كلمات وجدانية سريعة من سوري الى الوزارة اللبنانية الجديدة

د.جورج جبور

ابدا بالتهنئة. هي وزارة لبنان والحمد لله. من الجميل انها تضم كل مقومات لبنان.

وهي برئاسة الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية ، د. نواف سلام . بحكم منصبه له احترام كبير. وبفعل ما نطقت به المحكمة من حق بشأن غزة ، له احترام عربي واسلامي ودولي مضاعف.

ومن جميل الصدف ان اسمي اقترن باسمه وباسماء أخرى متميزة علميا في ندوة عن الديموقراطية دعا اليها د. عاطف عطية. كان ذلك قبل عقد من السنبن واكثر. ومن الجميل أن أعمال الندوة نشرت كتابا . وان اقتراحا لي،في الاسطر الأخيرة من بحثي، ما يزال صالحا للتطبيق، ومفيدا في ما يصاغ الان من دساتير في الدول العربية

وفي الوزارة صديق ربما تعود معرفتي به الى اواخر السبعينات. التقيت به مرات لعل اخرها كانت في المؤتمر الاورثوذوكسي في البلمند بدعوة من صاحب الغبطة. هو مؤلف جاد أعود إلى كتبه بين وقت واخر. انه الدكتور طارق متري، نائب الرئيس. هو ثروة معرفية واخلاقية.
سعدت بالخبر مع أول اسمين. ثم كان عليّ أن اصل الى اسم وزير الثقافة، د. غسان سلامة. معا نحن في عداد مؤسسي الجمعية العربية للعلوم السياسية. اين هي الان يا د. غسان؟ ثم انك رتبت مؤتمرا في طرابلس الفيحاء ذات يوم، طالبت فيه باحداث الجمعية العربية للدراسات الدستورية. لو فعلنا يا صديقي، إذن لكان بامكاننا ، ربما ، ان نخفف ولو قليلاً من سفك دماء اريقت بذرائع دستورية . واخيرا اسالك. ذات يوم قال لي دي ميلو، المفوض السامي لحقوق الانسان، انه استشارك في موضوع ” حلف الفضول”، وامكانية الإشارة اليه في بيان المفوضية السامية بمناسبة يوم حقوق الانسان. قال انك افتيت بالموافقة على وجهة نظري. قال لي ذلك وهو في طريقه الى مصرعه. هل حقا استشارك وأنت احد الغسانين اللذين استشارهما. زميلك المستشار د. غسان ارناؤوط، هل تعرفه؟ هل ما زال معنا في هذه الفانية؟
اتابع قراءة الأسماء. يبدو لي انهم جميعا من مواليد السبعينات وما بعد. في عام 1976 جرى اعتمادي وزيرا اما للسياحة او للتخطيط. طالبت بوزارة الثقافة. قيل لي : هي ليست لمسيحي. اما ان تخطط او تسوح. سحت الى القاهرة استاذا ورئيسا لقسم السياسة في معهد ساطع الحصري، اي معهد الدراسات العربية العليا في القاهرة، وهو جهاز ضمن اطار جامعة الدول العربية.
اتى بنا الى هذه ” التحويلة” الحديث عن اعمار الوزراء. فلنعد الى قراءة اسماء الوزراء
اقف عند الوزيرة التي خلفت وزيرا صديقا جمعني به “الفريق العربي للحوار الاسلامي– المسيحي” ، اقصد به القاضي عباس الحلبي وزير التربية والتعليم . هو الوزير اللبناني الوحيد الذي حادثته هاتفيا من دمشق ومن بيروت من أجل امر حق لي ولسورية , وكان متفهما في وقت لم يكن فيه الوزير السوري المختص متفهما. بمناسبة التهنية بالوزارة الجديدة ، أضع امام الوزيرة الاستاذة ريما كرامي ما توصلت اليه بعد رأي اللحنة الوطنية السورية لليونسكو . مؤداه: اطلق جورج جبور من جامعة حلب يوم 15 اذار 2006 فكرة احداث يوم للغة العربية. تابع الأمر. أنتجت الفكرة يوما عالميا. منذ كانون الأول 2023 تخاطب سورية اليونسكو لكي تعلن المنظمة الدولية للعالم ان من سورية انطلقت الفكرة. أقول للسيدة الوزيرة الجديدة ما كنت اقوله للسيد الوزير الحلبي: للبنان في اليونسكو كلمة اكثر اسماعا مما لسورية. فلتكن من لبنان كلمة تنصف سوريا عجزت دولته عن القيام بواجبها على النحو المطلوب.
بدأت بالتهنئة وانتهيت بالمطالبة. قد يصح القول انني مختبر في العملية الديموقراطية.

الا ان كلمة الختام الطبيعية انما هي التاكيد على رجاء النجاح للوزارة الجديدة وللبنان بجميع مقوماته، وللحق، للحق الذي أعطى عاصمة لبنان صفة عرفت بها وهي انها ام الشرائع.

دمشق، الثامنة مساء السبت 8 شباط 2025.

ا. د. جورج جبور
رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي، الرئيس المؤسس للرابطة السورية للامم المتحدة وسابفا خبير لدى مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة. والمقال يمثّل رأيه الشخصي.

(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)