ناصر النجار
فريق الكرامة تعامل مع الموسم الكروي الذي مضى بعقلانية ومنطق استناداً إلى المعطيات التي يملكها وإلى الإمكانات المالية وإلى الخزان البشري الموجود من أبناء النادي، فهو لا يستطيع تقليد تجربة نادي أهلي حلب بزج شباب الفريق ومواهبه دفعة واحدة مع فريق الرجال، ولا يريد الاستمرار بالنهج الاحترافي السابق الذي اعتمده النادي في السنوات الماضية وما زال يعتمده الكثير من الأندية حتى يومنا هذا.
الأسلوب المعتمد كان بالحفاظ على مجموعة من اللاعبين المخضرمين والخبراء سواء من أبناء النادي أم من الأندية الأخرى وزج أكبر عدد من اللاعبين المواهب والشباب مع فريق الرجال ومنحهم الفرصة الكاملة ليثبتوا وجودهم.
الإيجابي في العمل أن مدرب الفريق الأول طارق الجبان تم تكليفه بالإشراف على الفريق الأولمبي وفريق الشباب من أجل تطوير الفرق القاعدية بالتعاون مع مدربي النادي، ولمتابعة اللاعبين الموهوبين المبرزين في هذين الفريقين وضمهم إلى فريق الرجال، وهذا ما شاهدناه وخصوصاً في مباريات الإياب عندما زج الجبان بالعديد من هؤلاء اللاعبين مع فريق الرجال.
إدارة النادي دعمت هذا المشروع لأنه يؤسس لفكر تطويري يؤمن بالعناية بالقواعد وتنمية موهبة الخامات الواعدة والاعتماد على أبناء النادي عبر سياسة الخطوة خطوة، ولأجل نجاح هذا المشروع حافظت على مدربها طوال الموسم ودعمت وجوده رغم الحروب الخفية التي تعرض لها ورغم الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها الإدارة، والمهم اليوم استكمال هذا المشروع في الموسم الجديد لأنه سيحقق النجاح المنتظر إن لم يكن في الموسم القادم ففي الموسم الذي يليه، والمهم أن تبقى الخطوات مستمرة وواثقة وتسير في الطريق الصحيح.
تبديلات واسعة
في بداية الموسم الماضي غادر الفريق أحد عشر لاعباً وهم: عبد الله جنيات وعمرو جنيات وأنس العاجي إلى الوحدة والحارس أحمد الشيخ ومنهل طيارة وشادي الحموي إلى الساحل ومحمد حمدكو إلى الطليعة وعبد الرزاق البستاني إلى الجيش وعماد الحموي إلى الناصرية العراقي وعلي خليل إلى الحرية وعلي غصن إلى الوثبة وفي الميركاتو الشتوي انتقل إبراهيم خانكان إلى الساحل.
عوضاً عن هؤلاء تعاقد النادي مع إبراهيم العبد الله من الوثبة والحارس محمود خلف وعلاء حماد من الطليعة وأنس بلحوس ومحمد رستم من الوحدة وأحمد بيريش والحارس زكريا دهنة وباهوز محمد وأحمد المنجد من تشرين ومحمد سراقبي من النواعير والحارس أشرف قمشري من الكسوة، وزج بعدد من لاعبي الأولمبي والشباب أبرزهم، محمد تدمري وعبد الله زقريط ومحمود حلواني ومهند فاضل وعمار حديد وعبد الرحمن شاهين وهيثم اللوز ومحمود الأسود وعبد النافع شريباتي وغيرهم.
وحافظ الفريق على لاعبيه القدامى أمثال: تامر حج محمد وجهاد بسمار وعبد الملك عنيزان ومازن عمارة وعامر تركاوي.
وتعاقد النادي مع ثلاثة محترفين أجانب هم عبد اللطيف تاون من بوركينا فاسو وعيسى كوتي من نيجيريا وجوزيف أوبيد ياسو من نيجيريا أيضاً، واللاعبون من صغار السن وكان ينوي النادي الإبقاء عليهم لعدة سنوات، بعد نهاية الذهاب ثم فسخ عقد عبد اللطيف تاون وعيسى كوتي، واستمر جوزيف أوبيد ياسو حتى نهاية الموسم.
الدقيقة الأخيرة
لعنة الوقت بدل الضائع حلّت على فريق الكرامة في المباريات الأربع الأولى فحرمته من سبع نقاط على الأقل وهو ما أثر على ترتيب الفريق نقطياً في مرحلة الذهاب، كما أثر على معنويات اللاعبين الذين افتقدوا أفراح الفوز حتى تحقق للمرة الأولى في الأسبوع الثامن.
