*بقلم معد عيسى
تتفاقم أزمة الطاقة في سورية عاماً بعد آخر، ولن يكون هناك أي انفراج طالما لم تتغير عقلية التفكير تجاه هذا القطاع، 95 بالمئة من نفطنا يوجد في المنطقة الشرقية وطالما الواقع الميداني لم يتغير فسيبقى الأمر هكذا وسيزداد سوءاً بازدياد الطلب على الطاقة، ولكن هل يعني ذلك أن نبقى متفرجين نلعن الظلام من دون أن نلتفت إلى ما لدينا من خيارات أخرى متاحة وأقل تكلفة وأكثر أماناً؟.
لدينا عدد من مجموعات توليد الكهرباء الغازية متوقفة لعدم توافر الغاز ولكن ما زلنا نبني مجموعات غازية جديدة ونحن نعلم باستحالة إضافة كميات جديدة من الغاز مع الواقع الحالي للميدان السوري ووضع آليات وتجهيزات وتقنيات الاستكشاف والحفر والتنقيب.
خيارات تجاوز أزمة الطاقة في سورية واضحة ولا تحتاج إلى شرح وتفصيل وإقناع، وإنما تحتاج لعقول منفتحة وإرادة وشجاعة وتخلي عن المصالح الضيقة، الخيارات هي في التوجه لبناء محطات توليد تعمل على السجيل الزيتي الذي نملك منه احتياطات كبيرة تكفي لعشرات السنين وبنفس المبالغ التي نخصصها لبناء مجموعات التوليد الغازية والفرق أن وقود هذه المحطات متوفر مجاناً ولسنوات طويلة وبين أيدينا، الخيار الآخر لحل مشكلة الطاقة يتمثل في الاعتماد على الطاقات المتجددة (شمسية ـ ريحية) فسورية بلد الشمس ولديها مساحات كبيرة من البادية والصحراء غير الصالحة لأي نشاط آخر ولكنها الأكثر ملاءمة لإنتاج الطاقة على مستوع العالم.
الرهان على الزمن، وتجاهل الواقع سيجعل من أزمة الكهرباء تمتد لسنوات طويلة بكل انعكاساتها على القطاعات الخدمية والإنتاجية، ولكن التعاطي مع الواقع سيخرجنا من ظلام وظلم لحق بنا لسنوات طويلة نتيجة تغليب المصالح الضيقة على المصلحة الوطنية والركون إلى الاتهامات والرمي على الآخر لتغطية سياسة العجز والمصالح الضيقة.
إذا بدأنا اليوم بالطاقات المتجددة التي أصبحت أقل كلفة من الطاقات المُنتجة من النفط والغاز بسبب زيادة الاستطاعات وتطور سبل تخزين الطاقة المُنتجة فإن الواقع سيتغير خلال أشهر وسيتحسن بشكل ملموس بعد عامين إذ بدأنا اليوم بتركيب مجموعات توليد عاملة على السجيل الزيتي وغير ذلك من الخطط والتصريحات والتبريرات ما هو إلا تأجيل لانهيار قطاع الطاقة بوقت لن تنفع معه أي من الخيارات.
(سيرياهوم نيوز-الثورة 11-1-2021)