آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » كيف أجعل طفلي يحب المدرسة؟

كيف أجعل طفلي يحب المدرسة؟

 

 

بقلم: د. يزن عبده

 

حين يبدأ الطفل عامه الدراسي، يتمنى كل أب وأم أن يكون لديه شغف للتعلم، حب للذهاب إلى المدرسة، رغبة في اكتشاف الجديد، وتفاعل إيجابي مع المعلمين والزملاء. لكن الواقع أحيانًا يكون مختلفًا. فبعض الأطفال يبدؤون يومهم ببكاء، أو مقاومة، أو شكوى مستمرة من المدرسة. في هذه الحالة، لا يكفي أن نقول له “عليك أن تحب المدرسة!”، بل يجب أن نفهم الأسباب ونبني علاقة إيجابية بينه وبين هذا العالم الجديد خطوة بخطوة.

أولًا: افهم السبب الحقيقي لعدم حبّه للمدرسة

قد لا يكره الطفل المدرسة نفسها، بل يعاني من سبب آخر خلف ذلك الشعور. ربما يخاف من المعلم، أو يشعر بالوحدة بين الزملاء، أو يتعرض للسخرية أو التنمر، أو يواجه صعوبة في فهم المواد. اسأله بلطف: “ما الذي لا يعجبك؟”، واصغِ لإجابته دون حكم. أحيانًا يكفي أن يشعر الطفل أنك تفهمه لتبدأ العلاقة مع المدرسة بالتحسّن.

ثانيًا: لا تنقل توترك المدرسي إليه

بعض الأهل يُحمّلون أبناءهم توترات كثيرة مرتبطة بالمدرسة: الدرجات، التميز، المقارنات، التهديد بالعقاب. هذا الضغط يجعل الطفل يربط المدرسة بالخوف والقلق بدل الفضول والمتعة. اجعل تركيزك على التعلم والتطور، لا فقط على العلامة. قل له: “أهم شيء أنك تحاول وتتعلم، وسنحتفل بكل خطوة تتقدم بها”.

ثالثًا: اجعل الروتين الصباحي دافئًا وبسيطًا

البداية المريحة لليوم الدراسي تصنع فرقًا كبيرًا في شعور الطفل. استيقظ معه بهدوء، حضّر له إفطارًا يحبه، تبادل معه الحديث أو الضحك قبل الذهاب. لا تجعل الصباح ساحة صراخ أو استعجال. مشاعر الطفل تجاه المدرسة تبدأ من البيت، من لحظة استيقاظه.

رابعًا: شارك طفلك في عالمه الدراسي باهتمام لا بتفتيش

اسأله: “ماذا أعجبك اليوم؟”، “مع من لعبت؟”، “ما أكثر شيء أحببته؟” لا تسأله فقط: “كم أخذت؟ هل أنهيت الواجب؟”، بل افتح معه مساحة ليحدثك عن التفاصيل التي يراها مهمة. الطفل يحب أن يشعر بأن عالمه الدراسي يُهمك، لا أنك تراقبه فقط.

خامسًا: امدح جهده لا نتيجته

قل له: “أعجبني أنك حلّيت الواجب لوحدك”، “رأيت أنك حاولت رغم أن المسألة صعبة”. هذا النوع من التشجيع يُحفّز داخله الدافع الذاتي، ويشجّعه على المحاولة دون خوف من الفشل.

سادسًا: ساعده على تكوين علاقات إيجابية داخل المدرسة

الصديق الجيد يمكن أن يجعل الطفل يحب المدرسة أكثر من المادة نفسها. تحدث مع المعلمين إذا لاحظت أن طفلك وحيد دائمًا، أو ساعده على دعوة أحد زملائه للعب في البيت. الشعور بالانتماء جزء أساسي من ارتباط الطفل بالمدرسة.

سابعًا: تعاون مع المعلم بدلًا من أن تعارضه أمام الطفل

إذا اشتكى الطفل من موقف في الصف، لا تبادر فورًا بتصديق أو رفض الرواية. استمع، ثم تواصل مع المعلم بهدوء. لا تنتقد المعلم أمام الطفل، فهذا يضعف ثقته بالنظام المدرسي. اجعل طفلك يرى أن البيت والمدرسة يعملان معًا لمصلحته.

ثامنًا: اربط التعلم بحياته اليومية

إذا تعلم عن الطقس، تحدثا عن الطقس في طريقكما إلى المدرسة. إذا تعلّم العدّ، اجعله يعدّ النقود أو الملاعق في البيت. كلما شعر الطفل أن ما يتعلمه مرتبط بعالمه الحقيقي، كلما زاد شغفه بالتعلم.

تاسعًا: لا تقارن طفلك بغيره

العبارة الشهيرة “شوف ابن فلان!” قد تُطفئ حماسه وتُشعره بالنقص. طفلك ليس نسخة من غيره، ولكل طفل طريقته في التعلم والنضج. قارن طفلك بنفسه فقط، واحتفل بتحسّنه هو، لا بتفوّقه على أحد.

وأخيرًا

حب المدرسة لا يُفرض على الطفل، بل يُزرع بلطف، ويُسقى بالاهتمام، ويكبر بالاحترام والثقة. حين يرى الطفل أن التعلم متعة، والمدرسة مساحة آمنة، وأنه محبوب حتى لو أخطأ، عندها سيحب الذهاب إلى المدرسة… لأنه وجد فيها ما يبحث عنه: فرصة للنمو، وبيئة تحتضنه، وأهلًا يفرحون به لا فقط بنتيجته.

(أخبار سوريا الوطن1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ما هي علامات الاكتئاب عند المرأة… وهل هي أكثر عرضة؟

  ريم ناصر   يُعد الاضطراب الاكتئابي، أو ما يُعرف بـ «الاكتئاب»، أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً. يتمثل في شعور دائم بالحزن، فقدان الاهتمام، وتراجع ...