ناصر النجار
أقدمت إدارة نادي حلب الأهلي السابقة على خطوة جريئة وشجاعة بالاعتماد على أبناء النادي وحدهم في الدفاع عن لون النادي وشعاره في الموسم الماضي، وتم تعزيز الفريق بعدد كبير من اللاعبين تحت الـ23 سنة ومن اللاعبين الشباب الذين كانوا السواد الأعظم بالفريق بالإضافة إلى بعض لاعبي الخبرة.
الطريق الذي سار به الفريق كان مملوءاً بالأشواك فهذه المغامرة تحتاج إلى دعم جماهيري من خلال الصبر على نتائج الفريق وأدائه وخصوصاً أنه كان أمام امتحان آسيوي بمواجهة فرق محترفة وخبيرة ومحضرة بشكل جيد.
الفريق سار في طريقه دون أن يلتفت خلفه وحقق ما يريد ما يدل على نجاح هذا التوجه بالكامل، نال المركز التاسع مع نهاية الذهاب بنتائج متقلبة وربما كان للمشاركة الآسيوية دور في هذه النتائج من خلال التعب والإرهاق الذي أصاب الفريق نتيجة السفر وضغط المباريات، لكنه في الإياب قلب كل الموازين فكان بطل المرحلة عن جدارة ولم يتعرض في هذه المرحلة إلا لخسارة واحدة كانت استثنائية، وارتقى في الترتيب من المركز التاسع إلى المركز الرابع.
الفريق بشكل عام طبق شعار الولاء والانتماء للنادي وشعاره، فتحمل اللاعبون الكثير من الأزمات وصبروا على الإدارة وخصوصاً في أزماتها المالية، وقدموا أنفسهم بأفضل صورة من الوفاء والجهد والعمل الذي توج بأداء جيد ومستوى تمّ عن وجود مواهب بارزة سيكون لها شأن على صعيد النادي والكرة السورية، لكن الملاحظة الأهم التي ألمح لها بعض خبراء اللعبة تتلخص بتسرب الغرور إلى نفوس بعض الواعدين، وظهر ذلك من خلال الأنانية المفرطة في بعض المباريات، أو من خلال الاعتراض على التحكيم وإثارة الشغب وتجلى ذلك بوضوح بنهائي دوري الشباب، وضيّع على الفريق لقبي دوري الشباب والدوري الأولمبي، وقد وصل الفريقان إلى النهائي في المسابقتين، وهذا الأمر برمته يجب الانتباه إليه والعمل على إعادة دراسة النفسية العامة للعديد من اللاعبين قبل أن تفسد موهبتهم بسبب الغرور، ويمكن أيضاً الطلب من المنصات الإعلامية التابعة للنادي التخفيف من (نفخ) اللاعبين، لأن مقتلهم سيكون في هذا الأمر، وكم من موهبة صارت في عوالم النسيان نتيجة الغرور والدعم الإعلامي غير المسبوق.
على صعيد العمل الفني فقد تولى الإدارة الفنية أبناء النادي، فبدأ الفريق مع معن الراشد على اعتبار أن أغلب لاعبي الفريق كانوا مع الراشد في فئة الشباب وفازوا معه في بطولة الدوري بالمواسم الثلاثة الماضية، لكن الخسارة القاسية أمام حطين 1/4 أطاحت بالراشد فاستقال، وجاء البديل من الطاقم ذاته، حيث تولى مدير الفريق أحمد هواش التدريب ولأنه لم يكن بعيداً عن الفريق فكان التغيير منطقياً دون أن يكون له أي أثر سلبي على الفريق.
في تشكيلة هذا الموسم فقط حافظ على لاعبيه المخضرمين أمثال: الحارس شاهر الشاكر وأحمد الأحمد وأحمد حمو القادمين من جبلة إضافة إلى زكريا حنان وزكريا عزيزة وإبراهيم الزين وعبد الله نجار ومحمد ريحانية إضافة للحارس فادي مرعي.
ومن الشباب ولاعبي الأولمبي الأخوان حسن وأنس دهان وزكريا رمضان الذي غادر الفريق إلى النصر الإماراتي (فريق تحت 23 سنة) في الذهاب، وعاد في الإياب، وحمزة سواس، وعامر الفياض ومصطفى تتان وحمزة حاج ديبو ورشيد كالو ومحمد شحرور وحسن الضامن وأمجد فياض وعلي الرينة ومحمود نايف ومحمد غنام ومحمد حسوني وغيرهم.
اختيار اللاعبين المحترفين الأجانب لم يكن صائباً بالمطلق وهي حالة عامة على الدوري وفرقه، وعلى ما يبدو أن السماسرة لم يجلبوا لنا إلا أشباه اللاعبين المحترفين فكانت (الورطة) عامة وعلى كل الأندية، وغاية أهلي حلب من المحترفين كانت المشاركة الآسيوية، لكن هؤلاء لم يقدموا أي إضافة، فتم فسخ عقد اللاعبين الغاني أبو بكر كامارا واللاعب النيجري سولين فيكتور أباتا، وبقي النيجيري شيدوبيم شادراك إيزوغو حتى نهاية الموسم، والنادي يعالج قضايا المحترفين سواء هذا الموسم أم الذي قبله ونأمل من الإدارة الجديدة أن تنهي كل حالة خلاف حول اللاعبين والمدربين المحليين والأجانب حتى يبدأ الموسم الجديد على (نظافة).
