آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » كيف أقرّ الأتراك بـ”تعامل الرئيس الأسد الاستعلائي” معهم وهل “رغبتهم العثمانية” تقف خلف “احتلال” حلب أم حِرصهم على التراب السوري؟.. ما هي البنود الستّة التي قدّمها أردوغان للأسد؟ ومن هُم الذين “حزنوا بشدّة” بتركيا لسُقوط حلب؟.. طهران تسمح بتظاهرات أمام سفارة أنقرة وعلم فلسطين لتلميع المُعارضة!

كيف أقرّ الأتراك بـ”تعامل الرئيس الأسد الاستعلائي” معهم وهل “رغبتهم العثمانية” تقف خلف “احتلال” حلب أم حِرصهم على التراب السوري؟.. ما هي البنود الستّة التي قدّمها أردوغان للأسد؟ ومن هُم الذين “حزنوا بشدّة” بتركيا لسُقوط حلب؟.. طهران تسمح بتظاهرات أمام سفارة أنقرة وعلم فلسطين لتلميع المُعارضة!

أصبحت فصائل المعارضة السورية المسلحة تُسيطر على 40 ألف كلم مربّع تقريبًا من إجمالي مساحة سوريا، أي 22% من مساحة البلاد وهو ضعف ما كانت تُسيطر عليه قبل عملية “ردع العدوان” التي دفعت بالجيش السوري كما أعلن في بيان لتحقيق انسحاب آمن، بانتظار التحشيد العسكري، والعودة للهُجوم المُعاكس.

هذه النتائج المُباغتة للفصائل المسلحة، فتحت فيما يبدو شهية المسؤولين الأتراك، الممولين والداعمين لهيئة “تحرير الشام” لتحميل الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع، لأنهم كما يقولون رفض التفاوض، ودعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتطبيع، ووضع شُروطًا على رأسها انسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية الشمال تحديدًا، ما يؤكد حرص الرئيس السوري على سيادة وكرامة بلاده.

الأسد لم يستجب ليد تركيا الممدودة

رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي حليف أردوغان بتحالف الجمهور واحد من هؤلاء السياسيين الذين أقرّوا بالتورّط التركي فيما يحدث قائلاً: لم يستجب الأسد ليد تركيا الممدودة، لم يستطع أن يتحمّل حرب الجيش التركي ضد الإرهاب، سوريا دولة مثيرة للجدل، لم يفت الوقت بعد، من مصلحة الأسد أن يُقيم الحوار، وينبغي عليه أن يُقيم اتصالات مع تركيا دون شروط مسبقة، تركيا ليس لها مصلحة في أي أرض، إقامة الأسد اتصالات وحوار مع تركيا دون شروط مسبقة وإظهار رغبته في التطبيع هو لمصلحته أولاً ثم لمصلحة بلاده.

المُعارض اليوم للرئيس أردوغان، وهو رئيس حزب المستقبل المعارض في تركيا، أحمد داود أوغلو، علّق هو الآخر على تطورات الأوضاع الأخيرة في سوريا وتقدّم قوات المعارضة، وقال وهو رئيس وزراء ووزير خارجية سابق في تركيا، قال في تصريحات خلال استضافته ببرنامج على قناة يوتيوب تركية، إن الرئيس بشار الأسد قدّم ردودًا مُتغطرسة على دعوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من قبيل اشتراطه الانسحاب التركي من سوريا كشرط لبدء المحادثات، وأضاف: الآن يدفع الأسد بشكل ما ثمن هذه الردود المتغطرسة، وأوضح أنه لو لجأ الأسد إلى حلّ عبر التفاهم مع تركيا، لكان قد حافظ الآن على مكانته الفعّالة في دمشق.

هل الأتراك حريصون على وحدة تراب سورية؟

وقال الرئيس التركي السابق عبد الله غل، إن تركيا حريصة على وحدة التراب السوري وأنه لا صحّة لـ”الأقاويل التي نشأت حول العثمانية الجديدة”، وأضاف في حديثه لموقع “المجلة” العربي، أنه لا يوجد هناك أي تردد في الموقف التركي من وحدة الأراضي السورية، مؤكدًا أن أنقرة “تريد أن تكون سوريا حرة بسيادتها وبوحدتها الترابية والاجتماعية”، وتساءل غل قائلاً: لماذا توجد وحدات من الجيش التركي في سوريا؟ بطبيعة الحال حدث فراغ أمني وإرهابـي، وتركيا لا تريد وليس في أجنداتها إطلاقًا أن تضر بأمن سوريا أو أن تغير الخريطة الموجودة حالياً، هذا يجب أن يكون معلومًا لدى الإخوة السوريين ولكل العالم.

ومع الاتهامات الموجهة لأنقرة حول الرغبة بالتمدد الجغرافي العثماني على حساب الأراضي السورية، وفي أول تصريح لإردوغان منذ بدء فصائل معارضة مسلحة هجوما غير مسبوق في سوريا، بدأ الأربعاء الماضي، وسيطرتها على مدينة حلب ومطارها الدولي، ومناطق عدة أخرى قال الرئيس التركي: “مستعدون لبذل كل ما في وسعنا لإطفاء الحريق في منطقتنا.. كما فعلنا بالأمس”، رغم أن وزير خارجيته هاكان فيدان اعتبر أن “الهجوم الواسع الذي تشنّه هيئة تحرير الشام وحلفاؤها مُنذ أيام ضد مناطق سيطرة الحكومة، ليس تدخّلًا أجنبيًّا”.

