| خالد عرنوس
تنطلق اليوم وقبل الافتتاح الرسمي للدورة الثلاثين للألعاب الرياضية الأولمبية (باريس 2024) منافسات مسابقة كرة القدم فيها بمشاركة 16 منتخباً تمثل القارات الخمس وذلك بغياب الكثير من الأبطال التاريخيين للمسابقة وعلى رأسهم المنتخب البرازيلي حامل اللقب في الدورتين الأخيرتين، وكذلك البطل التاريخي المجري الغائب منذ أولمبياد 1996، تنطلق غداً بالتناوب مسابقة كرة القدم للسيدات بمشاركة 12 منتخباً على رأسها الولايات المتحدة الأميركية حامل الرقم القياسي في الدورات السابقة والطامح لاستعادة الذهب الغائب عنه في النسختين الأخيرتين.
كرة القدم والأولمبياد
منذ بداياتها كانت لعبة كرة القدم الأكثر جذباً للأنظار والأسرع انتشاراً بسبب بساطتها وإمكانية ممارستها في الشوارع والساحات الصغيرة والكبيرة بمختلف أشكالها وأسباب كثيرة أخرى، وحاول منظمو الدورة الأولمبية ضم اللعبة إلى مسابقات الألعاب المجمعة لكن واجهت عدداً من الصعوبات وأهمها صعوبة التنقل وكذلك اتجاه اللعبة سريعاً نحو الاحتراف بما يتنافى مع مبادئ الألعاب الأولمبية، ومع ذلك لم تتأخر اللعبة في الظهور، ففي النسخة الثانية أقيمت مسابقة خاصة بكرة القدم لكن بمشاركة رمزية في النسختين الأولى والثانية، وفي دورة 1908 التي استضافتها لندن أقيمت أول مسابقة رسمية لكرة القدم بمشاركة ثمانية منتخبات أوروبية كانت حاضرة في تلك الأثناء، وارتفع العدد إلى 12 في الدورة التالية وعند عودة الألعاب عام 1920 بعد الحرب الأولى شارك المنتخب المصري كأول منتخب إفريقي في المسابقة التي ارتفع عدد المشاركين فيها إلى 15 ثم 22 في دورة باريس 1924، وانخفض العدد وارتفع رغم أن تأهل المنتخبات الصغيرة بات يخضع لتصفيات وكانت المسابقة تقام بنظام خروج المغلوب حتى دورة طوكيو 1964 عندما أصبحت النهائيات تضم 16 منتخباً ويقام الدور الأول بنظام المجموعات ومن ثم أدوار الإقصاء منذ ربع النهائي ومازال هذا النظام قائماً حتى الآن.
أبطال
27 ميدالية ذهبية وزعت تاريخياً على أبطال كرة القدم والتفوق للمجر بثلاثة ألقاب (1956 و1988) مشاركة مع بريطانيا (1900 و1908 و1912) يليهما لقبان لكل من الأورغواي (1924 و1928) والاتحاد السوفييتي والأرجنتين (2004 و2008) والبرازيل (2016 و2020)، وحاز اللقب مرة واحدة كل من: كندا (1904) وبلجيكا (1920) وإيطاليا (1936) ويوغسلافيا (1960) والسويد (1948) وبولندا (1972) وألمانيا الشرقية (1976) وتشيكوسلوفاكيا (1980) وفرنسا (1984) وإسبانيا (1992) ونيجيريا (1996) والكاميرون (2000) والمكسيك (2012).
وبحسبة بسيطة نجد أن 9 ألقاب ذهبت إلى دول محسوبة على ما كان يسمى المعسكر الشرقي ويرجع هذا التفوق لأن هذه الدول لم تكن تعرف الاحتراف الرسمي حتى دورة 1988، ومن هذه الدول لم يعد قائماً كحال الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية، وتعد البرازيل رغم تأخرها بالتتويج بالذهبية الأكثر بلوغاً لمربع الكبار بواقع 7 مرات مقابل 5 مرات للمجر والسوفييت ويوغسلافيا والأخيرة إلى جانب الدانمارك وإسبانيا الأكثر خسارة للنهائي (3 مرات).
