بعض ضعاف النفوس من التجار الذين اعتادوا على ترصيد أموالهم وتنميتها من خلال قواعد التلاعب واللف والدوران غشاً وجشعاً وطمعاً بلا حدود، سوف يستمرون – على الأرجح – متمسكين بهذا النهج الذي يجلب لهم الكثير من الأموال، وربما لم يعد يهمهم أمام إغراءاتها إن كانت أموالاً قذرة سوداء أو أموالاً يُجمعُ المجتمع بمساندةٍ قانونية على أنها أموال حرام، فلا بدّ من مجابهتها وردع أصحابها كي يقتنعوا ويكتفوا بالأموال الحلال والوفيرة أصلاً التي تجلبها لهم التجارة السليمة والشريفة.
ضعاف النفوس هؤلاء قد يبحثون ولو تحت الأرض عن منافذ وثغرات ينفذون من خلالها إلى ميادين عملهم التي اعتادوا على اتساخها، واتساخهم بها، وربما يجدون صعوبة كبرى بأن يقتنعوا بضرورة وأهمية الابتعاد عن هذه الميادين والاتجاه نحو الميادين الأخرى النظيفة التي تعبّر عن السلوك التجاري الحضاري الذي يبقى مرغوباً من البائع والشاري، دون أن تتعدى مصلحة أي طرف على مصلحة الطرف الآخر .
في الحقيقة أصحاب النفوس الضعيفة من التجار، هم يدركون – أكثر من أي طرف آخر – حجم المخاطر التي باتت تُحدق بهم فيما لو لم يتراجعوا من تلقاء نفسهم ويهتدون إلى الصواب، لأن المرسوم التشريعي رقم ( 8 ) لعام 2021 م الذي بات معروفاً أنه يتضمن القانون الجديد لحماية المستهلك، لن يرحمهم هذه المرة، سنوات من السجن تصل إلى سبع سنوات .. وأموال طائلة من الغرامات، يعني ( خربان بيت ) لقاء ماذا ..؟! لقاء أرباح قذرة يمكن لأي تاجر عاقل أن يدرك تماماً أنه قادر على تحقيقها بالطرق الصحيحة والسليمة.
ما نأمله من التجار الضعاف في نفوسهم أن يُقلعوا عن ذلك بعيداً عن المجازفات، وأن ينحازوا باتجاه ( قوة النفس ) والركون إلى شرفها والتمتع بإنسانيتها، بعيداً عن تلك الوحشية التي لا تهتم بمصالح الناس الذين هم مصدر رزقهم أصلاً، والأخطر أنها لا تهتم بصحتهم عندما يتحولون إلى مجرمين ويُقدمون على الغش والتلاعب والمضي في المخالفات، فيعرضون الآخرين للمخاطر التي قد تصل حدود التسمم والقتل .. !.
على كلّ حال مع إعمال القانون الجديد وتفعيله بعد صدور تعليماته التنفيذية، ثقوا تماماً أن كلّ الثغرات التي تُمررون من خلالها مخالفاتكم اليوم بشكلٍ أو بآخر ستكون مُغلقة، وأي محاولة للاختراق لن تلوموا بها إلا أنفسكم، وما مناقشة السيد رئيس الجمهورية يوم أمس مع رئيس الحكومة والأطراف الوزارية المعنية بتطبيق القانون بشكل فعّال ومن دون أي قصور، وبما يضمن تكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، إلاّ تحذير من العيار الثقيل وصافرة إنذار إيذاناً بوضع حدٍّ نهائي لفلتان الأسواق وضبطها بما ينعكس بالفائدة الحقيقية على حياة الناس، فاحذروا أيها المخالفون .. وكفى عبثاً وجنوناً .. اصغوا إلى العقل وأنتم طلقاء بالتي هي أحسن، قبل أن تصغوا عنوةً وأنتم وراء القضبان.
(سيرياهوم نيوز-الثورة١٩-٤-٢٠٢١)