الرئيسية » الرياضة » كرة القدم السورية في عام (3) … قواعد كرة القدم ضاعت بين البناء وتحقيق النتائج .. مشاركة أنديتنا في بطولات آسيا والعرب دلت على فقرنا الكروي

كرة القدم السورية في عام (3) … قواعد كرة القدم ضاعت بين البناء وتحقيق النتائج .. مشاركة أنديتنا في بطولات آسيا والعرب دلت على فقرنا الكروي

ناصر النجار

 

نتابع اليوم ما بدأناه في حصاد كرتنا في العام الذي مضى، فبعد الحديث عن منتخبي الرجال والأولمبي ندخل اليوم بالحديث عن منتخبي الشباب والناشئين وعن مشاركة ناديي الفتوة وأهلي حلب ببطولة الاتحاد الآسيوي ومشاركة تشرين ببطولة كأس العرب.

 

والملاحظ أن الفشل الكروي سلسلة متصلة لم يتم الفصل بين إحدى حلقاتها، لذلك لم يكن منتخبا القواعد بأفضل من منتخبي الرجال والأولمبي على صعيد الأداء والمستوى والنتائج.

 

ودائماً في الكواليس تدور الأحاديث حول الأجهزة الفنية لهذه المنتخبات، ونجد دائماً الحديث يدور عن عدم الرضا عن المدربين الذين يتولون تدريب هذه المنتخبات، وللأسف كانت النظرة تتجه في تحديد الأسباب إلى المدرب وحده، وهي نظرة ضيقة لأنه عندما غير اتحاد كرة القدم المدربين لم تتغير النتائج ولم يطرأ أي تحسن على المستوى والأداء.

 

فالعلة ليست بالمدرب وحده، بل بآلية العمل التي نشاهدها في الأندية وبالفكر الكروي الذي يقود كرتنا بشكل عام وقد تبين أننا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر بالكثير من قراراتنا الكروية لنضع قدمي كرتنا على طريق النجاح.

 

وربما الخطأ الأول المرتكب هو برنامج المسابقات الطري الذي لا يصلح لتطوير وتفعيل الدوري المراد تطويره والبناء عليه.

 

في البداية يجب أن نحدد هدفنا من الفئة التي نعمل بها، هل غايتنا البناء والتطوير؟ أم غايتنا المنافسة وتحقيق النتائج؟

 

اتحاد كرة القدم لم يحقق أي هدف من هذه الأهداف، فهو لم يعمل على البناء والتطوير، ولم يستطع تحقيق أدنى النتائج التي تؤكد سلامة القاعدة التي نعمل عليها وصوابية الأسلوب التي تسير عليها فئاتنا العمرية.

 

وعندما نتابع المنتخبات المتألقة على مستوى الشباب والناشئين، نلاحظ في البداية وجود دوري قوي ومحترم، وتوجد عناية فائقة من الأندية، وللأسف فإن أنديتنا لا تعير فرقها الصغيرة أي اهتمام، وعندما نجد النادي يصرف مئات الملايين على فريق الرجال يضنُّ بما له على فرقه الأخرى ويرمي لها الفتات وكأنه مجبر على تبنيها، وهذا الكلام يخص أنديتنا الكبيرة صاحبة التاريخ والإنجازات والإمكانيات المالية والمنشآت، أما إذا بحثنا في قواعد بقية الأندية كأندية الدرجة الأولى والأندية الريفية لوجدنا هذه الفرق في خبر كان ووجودها مثل عدمه على حد سواء.

 

مسؤولية اتحاد كرة القدم تنحصر بعدم فرض قيود على الأندية للاهتمام بهذه القواعد، والمسؤولية الكبرى أنها تستجيب للأندية من خلال تنظيم دوري فاشل للشباب، فعندما نوزع أندية الدرجة الممتازة إلى مجموعتين فإن لاعب الشباب لا يلعب أكثر من 14 مباراة في الموسم الواحد ولا يلعب أكثر من عشر مباريات في الدرجة الأولى، وهذه المباريات لا تنتمي إلى الميزان الدولي لصناعة اللاعبين، فبناء اللاعب وتطويره يقتضي بأن يلعب خمسين مباراة على الأقل في الموسم الواحد، وهذا ما لا ندركه، لذلك يصل لاعبنا إلى المنتخب غير مكتمل النضوج كروياً وغير جاهز فنياً وبدنياً، وعلى سبيل المثال عندما تغلب منتخب الشباب السعودي على منتخبنا الأولمبي بنهاية الدورة العربية كان ذلك بسبب وجود دوري شباب قوي في السعودية، فضلاً عن فرص الاحتكاك المجدية التي تم توفيرها للمنتخب.

 

أما دوري الناشئين فهو أدهى وأمر، وبالأصل لا يوجد لدينا دوري لهذه الفئة، لأن المسابقة على هذا الصعيد تقام على مستوى المحافظة، ثم في الأدوار النهائية تسلق البطولة سلقاً!

 

ومؤخراً جرى اقتراح لتحويل هذه المسابقة إلى بطولة محافظات بعد أن تقام البطولة في كل محافظة على مستوى الفرق، ويمكن لهذه الفكرة أن تنجح، لكن يجب ألا نلغي دوري الناشئين، فالمطلوب في هذه الفئات زيادة المسابقات ليزيد عدد المباريات بغض النظر عن اسم المسابقة وعن نوعها.

 

ولنعرف تماماً الفوارق الكبيرة في هذه الفئات بين الأندية، نأتي بمثال من نادي المحافظة الهابط من الممتاز إلى دوري الدرجة الأولى، فمن خلال مشاركته بدوري الدرجة الأولى وجدناه وقد التهم هذه الأندية بفوارق كبيرة، ما يدل ذلك على أن القواعد الكروية غير جيدة في أغلب الأندية وأن مشروع تطوير الكرة السورية لن يكتب له النجاح ما دامت الأندية لا تعمل جيداً في قواعدها ولنا حديث قادم عن هذا المشروع!

 

بالمحصلة العامة سقط منتخبا الشباب والناشئين بكل مشاركاتهما في الموسم الماضي، ورغم وصول منتخب الشباب إلى النهائيات الآسيوية كإنجازات إلا أنه خسر أمام أوزبكستان بهدفين لصفر وأمام أندونيسيا بهدف وتعادل مع العراق بمباراة هامشية 1/1!

 

مشاركة خجولة

 

في بطولة الاتحاد الآسيوي للموسم الذي مضى كان التنازع على بطاقة التأهل الرسمية الوحيدة بين تشرين والفتوة لكونهما بطلي الموسمين الأخيرين للدوري الكروي الممتاز، وقرر اتحاد كرة القدم إجراء مباراة فاصلة بينهما بقرار غريب مسح فيه كل شيء من البطاقات والعقوبات وكأن المباراة تقام في كوكب آخر.

 

المهم نال الفتوة الفوز على تشرين بهدف كرم عمران، ونال شرف المشاركة الآسيوية، نصف المقعد الآخر كان من نصيب فريق أهلي حلب بطل الكأس، الذي اضطر لخوض مباراة في الدور التمهيدي مع فريق شباب أهلي الخليل الفلسطيني وتمكن من الفوز 2/1 فانتقل ليلعب في دور المجموعات مثله مثل فريق الفتوة.

 

قرعة البطولة وضعت الفتوة في المجموعة الأولى إلى جانب فرق النهضة العماني والعهد اللبناني وجبل المكبر الفلسطيني، ورأى المراقبون أن هذه المجموعة أسهل من مجموعة نادي أهلي حلب، وبالتالي توقع النقاد والمحللون أن يعبر فريق الفتوة إلى الدور الثاني براحة وسهولة، لكن الفتوة لم يظهر في البطولة الآسيوية كما يجب، ورغم أنه مسيطر على البطولات المحلية إلا أنه ظهر بمستوى غير مقبول في البطولة الآسيوية وكان ضيف شرف فيها، رغم أنه يملك خيرة نجوم كرتنا بكل المراكز مع احتياط جيد.

 

البداية كانت عسيرة مع جبل المكبر الفلسطيني، حيث خسر الفتوة بهدف بعد مباراة غريبة عرف الفريق الفلسطيني كيف يديرها لمصلحته، ثم انسحب الفريق الفلسطيني بعد تعذر استمراره في المشاركة بسبب الأحداث الجارية حتى الآن في غزة.