المباراة الأولى كانت مع الفتوة الذي أدرك التعادل في الدقيقة 94، فخسر الكرامة فوزاً كان بمتناوله على أرضه، وبقي الكرامة متقدماً في جبلة على فريقها حتى الدقيقة 99، عندما أدرك أصحاب الأرض التعادل.
وعلى أرضه تعرض للخسارة الأولى وكانت أمام حطين وجاءت الخسارة برأس المدافع مازن عمارة بمرمى فريقه الكرامة في الدقيقة 94 بعد أن كان التعادل الإيجابي مسيطراً على المباراة 1/1.
المباراة الرابعة كانت مع الوحدة في دمشق وتقدم الكرامة 2/1 حتى الدقيقة 85 عندما حقق الوحدة التعادل.
على العموم لم تكن مرحلة الذهاب سارّة لعشاق الكرامة فجاء في المركز الثامن بعد أن حصد أربع عشرة نقطة جراء ثلاثة انتصارات ومثلها خسارات وخمسة تعادلات.
فاز على الساحل بهدف محمود الأسود وعلى جاره الوثبة 3/2 وسجل أهدافه المحترف جوزيف أو بيدياسو هدفين ومحمد سراقبي، كما فاز على تشرين بهدف باهوز محمد، خسر أمام حطين صفر/1 وسجل هدفه باهوز محمد وخسر أمام الطليعة بهدف وحيد، لكن الخسارة المؤلمة وغير المتوقعة كانت أمام الحرية في حلب بهدفين نظيفين، وكان الفوز الأول للحرية في الذهاب وهي آخر مباريات الذهاب تعادل في خمس مناسبات، أولها مع الفتوة 1/1 وسجل الهدف جهاد بسمار، وتعادل مع جبلة بالنتيجة ذاتها وسجل له باهوز محمد وتعادل مع الوحدة 2/2، وسجل الهدفين أحمد بيريش ومحمود الأسود، والتعادل الرابع كان مع أهلي حلب 1/1 وسجل هدف الكرامة جوزيف أوبيد ياسو، والتعادل الأخير كان مع الجيش بالنتيجة ذاتها وسجل هدف الكرامة تامر حج محمد في الدقيقة 95 وهو هدف ذهبي.
تقدم طفيف
في مرحلة الإياب تقدم الكرامة وظهر بشكل أفضل من الذهاب على صعيد الأداء والمستوى ولم يخسر إلا مباراة واحدة وكانت مع حطين بهدف وحيد، لكنه غرق في بحر التعادلات التي تكررت ست مرات.
فاز الفريق في الإياب أربع مرات بدأها بالفوز الكبير على الفتوة المتصدر في دمشق بهدف المدافع إبراهيم العبد الله وفاز على الجيش بهدف مهند فاضل، وفاز على الطليعة 4/صفر وسجل أهدافه: مهند فاضل والمحترف جوزيف أوبيد ياسو ومحمود الأسود وهيثم اللوز من ركلة جزاء وفاز أخيراً على الساحل 2/1 وسجل هدفيه عبد السلام رحمون وأحمد المنجد.
تعادل صفر/صفر مع جبلة والوحدة والوثبة وتشرين والحرية و2/2 مع أهلي حلب وسجل الهدفين مازن عمارة وإبراهيم العبد الله من ركلة جزاء.
في حساب ركلات الجزاء، له ركلتان سجلهما إبراهيم العبد الله على أهلي حلب وهيثم اللوز على الطليعة واحتسب عليه أربع ركلات جزاء.
في المحصلة العامة احتل الكرامة المركز السادس وله 32 نقطة من سبعة انتصارات وأحد عشر تعادلاً وأربع خسارات ونلاحظ هنا أن نصف مبارياته انتهت إلى التعادل، سجل لاعبوه 22 هدفاً ودخل مرماه 17 هدفاً.
تصدر محترفه النيجيري جوزيف أوبيد ياسو قائمة هدافيه بأربعة أهداف، يليه محمود الأسود، وباهوز محمد بثلاثة أهداف وإبراهيم العبد الله ومهند فاضل ولكل منهما هدفان، وسجل هدفاً واحداً كل من: جهاد بسمار وأحمد بيريش وتامر حج محمد ومحمد سراقبي ومازن عمارة وهيثم اللوز وعبد السلام رحمون وأحمد المنجد.