أبطال ومرشحون
في النسخة الحالية يحاول الجميع استغلال غياب البطل البرازيلي للظفر بالذهبية الغالية، ولاسيما المنتخبان الأرجنتيني والإسباني على اعتبار أنهما يحاولان تقليد منتخبي بلديهما الحائزين اللقبين القاريين قبل أيام قليلة، على الرغم من اختلاف الأسماء والفوارق بين المونديال والأولمبياد، حيث تتغير التشكيلة في كل دورة على اعتبار أن الأعمار لا تتجاوز 23 سنة إلا في بعض الحالات النادرة، كحال خافيير ماسكيرانو مدرب الارجنتين الحالي الذي سبق له التتويج بالذهب الأولمبي مرتين مع راقصي التانغو ويسعى لدخول التاريخ ليظفر بالبطولة كمدرب علماً أنه الوحيد إلى جانب المجري نوفاك الذي توج بذهبيتي 1964 و1968، وقد استعان النجم السابق لبرشلونة وليفربول بهداف المان سيتي يوليان ألفاريز إلى جانب جيوفاني سيميوني ليقودا الهجوم في الدورة والمدافع المخضرم أوتاميندي إلى جانب عدد من اللاعبين المغمورين تقريباً أشهرهم إيتشفيري نجم مونديال الناشئين والفارق بين هذين الأخيرين 18 سنة.
ويعتبر المنتخب الفرنسي أحد المرشحين بقوة لأسباب عديدة أهمها الأرض والجمهور رغم أن المدرب تيري هنري لا يمتلك الكثير من الخبرة في البطولات الكبرى، ويعول النجم السابق للديوك على المخضرم لاكازيت وبعض الأسماء اللامعة من المواهب الصاعدة مثل مانو كوني وريان بن شرقي وإنزو ميلو ومايكل أوليس وكاستيللو لوكيبا.
ومن المنتخبات المرشحة للمنافسة بقوة اللاروخا الإسباني الذي يقوده المدرب سانتي مينيا المدرب المخضرم على مستوى الفئات العمرية والذي أشرف على هذه الفئات منذ 2010 وآخرها منتخب تحت 21 سنة منذ عامين وقاده في 17 مباراة لم يخسر خلالها سوى مرتين، أما نجومه فهناك فيرمين لوبيز والمدافع الفتى كوبارسي (17 عاماً أصغر لاعب في المسابقة) وإيريك غارسيا وآبيل رويز وميغيل غوتيريز وسيرجيو كاميللو.
آمال وأحلام
منذ تتويج نيجيريا ثم الكاميرون بذهبية 1996 و2000 كبرت أحلام الصغار بتقليد النسور والأسود ومنها المنتخبات العربية الثلاثة التي تمثل أبناء لغة الضاد، ومن سوء حظ أسود الرافدين وأسود الأطلس أن القرعة جمعتهما في مجموعة واحدة، وللمصادفة فقد جمعتهما مجموعة واحدة في أولمبياد أثينا 2004 ويومها تأهلا قبل أن يغادر المغرب من ربع النهائي بينما أنهى العراقي البطولة بالمركز الرابع كأفضل إنجاز في تاريخه لكن قد يبدو الأمر صعباً بوجود المنتخب الأرجنتيني هذه المرة، وتبدو حظوظ أبناء الكنانة أكبر مبدئياً بتجاوز الدور الأول ويقود المنتخب الشقيق المدرب البرازيلي روجيرو ميكالي الذي قاد بلاده إلى الذهبية الأولمبية للمرة الأولى قبل ثماني سنوات ويعول في المسابقة على خبرة محمد النني وأحمد سيد زيزو ومن الشباب نبيل كوكا وبلال مظهر وعمر فايد، ويطمح الأشقاء المغاربة لتقليد فريقهم الأول الذي بلغ مربع مونديال 2022 وخاصة بوجود لاعبين من أشرف حكيمي والزلزولي وإلياس أخوماش وأسامة العزوزي وسفيان رحيمي وإلياس بن صغير وأمير ريتشارلسون وأسامة تارغالين وبلال الخنوس، أما المدرب فهو الدولي السابق طارق السكتيوي.
وبالمقابل يقود المنتخب العراقي الدولي السابق راضي شنيشل أما أبرز لاعبيه فهم: المحترفان يوسف الإمام ويوسف أمين وأيمن حسين ثاني هدافي كأس آسيا 2023 وسعد ناطق ومنتظر عبد الأمير وكرار سعد.
