كتب فيكتور بارانيتس، المراقب العسكري في صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية مقالاً يتناول فيه ادعاءات الصحافة البريطانية قيام روسيا بإرسال قطار نووي إلى أوكرانيا، ويحاول الرد على هذا الادعاء وتفنيده، وتداعياته على روسيا في حال أقدمت عليه.
فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:
ما هي حقيقة القطار النووي الروسي، الذي ادعت صحيفة “التايمز” البريطانية أن روسيا قد وجهته بالفعل نحو أوكرانيا، بعيد ضمّ روسيا الأقاليم الأربعة (دونيتسك، لوغانسك، زابوروجيه، خيرسون) إليها، إثر الاستفتاءات الأخيرة؟ وهل المقصود بهذا القطار نظام “مولوديتس” للصواريخ الباليستية المحمول على السكك الحديدية؟
اكتسبت صحيفة التايمز البريطانية “شهرة” منذ فترة طويلة باعتبارها محرضاً مناهضاً لروسيا، تنفذ الأوامر ذات الحساسية العالية المتلقاة من أجهزة المخابرات البريطانية. وها هي هذه المرة تتلقى دفعة جديدة: قد تختبر روسيا قريباً أسلحة نووية تكتيكية بالقرب من حدود أوكرانيا أو في البحر الأسود. علاوة على ذلك، فإن “قطار الفرقة النووية السرية يتجه بالفعل نحو أوكرانيا”. وبطبيعة الحال، لم توضح الصحيفة مصادر هذه المعلومات المتفجرة. حسناً، الآن دعونا نحاول فهم هذه الكذبة الغادرة.
أولًا، روسيا طرف في معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. تم تبني الوثيقة من قبل الأمم المتحدة في عام 1996 وصدقت عليها موسكو في العام نفسه. بموجبها، يحظر أي تفجير تجريبي للأسلحة النووية في الغلاف الجوي، في الفضاء، تحت الماء وفي أي بيئة أخرى، إذا تسبب مثل هذا الانفجار في تساقط إشعاعي خارج إقليم الدولة التي تجري مثل هذا التفجير.
وحده الشخص المجنون يمكنه تخيل أن روسيا، التي تخضع بالفعل لعقوبات شديدة من جميع الأطراف، ستقرر تحمل موجة جديدة من العقوبات.
ثانياً، لم يعد هناك “قطار نووي” في روسيا، وذلك منذ مدة طويلة. في السابق، كانت هناك أنظمة صواريخ قتالية محمولة على السكك الحديدية. لكن فُككت كلها في حقبتي حكم غورباتشوف ويلتسين. أما الصواريخ الضخمة العابرة للقارات فلها عربات خاصة تنقلها. يجب أن يكون المرء هاوياً ميؤوساً منه أو مستفزاً غبياً ليتحدث عن قطار كامل مزعوم، يُحمّله متخصصون روس بأسلحة نووية تكتيكية بحجم قذيفة مدفعية.
ثالثاً، ذروة الجنون هي اختبار أسلحة نووية تكتيكية “بالقرب من حدود أوكرانيا أو في البحر الأسود”. ما الذي تعنيه عبارة “بالقرب من الحدود مع أوكرانيا”، هل تعني على الأراضي الروسية، أم ماذا؟ فهكذا تفجيرات ستحدث دماراً كبيراً، من موت الناس والحيوانات، والحرائق، والإشعاعات، إضافة على البيئة الميتة لعدة عقود.
لماذا؟ عليك أن تكون مجنوناً (أو صحفياً في “التايمز”) للتحدث عن انفجار نووي في البحر الأسود. هذا بالفعل خطير بالنسبة إلى جميع دول البحر الأسود، والسفن العابرة فيه، وكذلك للبيئة. يمكن أن تسبب المياه الملوثة أمراضاً جماعية للبشر والأسماك. وفي الوقت نفسه، عقوبات جديدة على الاتحاد الروسي. يمكن لتركيا أن تحظر مرور سفننا في البحر الأسود عبر مضيقها. والأهم من ذلك، أن المنتجعات الروسية الرئيسية، في القرم وسوتشي، ستصبح غير صالحة للاستعمال. لماذا نحتاج إلى مثل هذه المغامرات؟
حسناً، الذي تسبب في كل قصص الرعب النووي هذه التي بدأ بها السياسيون الغربيون وجيوشهم الالكترونية ووسائل الإعلام، وربما يسلوّن أنفسهم بها بشدة. تشرح صحيفة “التايمز” نفسها: “بهذه الطريقة، يشير الكرملين إلى استعداده لتصعيد كبير ويشير إلى فرصة حقيقية لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، حيث تخسر روسيا الأرض في ساحة المعركة”. أجاب السكرتير الصحافي لرئيس الاتحاد الروسي، ديمتري بيسكوف، على هذا الهراء: “الكرملين لا ينوي المشاركة في تمارين الخطابة النووية. ومن الغريب أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قال في اليوم نفسه، إنه لا يرى أي إشارات على أن بوتين قرر استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا. وشكراً على ذلك”.
سيرياهوم نيوز3 – الأخبار