 

فاقتصرت المجموعة على ثلاثة فرق وكان ذلك من حظ الفتوة لأنه الفريق الوحيد الذي خسر مع الفريق الفلسطيني، حقق الفتوة فوزاً جيداً على العهد اللبناني بهدف، وتجددت آماله في التحدي واقتلاع الصدارة، لكنه للأسف خيّب آمال محبيه وعشاقه عندما خسر أمام النهضة العماني مرتين بواقع صفر/1 و1/2 وبقيت أمامه مباراة أخيرة وهي مباراة فاصلة مع العهد اللبناني والفائز فيها سيتأهل إلى الدور الثاني بغض النظر عن كل نتائج الفرق في بقية المجموعات، ودانت المباراة للفتوة وتقدم بهدفه الوحيد حتى الدقيقة 92، لكنه خرج مهزوماً بعدها في ظرف دقيقتين تلقى فيهما هدفين وخرج من البطولة يجر أذيال الخيبة! ليكون التأهل من نصيب العهد اللبناني الذي يقوده رأفت محمد ويضم في صفوفه محمد المرمور ومحمد الحلاق، وسبقه إلى الدور الثاني فريق النهضة العماني، قاد الفريق في البطولة المدرب أيمن الحكيم.

 

فريق أهلي حلب جاء في المجموعة الثانية إلى جانب الوحدات الأردني والكهرباء العراقي والكويت الكويتي، ونظرياً تبدو فرق هذه المجموعة أقوى من فرق المجموعة الأولى، أهلي حلب لم يكن يخطط لتجاوز دور المجموعات، فاكتفى بشرف المشاركة واكتسب خبرة جيدة من خلال مباريات قوية خسر فيها لضعف الخبرة، فالفريق شارك بفريق مختلط بين مخضرمين وشباب، فظهرت حيوية اللاعبين الشباب وعزيمتهم وروحهم القتالية في كل الملاعب، لكنهم افتقدوا الخبرة المطلوبة في هذه المشاركة، فتوقفت كل عمليات الفريق في صندوق الفريق الآخر لغياب اللمسة الأخيرة عن المهاجمين فضلاً عن خط دفاع الفريق الذي وقع في أخطاء قاتلة كلفت الفريق العير والنفير، فلم يحقق أي فوز في البطولة في ست مباريات واقتصرت مشاركته على تعادلين مع فريق الكويت الكويتي بنتيجة واحدة 1/1 وخسر أمام الوحدات الأردني مرتين بنتيجة صفر/2، كما خسر أمام الكهرباء العراقي مرتين صفر/2 و1/3، نذكر أن الفريق كان يدربه جمعة الراشد وأحمد هواش.

 

البطولة العربية حضر فيها فريق تشرين وحقق فيها حضوراً جيداً، تجاوز الدور التمهيدي الأول فريق المريخ السوداني بالفوز عليه 2/1 بعد الخسارة في المباراة الأولى بهدف وحيد.

 

وفي الدور الثاني واجه الشباب السعودي القوي فصمد في المباراة الأولى التي انتهت إلى التعادل 1/1، لكنه خسر المباراة الثانية 1/3 وخرج من البطولة ولم يستطع العبور إلى دور المجموعات وقاد تشرين في هذه البطولة المدرب محمد عقيل.

 

النتيجة التي يمكننا الحصول عليها من المشاركتين الآسيوية والعربية أن حدودنا الكروية ضيقة وأن مستوى أنديتنا لا يضاهي مستوى فرق النخبة الثانية وحتى الثالثة على صعيد العرب في آسيا فقط، وفرقنا لم تقابل أي فريق خارج المنظومة العربية، وما حققناه من نتائج إيجابية كانت على فرق تشبهنا كالعهد اللبناني أو المريخ السوداني، أما الفرق الأكثر استقراراً فلم نستطع تثبيت أقدامنا معها، والملاحظة الأهم أن فرقنا كانت تتكشف في المباريات الفاصلة والمصيرية كما حدث مع تشرين والفتوة، والسبب في ذلك أننا لا نمتلك أدوات الفوز في هذه المباريات لأننا لا نملك ثقافة الفوز، وقد يكون ذلك دليلاً على ضعف العملية الفنية وعلى ضعف البنية الكروية والنفسية للاعبينا.

 

بالمحصلة العامة لعبت فرقنا ست عشرة مباراة، فحققت الفوز في ثلاث مباريات والتعادل في أربع مباريات وخسرت تسع مباريات وهي حصيلة دلّت على واقع كرتنا الحقيقي وعلى موقعها في غرب آسيا على الأقل، وأكثر ما يدل ذلك على ضعف البنية الكروية وسوء إدارتها على صعيد الأندية، وقد لاحظنا أن كرتنا ما زالت بعيدة كثيراً عن كرة دول الجوار للبنان والعراق والأردن على أدنى تقدير.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حسام حسن يشكو محمد صلاح لوزير الرياضة

يبدو أن العلاقة بين الدولي المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، وحسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، ما زال فيها بعض الرواسب بين الطرفين، رغم ...