آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » كشف حساب كرة القدم السورية في عام … أداء سيّئ وتنظيم مفقود وتراجع غير مبرر على كل الصعد

كشف حساب كرة القدم السورية في عام … أداء سيّئ وتنظيم مفقود وتراجع غير مبرر على كل الصعد

| ناصر النجار

الإثنين, 03-01-2022

انتهى العام الماضي بما حمله من نكسات كروية على كل الصعد المحلية والخارجية وكان بشهادة المراقبين من أسوأ الأعوام الكروية لما شهده من تخبطات وسوء إدارة وتنظيم ونتائج وانعكس هذا الحال السيئ على النشاطات المحلية والخارجية في آن معاً وخلصنا بنتائج كارثية على صعيد المنتخبات كلها (الرجال- الأولمبي- الشباب- الناشئين) ولم تكن نتائج فريقي تشرين والوحدة ببطولة الاتحاد الآسيوي بأفضل حال.

كل هذا الأمر أدى إلى استقالة اتحاد كرة القدم في منتصف الطريق بعد الخسارة الكارثية أمام لبنان 2/3، وجاءت لجنة مؤقتة تنطبق عليها مقولة (جاء ليكحلها فعماها) فسارت على الطريق ذاته من التخبط والعشوائية وسوء الإدارة والتصرف، فما جنت كرتنا بلح اليمن ولا عنب الشام وفشلنا على صعيد المشاركات الخارجية وعلى صعيد المسابقات المحلية. ودخلت كرتنا في نفق مظلم لا تعرف كيف تخرج منه، والغريب أن البعض ما زال يطبل ويزمر ويحسب أن مقعدنا في المونديال القادم محجوز سلفاً.

القرار الخاطئ

نقطة البداية كانت خاطئة، والمقدمات الخاطئة ستنتهي بالفشل حتماً وهذا ما حدث تماماً.

فالتعاقد مع نبيل معلول في زمن كورونا كان غير مجد وخصوصاً أن منتخبنا ضمن التأهل للنهائيات الآسيوية والدور الثاني للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بعد أن حقق العلامة الكاملة بقيادة المدرب الوطني فجر إبراهيم.

المعلول استغل كورونا وتأجيل التصفيات بالابتعاد عن منتخبنا وصار يقوده عن بعد، وفي الامتحان الحقيقي تبين الفشل والإخفاق، وقد يكون المعلول مدرباً جيداً لكن إهماله وتعامله غير المسؤول أديا إلى النتائج السيئة بالمباريات الودية وبلقاء الصين الرسمي ورافق هذه النتائج أداء هزيل ومشاكل مع اللاعبين أبرزها مشكلته مع عمر خريبين.

وعندما حصل الطلاق مع المعلول وقد فرض علينا فرضاً بحجة أن المدرب لم يقبض رواتبه ظهرت مشكلة العقد وبنوده وقد تبين للجميع أن اتحاد الكرة بصياغته للعقد ضمن حقوق المدرب وأضاع حقوق المنتخب.

والقضية اليوم تدور رحاها في محاكم الفيفا.

العهد الثاني

المدرب الثاني الذي قاد منتخبنا الكروي كان نزار محروس وتم التعاقد معه ليقود المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وكان الوقت قصيراً، وبدأت رحلة البحث عن اللاعبين الجيدين عبر اختيار مدروس جرّب فيه المحروس عدداً كبيراً من اللاعبين المحليين تجاوز عددهم الخمسين لاعباً واختار من رآه مناسباً.

المحروس أرادها مغامرة في ظل الظروف الصعبة والوقت الضيق، لكن الظروف لم تساعده، وعلى العكس فقد تبين أن هناك من يعمل بالخفاء لإفشال المنتخب تحقيقاً لأهداف شخصية ومنافع ذاتية وللأسف وجدنا العديد من لاعبينا يخطئون أخطاء ساذجة في المباريات كلفتنا العير والنفير.

لتكون النهاية باستقالة المحروس، وهي نتيجة حتمية لما حصل وهي طبيعية استناداً إلى العقلية الكروية التي تدار بها كرتنا، فالحل الأسهل دائماً هو استبدال المدرب!

المدرب الثالث

المدرب الثالث في أقل من عام كان المدرب الروماني تيتا، وهنا لا نلوم أنديتنا التي تغيّر وتبدل بمدربيها الكثير في الموسم الواحد، فالعلة في كرتنا واحدة، والمرض منتشر في كل أركانها، ولم نسمع في العالم عن تغيير المدربين سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات إلا للضرورة القصوى، والضرورات التي تفرضها كرتنا في التغيير هي ضرورات مصلحية.

كما تم تشبيه المعلول والمحروس بأنهما منقذا المنتخب، نسمع اليوم الأسطوانة ذاتها وكأن تيتا يملك العصا السحرية التي ستنقذ كرتنا وستضعها في المونديال، والمسألة مسألة وقت.