آسيوياً
فريق الأهلي جاء في المجموعة الثانية ببطولة الاتحاد الآسيوي عن غرب آسيا إلى جانب الوحدات الأردني والكهرباء العراقي والكويت الكويتي وحقق نقطتين فقط واحتل المركز الأخير في مجموعته، وليس دفاعاً عن الأهلي، فإن ما حققه من نتائج يعود إلى ضعف خبرة اللاعبين، فالكثير من المباريات انتهت بالخسارة في آخر الوقت ونتيجة أخطاء دفاعية ساذجة أو انطلاق إلى الأمام دون دراسة عواقب ذلك.
مع الوحدات الأردني خسر مرتين صفر/2، ومع الكهرباء العراقي خسر صفر/2 و1/3 وتعادل مرتين مع الكويت الكويتي 1/1.
أداء متعثر
في مرحلة الذهاب كان أداء الفريق متعثراً ولم يحقق أدنى طموح جماهيره فحقق الفوز في ثلاث مباريات وتعادل في أربع وخسر مثلها وسجل اثني عشر هدفاً ودخل مرماه ثلاثة عشر هدفاً، فاز على الحرية بهدف أحمد الأحمد وعلى الجيش 2/1 وسجل له عبد الله نجار وشادراك وعلى الطليعة بأربعة أهداف نظيفة سجلها عبد الله نجار من جزاء وسجل أحمد الأحمد (هاتريك) وهذه آخر مباراة للأحمد وقد غاب بعدها عن الفريق لأسباب شخصية خاصة، تعادل مع جبلة في الافتتاح 2/2 وسجل هدفيه أحمد الأحمد وتعادل مع الوحدة بلا أهداف ومع الكرامة والساحل 1/1 وسجل له في المباراتين عبد الله نجار، الخسارة الأولى كانت مع الفتوة صفر/1 والثانية مع حطين 1/4 وهي الأكبر هذا الموسم وسجل هدفه الوحيد أحمد الأحمد، ثم خسر أمام تشرين بهدفين نظيفين وأضاع محمد ريحانية ركلة جزاء، وكانت الخسارة الرابعة أمام الوثبة بالوقت بدل الضائع بنتيجة صفر/1.
انطلاق وصدارة
في الإياب كان وضع الفريق مختلفاً فقدم صورته الحقيقية بعد نضوجه وخبرته التي نالها من خلال المشاركة الآسيوية ومباريات الذهاب والمباريات الودية، فدخل في حالة الانسجام والتناغم التي مكنته من صدارة مرحلة الإياب من خلال تحقيقه سبعة انتصارات وثلاثة تعادلات وخسارة واحدة أمام الفتوة بثلاثة أهداف نظيفة، وعلى ضوء هذه النتائج ربما كانت هذه الخسارة استثنائية.
الفوز الأول حققه الفريق خارج أرضه على جبلة بهدف المحترف شادراك وفاز بعدها على جاره الحرية 2/1 بهدفي عبد الله نجار وأحمد حمو، وفاز على الوحدة بالنتيجة ذاها وسجل هدفيه مدافع الوحدة عمرو جنيات بالخطأ في مرماه والمدافع علي الرينة، والنتيجة ذاتها تكررت بلقاء حطين وسجل للأهلي حمزة سواس ومحمد غنام ثم حقق الفوز الكبير على الجيش بدمشق 5/1 وسجل الأهداف الخمسة كل من: المحترف شادراك وأنس دهان وحسن دهان ومحمد ريحانية وزكريا عزيزة، وللمرة الرابعة تتكرر نتيجة الفوز 2/1 وكانت على الطليعة وسجل الهدفين الأخوان حسن وأنس دهان، والفوز جاء رغم أن الفريق لعب شوطاً كاملاً بعشرة لاعبين بعد طرد المدافع إبراهيم الزين نهاية الشوط الأول، آخر المباريات شهدت فوز الفريق الكبير على الوثبة 5/2 سجل عبد الله نجار (هاتريك9) وأضاف حسن دهان والمحترف شادراك الهدفين الرابع والخامس. الفريق تسبب في انتصاراته في استقالة، مدربي جبلة والجيش.
تعادل مع الكرامة 2/2 وسجل له أنس دهان وشادراك وتعادل مع الساحل 1/1 وسجل هدفه أنس دهان وتعادل بالنتيجة ذاتها مع تشرين وسجله محمد ريحانية.
في المحصلة العامة فاز في عشر مباريات وتعادل في سبع وخسر خمس مباريات، سجل 35 هدفاً، ودخل مرماه 27 هدفاً وأفضل مسجليه عبد الله نجار بثمانية أهداف يليه أحمد الأحمد بستة أهداف وسجل المحترف شادراك خمسة أهداف وأنس دهان أربعة أهداف وحسن دهان ثلاثة أهداف وسجل محمد ريحانية هدفين وكل من: المحترف فيكتور أباتا وأحمد حمو وعلي الرينة وحمزة سواس ومحمد غنام وزكريا عزيزة هدفاً واحداً إضافة لهدف صديق سجله مدافع الوحدة عمرو جنيات.
نال ركلتي جزاء أضاع الأولى في الذهاب محمد ريحانية، وسجل الثانية عبد الله نجار بمرمى الطليعة في الذهاب أيضاً، وكان أكثر الفرق التي احتسبت عليها ركلات جزاء بواقع سبع ركلات.
البطاقات الملونة
ثلاث بطاقات حمراء نالها لاعبو الفريق منها اثنتان نالهما إبراهيم الزين بلقاءي الكرامة والطليعة والثالثة نالها المحترف شادراك بلقاء الكرامة والبطاقات الثلاث كانت في الإياب.
21 لاعباً نالوا 57 بطاقة صفراء، أكثرها لزكريا حنان بواقع ثماني بطاقات، ثم علي الرينة ست بطاقات، وأنس دهان ومحمود العمر أربع بطاقات، وكل من: محمد ريحانية وعبد الله نجار وأحمد حمو وأمجد فياض وإبراهيم الزين ثلاث بطاقات، ونال بطاقتين كل من المحترف كامارا وحسن دهان وأحمد الأحمد وشاهر الشاكر وعامر فياض وزكريا عزيزة، وفادي مرعي ومحمود النايف، وبطاقة واحدة من نصيب المحترف شادراك ومحمد حسوني وحسن الضامن ومحمود قلعجي.
مسابقات أخرى
في كأس الجمهورية فاز في الدور الثاني على شرطة دير الزور (درجة ثانية) 8/صفر وسجل أهدافه عبد الله نجار خمسة أهداف وسجل محمد ريحانية وشادراك ومحمود النايف هدفاً واحداً لكل منهم، وفاز في دور الـ16 على الساحل 2/1 وسجل هدفيه عبد الله نجار وحسن دهان، وخسر في دور الثمانية أمام حطين 1/3 وسجل هدفه زكريا عزيزة.
كان وصيف الدوري الأولمبي بالخسارة في المباراة النهائية أمام الكرامة 2/4 بركلات الترجيح بعد التعادل 2/2 وسجل هدفيه أنس دهان ورشيد بلو، وتجاوز الوثبة في نصف النهائي 2/1 وسجل هدفيه محمود النايف ومحمد ريحانية، وتصدر قائمة مجموعته في الدور الأول، ففاز على حطين 3/صفر وتعادلا صفر/صفر، وتعادل مع الساحل صفر/صفر وفاز 3/صفر قانوناً وفاز على تشرين 4/1 و4/صفر وعلى جبلة 4/2 و3/صفر قانوناً وتعادل مع الحرية 2/2 و1/1.
وفي دوري الشباب تصدر فرق مجموعته أيضاً، فتعادل مع حطين صفر/صفر وخسر صفر/2 وفاز على الجزيرة 3/1 و7/صفر وفاز على جبلة 7/1 و4/2 وخسر مع الكرامة 1/2 وفاز 2/صفر وفاز على النواعير 2/1 و4/1 وفاز على الشرطة 1/صفر و3/صفر.
وفي مباراة تحديد اللقب خسر أمام الحرية مرتين بنتيجة واحدة 2/1.
العقوبات الانضباطية
احتل فريق أهلي حلب مركزاً متوسطاً في المخالفات المرتكبة وأغلبها كان بسبب الجمهور الذي شتم الحكام والمنافسين في خمس مباريات، منها المباراة الختامية في دوري الشباب، وهذه المباراة رسمت العديد من إشارات الاستفهام، حيث اشترك الكادر الإداري وبعض اللاعبين بالخروج عن الأنظمة والقوانين بالاعتراض والاحتجاج وشتم الحكم، فتمت عقوبة إداري الفريق ماهر قطاع واللاعبين حمزة ديبو وأنس دهان والمرافق محمد جنيدي بالتوقيف لثلاث مباريات، وكان المحرض في هذه المباراة رئيس رابطة المشجعين أحمد نعساني الذي حرّك الجمهور واللاعبين ضد الحكم فنال عقوبة التوقيف لمدة عام مع اقتراح الفصل من المنظمة.
في الدوري الأولمبي عُوقب مدرب الحراس بسام الهندي واللاعب حمزة ديبو بالتوقيف لمباراة.
على صعيد فريق الرجال عوقب بالإيقاف لمباراة واحدة كل من المعالج محمد عكاش واللاعبين إبراهيم الزين مرتين والمحترف شادراك وذلك بسبب خروجهم بالبطاقة الحمراء. وبلغ مجموع الغرامات المالية (25.980.000) مليون ليرة سورية.
سيرياهوم نيوز1-الوطن