مجموعات ومباريات
– المجموعة الأولى: فرنسا، الولايات المتحدة، غينيا، نيوزيلندا.
– المجموعة الثانية: الأرجنتين، المغرب، العراق، أوكرانيا.
– المجموعة الثالثة: إسبانيا، مصر، أوزبكستان، الدومينيكان.
– المجموعة الرابعة: اليابان، الباراغواي، مالي، الكيان.
الجولة الأولى – اليوم الأربعاء
إسبانيا × أوزبكستان، الأرجنتين × المغرب (4.00)، مصر × الدومينيكان، غينيا × نيوزيلندا (6.00)، العراق × أوكرانيا، اليابان × الباراغواي (8.00)، فرنسا × أميركا، مالي × الكيان (10.00).
الجولة الثانية – السبت
الأرجنتين × العراق، إسبانيا × الدومينيكان (4.00)، المغرب × أوكرانيا، مصر × أوزبكستان (6.00)، أميركا × نيوزيلندا، الباراغواي × الكيان (8.00)، فرنسا × غينيا، اليابان × مالي (10.00).
الجولة الثالثة – الثلاثاء
إسبانيا × مصر، أوزبكستان × الدومينيكان (4.00)، المغرب × العراق، الأرجنتين × أوكرانيا (6.00)، فرنسا × نيوزيلندا، أميركا × غينيا (8.00)، الباراغواي × مالي × اليابان × الكيان (10.00).
هيمنة وانتهت
عند كرة القدم للسيدات التي انطلقت في أتلانتا 1996 غابت الأميركيات مرة واحدة عن مربع الكبار وقد توجن بالذهبية في أربع من خمس نسخ أولى علماً أنهن خسرن النهائي عام 2000 لمصلحة النرويجيات إلا أن بنات العم سام تراجعن في دورة ريو 2016 وغادرن من ربع النهائي ليفقدن اللقب قبل أن يعدن إلى نصف النهائي 2020 وهناك حللن بالمركز الثالث لمصلحة جاراتهن الكنديات اللواتي خلفن الألمانيات بطلات 2016 وفي النسختين حصلت السويديات على الميدالية الفضية.
وإذا كانت بنات ألمانيا فككن العقدة بالتتويج بذهبية دورة ريو فإن البرازيليات مازلن يبحثن عن لقبهن الأول على غرار رجالهن الغائبين عن المسابقة هذا العام علماً أن بنات السامبا خسرن النهائي مرتين أمام الأميركيات 2004 و2008 لكنهن تراجعن كثيراً في الدورات التالية فبلغن دور الأربعة مرة واحدة فقط، وتحاول بنات العم سام استعادة تاجهن المفقود إلا أنهن يواجهن رغبة الفرنسيات صاحبات الأرض بلقب أول وكذلك الكنديات بطلات النسخة الأخيرة الساعيات للحفاظ على الذهبية التي حصدنها بعد تجربتين لم تكتملا واحتللن فيهما المركز الثالث، والمنتخبان الأخيران (الكندي والفرنسي) يتنافسان ضمن مجموعة واحدة، ولا ننسى الإسبانيات صاحبات الصدارة على لائحة تصنيف الفيفا حالياً.
المجموعات
– المجموعة الأولى: كندا، فرنسا، كولومبيا، نيوزيلندا.
– المجموعة الثانية: ألمانيا، أميركا، أستراليا، زامبيا.
– المجموعة الثالثة: اليابان، البرازيل، إسبانيا، نيجيريا.
مباريات الدور الأول
الجولة الأولى – الخميس
كندا × نيوزيلندا، إسبانيا × اليابان (6.00)، البرازيل × نيجيريا، ألمانيا × أستراليا (8.00)، فرنسا × كولومبيا، أميركا × زامبيا (10.00).
الجولة الثانية – الأحد
البرازيل × اليابان، كولومبيا × نيوزيلندا (6.00)، إسبانيا × نيجيريا، أستراليا × زامبيا (8.00)، فرنسا × كندا، أميركا × ألمانيا (10.00).
الجولة الثالثة – الأربعاء
البرازيل × إسبانيا، اليابان × نيجيريا (6.00)، أميركا × أستراليا، ألمانيا × زامبيا (8.00)، كندا × كولومبيا، فرنسا × نيوزيلندا (10.00).
سيرياهوم نيوز1-الوطن