في «الوطن» ليست لنا مشكلة مع أحد، ولا يهمنا من يكون المدرب أو رئيس الاتحاد إن كان صالحاً للعمل.

المشكلة في الأبواق التي تدير كرتنا والتي تسوّق لمن هبّ ودبّ من الأشخاص أو الكوادر أو المدربين.

ونحن نشعر اليوم بأن الخطوات التي يسير عليها منتخبنا خاطئة ولا نجد أن هناك أملاً قريباً منتظراً.

والغريب أننا نتغنى بالفوز على تونس ونجعله أمامنا وننسى الخسارة قبلها أمام الإمارات والخسارة المرَّة أمام موريتانيا في المباراة السهلة الفاصلة التي قد تفتح لنا أبواب دور الثمانية.

تيتا جاء ليتابع مرحلة، فالمواجهة في كأس العرب لا تساعد على بناء منتخب جديد لقصر الوقت، لكن من اختار المنتخب ليس المدرب لأنه غير مطلع عليه ومن قاد المنتخب هم من يقودون كرتنا إلى الهاوية.

بكل الأحوال ونحن نمر بمرحلة مؤقتة كان من المفترض أن نشارك بالمنتخب الأولمبي في كـأس العرب، وقد نادينا بذلك وقتها، ولو فعلت اللجنة المؤقتة ذلك لحفظت ماء وجهها، ولكنها أرادت المزيد من النكسات نتيجة سوء الإدارة والتخطيط.

مع تيتا عدنا إلى المربع الأول، وأضعنا أكثر من عامين بين زيد وعبيد، وما زالت كرتنا ترزح تحت مطرقة الهوان وسوء العمل والإدارة.

ولم يكن المنتخب الأول وحده هو المشكلة! فالمنتخبات الأخرى لم تقدم أدنى المطلوب منها فخرجت من بطولات غرب آسيا والتصفيات الآسيوية بخفي حنين، وهذا ما لم نعتد عليه سابقاً حيث كانت منتخبات القواعد تتجاوز البطولات الإقليمية وصولاً إلى المونديال.

وتعثر المنتخبات القاعدية تتحمل مسؤوليته كل الاتحادات المتعاقبة في السنوات الماضية من خلال إهمالها لدوري الناشئين الذي ألغي، وإهمالها أيضاً لدوري الشباب رغم أنه يقام بانتظام منذ عدة سنوات، إلا أن هذا الدوري مهمل، والعناية بدوري الفئات لا تكون من خلال إقامته فقط، بل من خلال العناية بهذه الفرق من أنديتها، ومتابعة الاهتمام من قبل القائمين على كرة القدم وعلى الدوري، ولا أدّل على التقصير من سوء الملاعب الصناعية التي تقام عليها مباريات الفئات وهي لا تصلح في أغلبها لمباريات كرة القدم، من خلال سوء أرضيتها وسوء مرافقها الصحية لنتخيل أن ملعباً بلا ماء فكيف ستكون الحال؟

المشكلة في هذا الخروج الجماعي للمنتخبات من هذه البطولات لم تكن في النتائج فقط، بل إن المنتخبات التي اعتدنا أن نعلمها كرة القدم ونهزمها، باتت تهزمنا كلبنان والأردن واليمن وغيرها وهذا يدل على أن كرتنا تسير عكس التيار بخلاف الآخرين الذين تقدموا خطوات واسعة نحو الأمام.

ولا يمكن لقواعدنا الكروية أن تتحسن حالها إلا إذا وفرنا كامل الشروط الكفيلة بتطويرها، ومن هذه الشروط تحسن الملاعب وتوفر التجهيزات ورفد المواهب من الكوادر التدريبية بدورات متطورة باختصاص القواعد، ومن الناحية الفنية علينا إجبار الأندية على العناية بقواعدها ولا يكون ذلك إلا بشرطين اثنين، أولهما: عدم الترخيص لأي ناد لمزاولة كرة القدم ما لم يكن لديه كامل الفرق (رجال- شباب- ناشئين- أشبال) وكما لاحظنا فهناك الكثير من الأندية لا تملك هذه الفرق، بل إن بعضها يستعين بلاعبين من فرق الأحياء الشعبية لاستكمال صفوف فريق الرجال، والأمثلة كثيرة.

ثانيهما: أن يتم ربط فرق القواعد بفريق الرجال وأن يتم حساب الصعود والهبوط على أساسه كما كان معمولاً به في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

دون هذين الشرطين لا يمكن لقواعدنا أن تنمو وتتحرك ولا يمكن للأندية أن تولي هذه الفرق العناية المطلوبة.

