آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » “كومسومولسكايا برافدا”: أولوية زيلينسكي التخلص من المنافسين

“كومسومولسكايا برافدا”: أولوية زيلينسكي التخلص من المنافسين

ن

إن الهجوم الحالي على بوروشينكو، يفتح نعشه ببساطة. ويأتي ذلك على خلفية انخفاض شعبية زيلينسكي بسبب الخسائر الكبيرة للقوات المسلحة الأوكرانية.

تحت عنوان “أوكرانيا خانت رئيسها“، يكتب المحلل السياسي ألكسندر غريشين في صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” المسكوفية، عن صراع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل البقاء، ومحاولاته التخلص من المنافسين، وعلى ما يبدو، فإن الضحية التالية ستكون شخصاً من القيادة العليا للقوات المسلحة الأوكرانية.

وفيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:

ها هي السحب السود تتجمع حول شخصية رئيس أوكرانيا السابق بيترو بوروشينكو. ألم يسعَ بكل جهده لخدمة “الباندريين” (القوميين الأوكرانيين – نسبة إلى ستيبان بانديرا)، ألم يرضهم بكل الطرق الممكنة؟ كان قد أنذر أبناء الدونباس، من على المنابر الدولية، بأنهم سيلازمون الملاجئ تحت الأرض، ملوحين بجوازات السفر الروسية، مستخدمينها كمراوح يدوية. وبعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة غدا دائم التجوال بين الدول الأوروبية كوسيط يشتري شتى السلع الجيدة ليرسلها إلى القوات المسلحة الأوكرانية. لكن، مع ذلك تبيّن أنه في خانة الاتهام.

وزير الأمن القومي والدفاع أوليكسي دانيلوف، الذي اكتسب شهرة في أوكرانيا أولاً كطبيب بيطري يبيع “كلاباً مزيفة” (غير نقيّة السلالة)، ثم كشقيق مجرم من الطبقة المتوسطة، قدم مؤخراً تلميحاً حول بيترو بوروشينكو، قال فيه إنه “عميل بوتين” و “يد الكرملين”، وأنه يهدد أوكرانيا. لم يسمّه بالمباشر، لكنّه لمّح إليه كمتورط في “قضيّة شراء الفحم من جمهورتي الدونباس” (جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين) للالتفاف على العقوبات المفروضة على الاتحاد الروسي. وفهم الجميع أن الكلام موجه إلى بيترو بوروشينكو، فهو من قام بتلك الصفقات.

لكن ذلك ليس أكثر من نصف المشكلة. فالمشكلة تكمن في أن “ابنة” بوروشينكو نبذته. بذل جهوده في اسطنبول حيث بطريرك القسطنطينية، والتقى ديميتريوس أرشوندونيس، الضابط التركي المتقاعد من أصل يوناني، المعروف باسم بارثولوميو (فارفولومي). ويقال إنه وجد السبل الملائمة وذلل العقبات حتى يتمكن بارثولوميو من إصدار قراره. وتكللت جهوده بالنجاح. فأنجب بوروشينكو وبارثولوميو معاً “الكنيسة الأوكرانية” المنشقة، أو كما يطلق عليها “كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية”.

وها هي الكنيسة تتخلى عن أبيها ومبتكرها. يقول رئيس هذه الكنيسة أبيفانيوس: “يحاولون تشويه سمعة كنيستنا بفرض لافتة كنيسة بيترو بوروشينكو عليها. وبالطريقة نفسها، حاولوا في وقت ما تقديم بطريركية كييف على أنها كنيسة كرافتشوك، ومن المفترض أنها مشروع سياسي حزبي حصري يعمل فقط من أجل صورة شخص واحد”. وأضاف: “لا بيترو بوروشينكو ولا أي سياسي آخر، بغض النظر عما إذا كان يمثل السلطات أو المعارضة، يلعب أي دور حصري في حياة الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا. لا أحد السياسيين الأوكرانيين، أؤكد، يملك السيطرة على موقف الكنيسة وقراراتها”.

من بعض النواحي، بدا أبيفانيوس صادقاً في خطابه، نظراً لأن الكنيسة الأوكراني لا علاقة لها بأوكرانيا فعلاً، فهي خاضعة تماماً لبارثولوميو، الذي أحكمت سيطرتها عليه الأجهزة السرية في تركيا والولايات المتحدة. فهناك ما يكفي من المتلاعبين بالكنيسة ولا حاجة للسياسيين الأوكرانيين. لكن هل بهذه الطريقة تتخلى عن شخص انتشلك من حفرة وغسلك وأطعمك وجعلك رجلاً… أتخونه؟ لكنه أمر عادي بالنسبة إلى أبيفانيوس الذي بنى حياته العملية كلها على الخيانة. فقد خان الأرثوذكسية الحقيقية عبر الانشقاق أولاً، ثم خان البطريرك المنشق فيلاريت، الذي وعده كل من بوروشينكو وبارثولوميو بمنصب رئيس الكنسية الأرثوذكسية الأوكرانية، وها هو يخون بوروشينكو أخيراً.

إلا أن هذه القصة مجرد حلقة في مجموعة متشابكة من الخيانات، بدءاً من أبيفانيوس وانتهاءً بمصير بارثولوميو نفسه. لأن فيلاريت خان جامعة أوكلاهوما في وقت من الأوقات من خلال إنشاء كنيسته الزائفة الانشقاقية، كما أعلن بوروشينكو مؤخراً، الذي كان من أبناء الرعية المتحمسين المشاركين خدمات الكنيسة في جامعة أوكلاهوما الكنسية، أنه لا يعرف مثل هذه الكنيسة. وقد خان بارثولوميو شعبه بالذهاب للعمل كضابط في الجيش التركي، كونه يوناني الأصل. وبذلك نال صفة الخائن بين اليونانيين لبقية حياته.

إن الهجوم الحالي على بوروشينكو، يفتح نعشه ببساطة. ويأتي ذلك على خلفية انخفاض شعبية زيلينسكي بسبب الخسائر الكبيرة للقوات المسلحة الأوكرانية. وقد بات من الصعب إخفاء الخسائر الواقعة بشكل متزايد، ما حفّز منافسي زيلينسكي على رفع رؤوسهم. وإذا كان بوروشينكو الأول بينهم، فمن الأفضل إزاحته منذ البداية. وقد باتت هذه قضية مقدسة لدى زيلنسكي وفريقه.

استحق بوروشينكو ذلك بالكامل، غير مأسوف عليه فـ “بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم”. شيء آخر مثير للاهتمام، من سيكون الضحية التالية في هذا القطيع، ومن سيخونه بعد ذلك. على ما يبدو، الضحية التالية ستكون شخصاً من القيادة العليا للقوات المسلحة لأوكرانيا.

 

نقلها إلى العربية: عماد الدين رائف

 

سيرياهوم نيوز3 – الميادين

 

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هآرتس: هذه هي الأسئلة الثلاثة التي يخشاها نتنياهو

انتقد الكاتب الإسرائيلي عمير تيبون في مقال له في صحيفة “هآرتس” أول حوار أجراه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع وسيلة إعلام إسرائيلية، وقال إن القناة ...