بقلم:عدنان عزام -باريس
ظلت فلسطين، منذ ما يزيد عن 100 يوم، ضحية الجنون الإجرامي للحكومة الإسرائيلية التي تتبنى بشكل كامل رغبتها في القضاء على الشعب الفلسطيني.
فبعد 75 عاماً من الفصل العنصري والاستيطان في فلسطين، و17 عاماً من الحصار على غزة، بلغت الحكومة الإسرائيلية اليوم ذروة همجيتها على مرأىً ومسمع من العالم أجمع.
نرفض أن تكون أحداث السابع من أكتوبر، التاريخ الذي دفع فيه الإسرائيليون إحدى نتائج هذا النظام الاستيطاني، ذريعةً لإبادة الشعب الفلسطيني..قتلت القوات المسلحة الإسرائيلية حتى الآن أكثر من 30 ألف شخصاً، من بينهم 10.300 طفل و7.100 امرأة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، كما لا يزال ما يُقدّر بنحو 7.200 شخص تحت الأنقاض. ومنذ الثامن من أكتوبر، اختُطِف أكثر من 8.800 فلسطيني، من بينهم 3.550 سجينًا إداريًا. وهذا العدد لا يتضمّن أعداداً مجهولة من السجناء الفلسطينيين في غزة يقبعون في مراكز التعذيب الإسرائيلية.
وبالرغم من الانتهاكات المتعددة للقانون الإنساني الدولي، دعّمت الحكومات الأوروبية تاريخياً تصرفات الحكومة الإسرائيلية. واليوم أيضاً تتنافى هذه المجازر الجديدة مع بنود اتفاقية جنيف وقرارات الأمم المتحدة، بتواطؤ متجدّد من الدول الأوروبية.
في ضوء ماتقدم فإننا معاً نطالب بـ :
● وقف فوريّ ودائم لإطلاق النار في غزة
● إنهاء الاحتلال، والاستيطان، والفصل العنصري، ونؤكد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم
● وضع حد للاغتيالات والاعتقالات التعسفية في فلسطين المحتلة
● حماية الشعب الفلسطيني
● إتاحة الاغاثة العاجلة ضمن حالة طوارئ إنسانية غير مقيدة تتناسب مع الاحتياجات في عين المكان
● عقوبات سياسية واقتصادية تجاه الحكومة الإسرائيلية
ونطالب الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه باتخاذ إجراءاتٍ فعالة من خلال الوقف الفوريّ لجميع أشكال التعاون العسكري والأمني مع دولة إسرائيل، وفرض عقوبات عليها، بما في ذلك تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال الإسرائيلية. كما نطلب من السلطات أن تنضمّ إلى الدعوى التي رفعتْها جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية.
إنّ مسيرتنا هي صوت التضامن الذي يُدين الإبادة الجماعية في غزة وانتهاكاتِ أبسط حقوق الفلسطينيين.
وبتوجُّهنا إلى كل محبّي العدالة والحرية، فإنّنا نستنكر :
● جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، المرتكَبة بحق الفلسطينيين على أراضيهم.
● النظر إلى القانون والتعاطف وفق معايير غير متماثلة.
● تنامي كراهية الأجانب، والعنصرية، والإسلاموفوبيا بشكل متحرّر في الخطابات السياسية والإعلامية ؛
● استغلال مكافحة معاداة السامية، بهدف إسكات أي اعتراض على سياسة الحكومة الإسرائيلية.
إلى كلّ من يُدينون التطهير العرقي في فلسطين، والإبادة الجماعية في غزة، والجرائم في الضفة الغربية، وقمع فلسطينيي الـ 48 : هلمّوا معنا لنسلُكَ مسار الطريق إلى بروكسل لإدانة الفظائع التي تحدُث أمام أعيننا !
فللشعب الفلسطيني الحق في العيش بسلام على أرضه !
أوقفوا تواطؤ الولايات المتحدة وأوروبا !
كل هذه المطالب كانت ستظل حبرا على ورق لو انها جاءت قبل السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣ لكنها اليوم تترك صدى كبيرا ، إذ أننا نشهد الاف الأشخاص يحضرون إلى ساحة الجمهورية لوداع المشاءين ، رجال و نساء من كل الاعراق
سكان باريس ايصا يفتحون نوافذهم لتحية المسير و يرفعون شارة النصر لفلسطين مما يجعل ريم الأنصاري و نهى رشماوي تذرفان دموع الفرح
لن يظل الغرب بعد السابع من تشرين كما كان قبله
تغيرات كبيرة سنشهدها في المستقبل القريب
وحدهم بعض حكام العرب ما يزالوا مسكونين بالخوف و التبعية للغرب
*رئيس المنظمة العالمية لدعم سيادة الشعوب
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز )