وائل علي
لا تزال مدينة طرطوس، منذ ما يقرب من النصف قرن، على قائمة انتظار إنجاز مشروع صرفها الصحي الذي أنفق على بنيته التحتية، وتجهزاته الكهربائية والميكانيكية، مئات الملايين بأسعار تلك الأيام، قبل أن ينام، ويدخل في “كوما” لم يستفق منها لتاريخه، والحجج.. حدث ولا حرج…!
الغريب أن تعثر مشاريع الصرف الصحي لا يقتصر ولا يتوقف على مشروع مدينة طرطوس وحسب، بل يطال كل مشاريع المحافظة في صافيتا لحماية بحيرة سد الباسل، والشيخ بدر لحماية بحيرة سد الصوراني المخصصة لمياه الشرب، والدريكيش لحماية بحيرة سد الدريكيش.. إلخ، ما أبقى على هذه المحافظة، السياحية بامتياز، ومياه أنهارها وينابيعها وسواقيها ومياهها الجوفية وبحرها عرضة للتلوث بمخلفات الصرف الصحي، كل لحظة، لأنها لم تتمكن من إنجاز أي مشروع للصرف الصحي طوال هذه العقود، إذا استثنينا مشروع معالجة محطة تعنيتا اليتيم..!!
اللافت أن مدينة طرطوس أنجزت محطات الضخ الثلاث على نهر الغمقة الغربية وحي الفقاسة، اللتين تم ربطهما بمحطة ضخ مشوار التي أكل الصدأ والإهمال تجهيزاتها العملاقة قبل أن تشرع بعمليات الضخ، عبر المفرغات، باتجاه موقع محطة المعالجة عند مصب ما يعرف بنهر الحصين، شمال طرطوس، والتي لم تتجاوز نسب الإنجاز فيها بعض الأعمال البيتونية والتسويات الترابية الأرضية…!
اللافت أن مشروعا سياحيا تعاونيا رائداً، كمشروع الرمال الذهبية الشهير، نجح منذ أربعين عاما في إنجاز محطة بيئية طبيعية لمعالجة مخلفات صرفه الصحي ذاتيا، لحماية رواده وشاطئه من مشكلة تنغص وتؤرق حتى الآن حياة سكان محافظة “بقدها وقديدها”، علما أن لدينا شركة أحدثت خصيصا لهذه الغاية، ولدينا وزارة للإدارة المحلية والبيئة، وأخرى للأشغال العامة، وثالثة للموارد المائية، ولدينا مجالس للإدارة المحلية للمدن والبلدات ومحافظة.. وكلها عجزت عن طي وريقات وصفحات هذا الملف الذي فاحت روائحه حتى أزكمت الأنوف، وبات أحد أخطر المصادر التي تهدد البشر والشجر والحجر والجمال…!
(سيرياهوم نيوز١-البعث)