آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » كومن دريمز الأمريكي: العنصرية الإسرائيلية المناهضة للفلسطينيين تشكل مثالاً صارخاً على نزع الصفة الإنسانية عن الإنسان

كومن دريمز الأمريكي: العنصرية الإسرائيلية المناهضة للفلسطينيين تشكل مثالاً صارخاً على نزع الصفة الإنسانية عن الإنسان

نشر موقع “كومن دريمز” الأمريكي اليساري مقالا نشره أستاذ علم الاجتماع والباحث مايكل شوالبي والذي انتقد فيه الدعم الأمريكي لإسرائيل بأموال دافعي الضرائب.

حيث يقول الباحث شوالبي إنَّ مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين تذهب إلى بلد لا يُتهم بالعنصرية فحسب، بل إنه، كما يراه الكاتب، تأسس على أسس عنصرية، ولا يزال يمارس نظام الفصل العنصري، ويطلق قادته منذ عقود تصريحات علنية عنصرية بلا خجل.

ويقول إنَّ العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تُشكِّل مثالاً صارخاً على نزع الصفة الإنسانية التي “تنطوي عليها العنصرية والوحشية القاتلة”.

ووفق الكاتب، فإنَّ العنصرية الإسرائيلية كانت واضحة للعيان في نظر العالم، بدءاً من أعلى مستويات الحكومة إلى وحدات الجيش الميدانية، مبيناً أن هذه التعبيرات عن العنصرية الضارية كانت محل اهتمام محكمة العدل الدولية، التي اعتبرتها دليلاً على نية الإبادة الجماعية، ولكنها لم تكن ذات أهمية بالنسبة للسياسيين الأمريكيين، إلا ربما باعتبارها أمثلة على سوء التصور.

ويُضيف شوالبي بأن أنصار إسرائيل سعوا إلى تفسير هذه التعبيرات عن نتاج ما شعر به العديد من الإسرائيليين في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويُعلّق الكاتب بأن هذا الادعاء قد يحمل بعض الحقيقة؛ فالغضب يفضي إلى قول أشياء بغيضة، لكنه يقول أيضاً بأن تاريخ العنصرية المناهضة للفلسطينيين في إسرائيل لم يبدأ في عام 2023، بل سبق تأسيس إسرائيل.

ويعود الكاتب في مقاله إلى أواخر القرن التاسع عشر، ذاكراً ثيودور هرتزل، وهو وفق الكاتب، أحد المهندسين الرئيسيين للصهيونية السياسية، الذي يرى بأن العرب الأصليين في فلسطين “بدائيون ومتخلفون”.

ويضيف -وهذا وفق وصفه- أن الصهاينة الأوائل الآخرون اختلفوا في مدى توقعهم لمقاومة العرب لتشكيل دولة يهودية في فلسطين، ولكنهم جميعاً قبلوا المبدأ القائل بأن ما يريده السكان الأصليون في نهاية المطاف لا يهم.

ويبين أن ما يجعل الصهيونية عنصرية هو افتراضاتها الضمنية بأن رغبات اليهود في العيش بحريّة وأمان وكرامة لها الأولوية على رغبات الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، مشيراً إلى أن العنصرية المعادية للفلسطينيين تساعد في إضفاء الشرعية على هذه الأفكار، وتزداد قوة عندما يتم الاستشهاد بها، كما يفعل نتنياهو وغيره من الزعماء الإسرائيليين، لتبرير “العنف والإذلال اليومي الذي يفرضه نظام الفصل العنصري”.

يتجمع مؤيدو فلسطين وإسرائيل خارج مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك في 22 يوليو/تموز 2024 صدر الصورة،Getty Images

ويتساءل الكاتب هنا، لماذا يتم تجاهل العنصرية الإسرائيلية المعادية للعرب في الولايات المتحدة اليوم، في حين أن أشكالاً أخرى من العنصرية غير مقبولة؟ ولماذا لا يتم نبذ إسرائيل، كما حدث مع جنوب أفريقيا ذات يوم، بسبب إنكارها لحقوق الإنسان للفلسطينيين وبسبب ممارساتها العنصرية غير الأخلاقية؟

ويقول الكاتب مجيباً على السؤال، إن الواقعية السياسية نادراً ما تنحني أمام الأخلاق، مستشهداً بمقولة لوزير الخارجية الأمريكي السابق ألكسندر هيج، والذي عبر ذات مرة، بأن إسرائيل أشبه بحاملة طائرات أميركية لا تغرق في الشرق الأوسط، وهي تفرض قوتها في منطقة ذات أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة.

ويضيف أن هناك سببا آخر يجعل العديد من الأمريكيين على استعداد للتسامح مع العنصرية الإسرائيلية وهو أن البلدين ينظر إليهما على أنهما يشتركان في قصة أصل مماثلة، وهو ما يجعل الجرائم العنصرية قابلة للغفران، وفق الكاتب.

ويشدد الكاتب على أن العنصرية المعادية للعرب منتشرة في الولايات المتحدة وإسرائيل، موضحاً أن الأمريكيين يواجهون دعاية مهولة لترسيخ الصورة النمطية للعرب باعتبارهم إرهابيين، أو متعصبين إسلاميين ينحدرون من ثقافة العصور الوسطى الرجعية.

وبالتالي، يرى شوالبي أن العنصرية الإسرائيلية المناهضة للفلسطينيين تشكل مثالاً صارخاً على نزع الصفة الإنسانية عن الإنسان نتيجة للعنصرية والوحشية القاتلة التي تتيحها العنصرية، مضيفاً أن هذا ما شهده العالم في غزة خلال الأشهر العشرة الماضية.

مؤكداً أن لا مثال أفضل من هذا يوضح لماذا لا ينبغي للعنصرية الإسرائيلية أن تحظى بموافقة في الولايات المتحدة، أو في أي مكان آخر، مجدداً وفق قوله. (بي بي سي)

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الغارديان: قادة الخليج يدعمون فلسطين.. لكن الكثير منهم لا يمانع أن تواجه إسرائيل إيران

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا تحليليا أعده محرر الشؤون الدبلوماسية، باتريك وينتور، بعنوان “قادة الخليج يدعمون فلسطين، لكن الكثير منهم لا يمانع في رؤية إسرائيل ...