تميزت الجزائر ضمن دول المغرب العربي خلال سنة 2022 بوتيرة عمل داخلية وخارجية نشيطة جدا مقارنة مع باقي الدول المجاورة لها، وهذا يؤهلها الى اكتساب صفة المخاطب الرئيسي للدول الغربية وروسيا والصين في ملفات أمنية والطاقة.
وقامت الجزائر بإحياء القضية الفلسطينية خلال سنة 2022 باحتضان فصائل المقاومة الفلسطينية للدفع بالقضية قدما، واستندت الى مشروعيتها في احتضان اللحظات التاريخية الكبرى للفلسطينيين مثلما حدث نهاية 1988، تاريخ إعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر نفسها.
وفي ظل التشتت الغربي، نجحت الجزائر في تنظيم القمة العربية بحضور زعماء عرب وازنين مثل أمير قطر تميم آل ثاني وملك الأردن عبد الله والرئيس التونسي فيس سعيد والمصري عبد الفتاح السيسي وآخرين. ولم تسفر القمة عن قرارات تاريخية، ويبقى التاريخي فيها هو النجاح في عقدها لتكون مقدمة للعمل العربي مستقبلا.
وعززت الجزائر من وضعها العسكري بفضل المناورات العسكرية الكثيرة التي أجرتها مع روسيا، وبفضل اقتناء أسلحة متطورة من روسيا والصين وتركيا، جعلتها تقف ندا لدول جنوب أوروبا.
ونجحت الدبلوماسية الجزائرية في التوفيق بين تحالفها السياسي مع الصين وروسيا ومع مصالحها الاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي، هذا الأخير الذي يعول عليها بسبب الغاز. وتعتمد الجزائر على صادراتها من الغاز لتكتسب مكانة خاصة في مخاطبة الدول الغربية.
ويبقى النجاح الكبير للدبلوماسية الجزائرية هو إجبار فرنسا على تغيير سياستها تجاه الجزائر في ملف الاستثمار والتبادل التجاري والذاكرة الاستعمارية، ولا يمكن للغرب منذ 2022 عدم أخذ بعين الاعتبار موقف ورؤية الجزائر في ملف الساحل.
ورسمت تحديا كبيرا لسنة 2023 وهو الإنضمام الى مجموعة البريكس المكونة ن روسيا والصين وجنوب إفريقيا والهند والبرازيل، لتكون العضو السادس.
وتبقى النجاحات الداخلية أقل من الخارجية، لكن هذا لا ينفي تحقيق بعض الأهداف وعلى رأسها استعادة أكثر من 20 مليار دولار من الأموال التي اختلسها سياسيون ورجال أعمال محسوبون على فترة الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة.
وعملت السلطات الجزائرية بزعامة عبد المجيد تبون على خلق أجواء مستقرة منها الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن الجزائري وتأمل في تعزيز هذا التوجه بفضل مصادقتها على أكبر ميزانية في تاريخ البلاد خاصة بسنة 2023. وساهمت في تعزيز الأمن الاجتماعي بالعفو عن معتقلي الحراك.
وتبقى النقط السلبية في جزائر 2022 هو استمرار خطاب التشنج تجاه المغرب واعتقال بعض الصحافيين وإصدار أحكام ثقيلة تصل الى المؤبد في حق معارضين في الخارج.
فهل ستستمر الجزائر في وتيرتها في الملفات الخارجية والداخلية خلال 2023؟
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم