آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » كم لا يشبهون أنفسهم..!

كم لا يشبهون أنفسهم..!

 

 

سمير حماد

 

كم لا يشبهون انفسهم ….عبارة شارل ديغول الشهيرة وهو يصف شعبه الذي تتعدد امزجة افراده , الذين تبلورت شخصيتهم ونال كل منهم من الحرية , ما يسمح له ان يختار غير عابئ بما يقوله الاخرون …

في الوقت الذي لاتكفي كلمة تخلّف لتوصيف مجتمعاتنا التي يذوب فيها الفرد في القبيلة او الحزب او اي تنظيم سياسي او اجتماعي , حيث يتشابه الناس كالبيض او قطع الغيار , لان القطعنة حولتهم الى ارقام , وبقدر مايشبهون بعضهم في النهار , نجد ان لكل منهم ليله الخاص, ولهم لغة واحدة فيما بينهم ومع الاخرين , لكن لكل منهم لغته الخاصة الصامتة مع نفسه ….

واذا كان من الصعب ادراج الناس في خانة واحدة , في الغرب , لكنهم بسهولة في بلادنا , يجمعهم الطبل وتفرقهم العصا … لأن الفرد مجرد رقم او استمارة احوال مدنية كما وصفه الكاتب التشيكي كونديرا

فالاعراف والتقاليد تتفوق على القوانين حيث يجد الفرد نفسه مهددا بالنبذ والاقصاء ان اختلف مع الجماعة وجاهر باختلافه ….تماما كما كانت القبيلة تطرد الجمل الاجرب حتى لايصيب القافلة بالعدوى …وكلما اشتدت وتيرة القطعنة كان الفرد مطالبا اكثر بالامتثال ….

ان منسوب التمدن الان بات يقاس بمدى امتلاك الفرد لحريته , شرط ان تتوقف عند حدود حريات الاخرين …واي غياب لهذه الحرية يصبح الكلام عن الابداع والتقدم ثرثرة عقيمة ..لان الابداع , من شروطه , التفرد والاختلاف …وان غاب هذا , كان الناس , مبدعين وغير مبدعين , نسخا كربونية عن بعضهم بعضا ….لا اكثر..

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...