(كمطر ملون أو أكثر) رواية جديدة للأديب سمير أبو غازي، جاءت بأسلوب عاطفي ودلالي لترصد من خلال الرموز والإيحاءات والأسماء الأساليب التي استخدمها الأمريكيون وأعوانهم في العراق من غدر وتنكيل وبطش وخيانات وعبث وتخريب للأراضي والمنشآت.
رواية أبو غازي تجمع بين العمل الروائي والسرد التاريخي وتوثيق المذكرات لحقبة زمنية، عاث بها الأمريكيون في العراق ولبنان وبعض الأراضي السورية والوطن العربي سواء أكان بأيديهم أم بأيدي أعوانهم، لجعل هذه المنطقة العربية غير قادرة على حماية أراضيها وخيراتها وممتلكاتها.
وفي الرواية يعكس أبو غازي ألم بعض الجنود الأمريكيين وعدم قناعتهم بما تقوم به دولتهم، مستشهداً بقول الجندي الأمريكي جيفري على أرض العراق.. نحن نحارب لأننا ببساطة وجدنا على هذه الأرض فجأة لماذا لا نعرف.. ؟! حملونا شعارات زائفة.. نحن مثل أغنام تساق إلى المسلخ، لافتاً إلى أن من يرفض ما يطلب منه يقتل فوراً.
وأضاف الأديب أبو غازي: إن كل أسماء الأبطال لا تقدم شيئا ما دامت القدرات ضعيفة في بلادهم، وإن للأمريكيين عيونهم على سواد العراق وتخريبها، هذا ما جاء على لسان واحد من شخوص الرواية، وهو خطيب مريانا مما تسبب في قتله على يد الأمريكيين.
وصورت الرواية كل أنواع التعذيب والخطف على يد الأمريكيين وأعوانهم بالأسلوب الهمجي الذي يدل على الحقد والغدر وانعدام العدالة، إضافة إلى المحاكم الإرهابية التي كانت تلاحق الأبرياء وتسعى إلى إعدامهم.
كما جاء في الرواية وصف للسلوكيات الأخلاقية السيئة من الضباط الأمريكيين واختيارهم النساء الجميلات اللواتي تورطن بالعمالة وإقناعهن أن ما يحصل نوع من الجهاد وتشويه للقيم العربية وتدمير بيوت الرجال المقاومين كبيت خالد أحد أبطال الرواية، وعدم مراعاة قتل الأطفال وإبادتهم من خلال القصف والتدمير.
وعبر الروائي أبو غازي عن الانعكاس السيئ في نفوس الأدباء والشعراء لاحتلال جنوب لبنان وانتحار الشاعر خليل حاوي متأثرا بالصدمة وما كتبه الأديب عبد السلام العجيلي عما حدث في الفترة ذاتها وغيره من الأدباء والشعراء.
ويشير الأديب أبو غازي في روايته إلى دور الصهيونية وما تخطط له مما حدث في العالم كان كبيراً مثل سقوط البرجين الماليين في أمريكا، ورسم خارطة جديدة للعالم بسبب ذلك والمذبحة اليهودية وأغلب الاجتياحات والتحركات الأمريكية في العالم.
ويبين الروائي رفض الأبناء والمجتمع العراقي لكل ما يقوم به المتخاذلون من مساعدات للاحتلال الأمريكي ومشاريعه، كما جاء في قول أحد شخوص الرواية أسعد لأبيه إثر أحداث البصرة والفالوجة، إنك يا أبي لا تعرف من تقتل ومن تقاتل.
ويسقط الروائي تاريخ البطولات العربية في مواجهة الاحتلال في العصر القديم كما فعل خالد ابن الوليد في فك الحصارات عن العرب، مبيناً خطورة الاعتقالات والخطف والسجن على يد الأمريكيين وأعوانهم.
وربط أبو غازي ما حدث في العراق بما حدث في بعض الأراضي السورية وصولاً إلى البطولات التي ظهرت في مواجهة الإرهابيين دالا على ذلك بقاسيون وساحة سعد الله الجابري وما حدث في تدمر من خلال ما قامت به (داعش) من تخريب للآثار والعلامات التاريخية العريقة.
الرواية الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب وتقع في 112 صفحة من القطع المتوسط أحاطت بأسلوب فني محكم بأغلب ما دار على الأراضي العراقية خلال الاحتلال الأمريكي لتكون من أهم الروايات التي أرخت لجرائم الاحتلال.
سيرياهوم نيوز 1-سانا