*ديب علي حسن
قد يكون أكثر من مناسب أن نعكس المثل الشعبي القائل: كلام الليل يمحوه النهار، ليصبح كلام النهار يمحوه الليل، حين مقاربة ما يجري على أرض الواقع من جنون ارتفاع لكل شيء، من الخضرة إلى الفاكهة التي صرنا في الكثير من الأحيان نرمقها بطرف العين، ونغير طريقنا إذا ما كنا نصطحب أطفالنا حتى لايروا ما لاطاقة لنا به. المسألة ليست أكلافاً حقيقية في الإنتاج بمقدار ما هي أمور أخرى، فمن يصدق أن كيلو البندورة وصل إلى أكثر من ألف ليرة ليعود إلى حدود الـ600 ليرة والتفاح الذي نراه اليوم وقد عرض بكميات كبيرة، يحافظ على سعر مقبول جداً، وكذلك الحمضيات التي سعرتها الحكومة بما لايصل إلى 500 ليرة، بينما في السوق فوق الـ1000 ليرة . وقصة الموز وحدها كفيلة بفتح أكثر من سؤال: لماذا باعته السورية للتجارة من فترة بـ10000 ليرة، واليوم بـ4000 ليرة ؟. أسئلة كثيرة.. ثمة من يقول: إذا كانت الجهات الحكومية تعمل كل فترة على رفع الأسعار من دون سبب وجيه، فلماذا لايرفع التاجر؟ ما الذي يجعل وزارة التموين وحماية المستهلك تصدر نشرة أسعار أعلى من تلك الموجودة في السوق؟. ولماذا ارتفع سعر الحليب والأجبان مباشرة حين صرحت الوزارة أنها سوف تعمل على ضبطه وخفضه؟. تبدو الأسئلة كبيرة وملحة، ولعل آخر ما يجب أن تقف عنده ما حصل من رفع لسعر أسطوانة الغاز الذي سينعكس أثرها على كل شيء. ثم لنكن واضحين أكثر، ألم يصبح العبء كبيراً جداً جداً على المواطن الذي أرهقته سياسات اقتصادية لا تعرف إلا رفع الأسعار؟. من أكثر من سبع سنوات، ونحن نسمع نغمة أن عجلة الإنتاج قد دارت، إن الغد أفضل، إن الحكومة تفعل وتقدم، لابأس، تتعثر بعض الخطط، ولكن ليس كلها، نعرف ظروف الحصار ونقدر ذلك، ولكن يمكن فعل الكثير لتجاوز بعض آثاره ..لابد من خطوات فعلية حقيقية تكسر حلقة اليأس الذي يبدو أنه وجبات متتابعة تقدم لنا من قبل الجهات الحكومية، مشفوعة بكلام لايسر أحداً، بل يحسب على من يطلقه، ضاقت الدائرة كثيراً وتعبنا، وحان للمؤسسات الرقابية أن تقول كلمتها، وأن يكون الجميع أمام السؤال: لماذا يحدث هذا
(سيرياهوم نيوز-الثورة3-11-2021)