السياحة والسفر

كرة القدم عانت كثيراً من سوء الإدارة والإهمال، وانصب اهتمام الاتحاد الكروي المستقيل على السياحة والسفر أكثر من اهتمامه بالمنتخب وقد سافر أعضاء الاتحاد مع المنتخبات كلها وطالت سفراتهم، وغادر معهم كبار الموظفين والمتنفذين وهذا الغياب استمر أشهراً طويلة من دون أي جدوى أو منفعة، فضلاً عن النتائج المخيبة تم إهمال كل مفاصل كرة القدم سواء على صعيد النشاطات الداخلية أم الأمور الإدارية والتنظيمية.

وسارت اللجنة المؤقتة على النهج نفسه من دون أي تغيير.

ورغم أن الوعود كثيرة مع كل سياحة بأن هناك مكاسب لكرتنا إلا أن هذا الكلام كان يشبه التضليل الإعلامي ولم تكن تلك التصريحات صادقة للأسف.

ولم يستطع الاتحاد أن يرفع العقوبات عن كرتنا، سواء عقوبة اللعب خارج البلاد أو تجميد الأموال الخاصة بكرتنا، فلم نحصل من كل الاجتماعات المقترضة والسفرات المزعومة إلا على الوعود الخلبية التي تبينت فيما بعد أنها غير صادقة.

وتبرز اليوم قضية رواتب المدربين، فتيتا على سبيل المثال يريد رواتبه (كاش) واللجنة المؤقتة غير قادرة على الدفع إلا عن طريق الفيفا عبر الأموال المجمدة.

بغض النظر عن كيفية إنهاء هذا الموضوع، فإن الأمور تبدو سوداوية في كل تفاصيلها.

أولاً: من المفترض عدم التعاقد مع المدربين الأجانب لعدم القدرة على الدفع أولاً، ولأن العديد من المدربين الوطنيين لا يقلون مستوى عن المدربين المتعاقد معهم بدليل الأداء والمستوى والنتائج.

ثانياً: تعود بنا الذاكرة إلى المؤتمر الصحفي للجنة المؤقتة حيث استلمت المهام بديلاً عن اتحاد كرة القدم المستقيل وقالت: هناك أكثر من أربعة مليارات ليرة سورية هنا وهناك لا علاقة للفيفا بها، واستغربت اللجنة المؤقتة وقتها عدم تحصيل هذه المبالغ، وقد وعدت بتحصيلها بأقرب وقت، ورغم مضي أكثر من ثلاثة أشهر على استلام اللجنة المؤقتة لم نعد نسمع أي شيء عن هذه المبالغ، ولو تم تحصيلها لكانت تكفي لسد نفقات كرة القدم حيث ادعوا إفلاس الاتحاد.

من جهة أخرى فإننا نستغرب أن اتحاد كرة القدم فشل في كل عمليات التسويق، فلم يستطع تسويق المنتخب الوطني، فكل المنتخبات في العالم لديها شركات راعية إلا منتخبنا بقي بلا راع، مع العلم أن لدينا الكثير من الشركات سواء بالقطاع العام أم الخاص قادرة على رعاية المنتخب ولكن اتحاد الكرة إما أن هذا الموضوع بعيد عن اهتمامه أو إنه فشل بتحقيقه كما فشل بعقد رعاية الدوري الكروي وغيره من العقود الأخرى.

ويمكننا هنا المرور على ملف المغتربين الذي نال حيزاً كبيراً من الاهتمام والدعم من دون أن يكون له أي جدوى، لأن الغاية كما تبين للجميع وبوضوح هي تسويقية، فكل الذين عملوا في هذه المهام كانت غايتهم تسويق لاعبين مجهولي الهوية والنادي من أجل منافع شخصية بحتة مثلما يتم الآن وتم سابقاً تسويق لاعبين محليين بمختلف المنتخبات وخصوصاً الرجال والأولمبي، هم استفادوا وكرتنا خسرت الكثير من السمعة والمال والوقت.

أخيراً

هذا غيض من فيض وهناك الكثير من الوقائع التي يمكننا استعراضها حول كرة القدم وسوء الإدارة، وقد أوصلننا هذا العمل السيئ الذي ارتقى إلى مرتبة الفساد إلى أدنى الدرجات الكروية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

والمصيبة أن الفساد يتنامى يوماً بعد يوم والمصيبة الأكبر أن مكافحة الفساد مغيبة عن الرياضة، فكل شخص يخطئ لا تطوله يد المحاسبة أبداً، وكأن القائمين على الرياضة راضون بما يحدث.

لن تتطور رياضتنا بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص إن لم تتم محاسبة الفاسدين ليس في اتحاد كرة القدم فقط بل في كل مؤسسات الاتحاد الرياضي العام.

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حسام حسن يشكو محمد صلاح لوزير الرياضة

يبدو أن العلاقة بين الدولي المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، وحسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، ما زال فيها بعض الرواسب بين الطرفين، رغم ...