البطاقات الملونة
لم يتلق أي لاعب من الفريق البطاقات الحمراء، بينما نال 18 لاعباً أربعين بطاقة صفراء حسب التالي: ست بطاقات لتامر حج محمد وأربع بطاقات لإبراهيم العبد الله والمحترف النيجيري جوزيف أوبيد ياسو وثلاث بطاقات لأنس بلحوس ونال بطاقتين كل من: أحمد بيريش وعبد الملك عنيزان ومحمود الأسود وزكريا دهنة وجهاد بسمار وهيثم اللوز وباهوز محمد ومازن عمارة وعبد الله زقريط، ونال بطاقة واحدة المحترف عبد اللطيف تاون ومحمود خلف وأحمد المنجد ومهند فاضل وعبد السلام رحمون.
مسابقات أخرى
في كأس الجمهورية كانت مشاركته هي الأسوأ وخسر في الدور الثاني من مشاركته الأولى أمام الهلال (درجة أولى) 1/2 وسجل الهدف تامر حج محمد.
وحقق الكرامة بطولة أول دوري أولمبي بفوزه في النهائي على أهلي حلب 4/2 بركلات الترجيح بعد التعادل 2/2 وسجل الهدفين: مهند فاضل وعمار جديد، وكان قد فاز على تشرين في نصف النهائي بهدفي محمود حلواني ومهند فاضل.
وفي دوري المجموعات تعادل مع الجيش 1/1 وفاز 1/صفر، وفاز على الفتوة 1/صفر و2/1 وعلى الوحدة 2/1 و3/1 وعلى الطليعة 2/صفر و1/صفر وعلى الوثبة 3/صفر وخسر 1/2 في الذهاب.
وجاء ثالث شباب الممتاز بعد فوزه على الجيش في مباراة تحديد المراكز 1/صفر وتعادلا في الذهاب صفر/صفر.
وفي مجموعته فاز على الشرطة 1/صفر و2/صفر وعلى حطين 2/1 و2/صفر وعلى الجزيرة 1/صفر و2/صفر وخسر أمام جبلة 1/2 وفاز 3/1، وفاز على أهلي حلب 2/1 وخسر صفر/2، وتعادل مع النواعير صفر/صفر وخسر صفر/1.
العقوبات الانضباطية
نادي الكرامة أكثر الأندية انضباطاً ومراعاة للنظم والقوانين، لذلك لم يتعرض للعقوبات الكبيرة، وكانت المخالفات المفروضة عليه بحكم المنطقي والطبيعي والمقبول.
على صعيد الجمهور تعرض للعقوبات مرتين بسبب الشتم ومثلهما بسبب رمي الحجارة والعبوات الفارغة.
العقوبة الأولى كانت بلقاء جبلة والكرامة، فقام الجمهور برمي الزجاجات الفارغة والحجارة عقب تسجيل جبلة هدف التعادل المتأخر لاعتقاد الجمهور أن الوقت المضاف إلى الوقت الأصلي للمباراة كان طويلاً وقد شهد التعادل فيه والغرامة المالية المفروضة كانت مليوناً ونصف المليون ليرة.
العقوبة الثانية كانت في مباراة الفريق مع الوثبة، حيث تعرض الجمهور للعقوبة بسبب تبادل الشتم مع جمهور الوثبة، والغرامة المالية المفروضة كانت مليوناً ونصف المليون ليرة سورية، العقوبة الثالثة والرابعة جرت بلقاء الفريق مع أهلي حلب وكانت بسبب شتم بحكم رمي العبوات والحجارة على أرض الملعب، والغرامة المالية المفروضة على الفريق ستة ملايين لأن المخالفة كانت مكررة للمرة الثانية.
من العقوبات الفردية تم توقيف المعالج عايد القاعود ومساعد المدرب أحمد العمير لمباراة واحدة لتعرضهما للبطاقة الحمراء مع غرامة مئة ألف ليرة سورية على كل واحد منهما.
في الدوري الأولمبي عُوقب اللاعب عمار حديد لمباراة واحدة مع غرامة عشرين ألف ليرة لخروجه بالبطاقة الحمراء.
وفي دوري شباب الممتاز تمت معاقبة الإداري محمد جهاد حوا واللاعب عبد الرحمن بلحوس بالإيقاف لمباراة واحدة مع غرامة عشرين ألف ليرة سورية لكل منهما لخروجهما بالبطاقة الحمراء، وغرامة مئة ألف لتأخر الفريق بتقديم اللائحة الإسمية للاعبين في المباراة مع الجزيرة، وتم تغريم النادي بقيمة أضرار مشالح ملعب السابع من نيسان بعد المباراة مع أهلي حلب، وبلغت قيمة الغرامات المالية الإجمالية 9.360.000 ملايين ليرة سورية.
سيرياهوم نيوز1-الوطن