على يمين هذا الرأي وعن يسارة ثمة آراء مختلفة ومتناقضة أكثر ما يمكن أن نقول: إنها مجرد محاولات لفهم الحياة، ولم يصل أي منها مهما بالغ بالاجتهاد إلى المرحلة التي يمكن فيها أن يقول: إنه عرف الحياة أو فهمها أو وصل إلى أسرارها. الملاحظة الأكثر حضوراً أن مثل هذا السؤال لا يخطر على بال الناس كثيراً لكنهم يسألونه في أوقات معينة عادة ما تكون عندما يكون هناك معاناة من نوع ما أو عند الحديث عن الموت أو مواجهته سواء شخصياً أم من خلال أحباء ومقربين. أكتفي إلى هنا «بالفلسفة»، بالنتيجة هي آراء ستجد منها الكثير.. السؤال الأكثر أهمية: لماذا تريد أن تعرف معنى الحياة؟ سأدعكم هنا لتفكروا في الإجابة عن هذا السؤال المحيّر.. لماذا يحاول الناس أن يعرفوا معنى الحياة؟ أبسط إجابة ممكن أن نحصل عليها.. حتى يكون لحياتهم معنى! ربّما.. لكن برأيي الشخصي إن معظم الناس يحاولون فهم الحياة كي يتمكنوا من تحملها والتعامل معها. الحياة ليست معركة فحسب.. بل في كل يوم معارك من أنواع مختلفة، وفي هذه السنوات السوداء يبدو أن الحياة تزداد صعوبة على السوريين، لهذا فإن القدرة على التحمل والتعايش والتأقلم سيكون لها أثر كبير في استمرار هذه الحياة بأقل قدر ممكن من الآلام. ساعات السعادة التي تأتينا على مراحل وفي أوقات مختلفة هي مجرد «هدنة مع الحياة». ثمة مقولة متشائمة لكن على ما يبدو فيها جزء من الصحة: «إذا كانت الحياة مأساة فدعنا على الأقل نحسِّن أوضاع المأساة، الشيء الذي أريد أن نصل إليه معاً.. أن هذه الحياة لم تكن في يوم من الأيام نزهة» وفيها كثير من المتاعب التي قد لا يراها البعض أو قد يخفيها البعض الآخر.. لكننا نريد أن نعيشها بأكثر قدر ممكن من الشغف والسعادة.. وبأقل قدر ممكن من الشكوى ومن التذمر… أو حتى بالنسية لكثيرين … يبتسمون كي لا يبكوا
أقوال:
– لا تتوقف عندما تتعب بل توقف عندما تنتهي.
– الحياة قصيرة لكن ما نتعرض له من مصائب هو الذي يجعلها طويلة.
(سيرياهوم نيوز-الوطن25-11-2020)