كنيسة القديسين سيرجيوس وباخوس في بصرى نموذج معماري لكنائس العالم

تعتبر كنيسة القديسين سيرجيوس وباخوس في بصرى الشام أقدم بناء كنسي مسقوف في العالم، وتقع شمال الباب النبطي وجنوب دير الراهب بحيرا.

الكنيسة أنشئت سنة 407 بتقويم بصرى للعام 512 للميلاد في عهد رئيس أساقفة بصرى وحوران جوليانوس، المعروف باستقامته وشجاعته.

وللحديث عن تاريخ هذه الكنيسة، أوضح الدكتور في علم الآثار أنس المقداد أن المديرية العامة للآثار والمتاحف قامت بالتعاون مع البعثة الإيطالية من جامعة رافينا بإزالة البيوت المحدثة بجانبها لإظهار هيكلها ورفع الأعمدة وسطها، وذلك لإبراز الجوانب المخفية فيها من فن معماري وزخارف.

وبين أنها تشبه في طرازها المعماري كنائس مارتيريوس ذات الشكل الهندسي المستدير، وقد بنيت على طرازها في أفاميا وسلوقية والرصافة، والكاتدرائية البيزنطية في حلب، المشادة للسيدة العذراء، وكنيسة جاورجيوس بإزرع عام 515 للميلاد ويوحنا المعمدان في جرش عام 531 للميلاد.

وفي عام 527 ميلادي بنى الإمبراطور جوستنيان أيا صوفيا في القسطنطينية (إسطنبول) ورافينا في إيطاليا على طراز كاتدرائية بصرى بعدما تجنب المهندسون الأخطاء المعمارية في كنيسة بصرى.

ولفت إلى أن لكنيسة القديسين سيرجيوس وباخوس 3 أبواب في كل جهة مع نوافذ الإنارة، وهي مكسوة بالرخام من الداخل والرسوم الزيتية (الفريسك) التي ما زال بعضها قائماً إلى الآن، وفي هيكلها صورة للسيدة العذراء ويداها ممتدتان تحيط بها الملائكة.

وأضاف المقداد: “إن الحفريات التي تمت بداخلها أظهرت أرضية من الفسيفساء مزينة برسوم هندسية فريدة، أما واجهتها الغربية فمزينة رائعة وجميلة بأقواسها وأعمدتها وزخارفها” لافتاً إلى أن القسم الأكبر منها ظل قائماً حتى القرن التاسع عشر، وقام الفنان (ديوغييه) برسمها عام 1865، وتمتد بشكل مستطيل بعرض 9 أمتار ونيف وطول 26 متراً.

يشار إلى أن المديرية العامة للآثار والمتاحف عملت على ترميمها والكشف عنها وإزالة الأبنية الحديثة عنها وإظهار جمالها عام 1970م.

سيرياهوم نيوز 4_سانا