من الذين أحزنهم بشدّة سُقوط حلب؟

في المُقابل ليست كل الأصوات على صوت رجل واحد في تركيا بخصوص “احتلال حلب”، تقرير تحليلي للسياسي والبرلماني التركي السابق آيدن اونال، رصد فيه ردود فعل الشارع التركي، بمختلف تياراته، و”رأي اليوم” رصدت منه الأصوات المعارضة لما يحدث في سورية:

حزب الشعب الجمهوري يعارض الحزب السياسة الخارجية النشطة التي تتبعها تركيا في المنطقة ليس فقط في سوريا، بل أيضًا في فلسطين والعراق وليبيا والصومال والقوقاز والبلقان، وحتى في الحرب الروسية الأوكرانية وعمليات أذربيجان ضد أرمينيا.

حزب “DEM”: يُعد تحرير حلب تهديدًا كبيرًا لتنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي، حيث أدى إلى عزل التنظيم غرب الفرات. ومن الطبيعي أن يبدي حزب “DEM” استياءه من هذه التطورات. وقد وصف تونجاي بكرهان هذه الأحداث بأنها “مناورة جيوسياسية”. ولا شك أن تحرير حلب أزعج هذا الحزب أكثر من أي جهة أخرى.

حزب السعادة: اصطف الحزب إلى جانب الأسد وإيران وحزب الله، متبنيًا موقفًا ثابتًا وكأنه فرع إيراني في تركيا. وقد أكد رئيس الحزب الجديد، في تصريحاته عقب تحرير حلب، أنهم يرون الأمر “صراعًا طائفيًا”، مؤكدًا بذلك مجددًا وقوفهم في صف إيران.

دوغو برينجيك والقوميون المتعصبون حيث يتبع هؤلاء سياسة الانحياز إلى الصين وروسيا دائماً، وقد وقف هؤلاء إلى جانب الأسد بسبب دعم روسيا له، بل حتى عندما تتعارض مصالح تركيا مع روسيا، يقفون إلى جانب روسيا. لقد كانوا أكثر من حزنوا لتحرير حلب.

أطراف أخرى: يشمل ذلك تنظيم “غولن”، وأنصار إيران، وبعض الأحزاب الصغيرة والكبيرة، وبعض الضباط المتقاعدين، الذين عبّروا جميعًا عن حزنهم الشديد إزاء تحرير (احتلال) حلب.

ومع هذا الانتشاء التركي يطرح الإعلام الغربي تساؤلات حول قدرة المسلحين على المحافظة على هذه الإنجازات العسكرية، وقالت تايمز إن هذا الهجوم ورغم أنه فاجأ روسيا وإيران، فإنهما يستعدّان للعودة لأن سوريا مهمة للغاية بالنسبة لكليهما، ولن يسمحا بسُقوطها دون قتال.

طهران تتهم أنقرة بالتحوّل لأداة

وبدأت إيران بالانتقال من نقد إعلامها لتركيا واتهامها بالتعاون مع إسرائيل، إلى الانتقاد العلني المباشر لتركيا، حيث نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء، الثلاثاء، عن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، قوله إن تركيا أصبحت “أداة” في يد الولايات المتحدة وإسرائيل، وإن طهران لم تتوقع وقوعها في “فخ” سورية.

كما ذكر ولايتي في حوار مع الوكالة أن “الحشد الشعبي” العراقي وجماعة أنصار اليمنية من بين حلفاء الحكومة السورية إلى جانب إيران، مضيفاً: “جميعهم متحدون في دعم وحدة أراضي سوريا وحكومتها الحالية”.

إلى جانب ذلك كان لافتًا بسماح السلطات الإيرانية بتظاهرات أمام مبنى السفارة التركية بطهران، وذلك احتجاجاً على التقدّم الميداني لقوات المعارضة على حساب الدولة السورية.

علم فلسطين 

وفي مُواصلة للتركيز الإعلامي على “تلميع” أخلاقيات المسلحين (هيئة تحرير الشام مصفنة دوليًّا بالإرهاب)، وهذه المرّة أخلاقهم السياسية، كتبت منصّات تركية إعلامية: “فلسطين حاضرة في معارك تحرير حلب.. إسدال العلم الفلسطيني من على قلعة حلب بجوار علم المعارضة السورية”.

عرض أردوغان للأسد

وتحدّثت صحيفة “الأخبار” اللبنانية نقلاً عن مصادر عن أن تركيا بعثت عبر الوسطاء بمُقترح حلّ مع سوريا، يقوم على:

ـ أولاً: إطلاق مفاوضات سياسية مباشرة بين الحكومة وقوى المعارضة ضمن سياق يهدف إلى تغيير سياسي.

ـ ثانياً: التزام تركيا بوضع جدول زمني لانسحاب قواتها من كل الأراضي السورية.

ـ ثالثاً: الاتفاق مع الحكومة السورية على ترتيبات أمنية تخصّ مناطق تواجد الأكراد، وضمان عدم تهديدهم الأمن التركي.

ـ رابعاً: إعادة فرض قوانين الدولة السورية على كامل الأراضي السورية، بما فيها المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ولا سيما القوانين الناظمة لشؤون الناس وقطاعي المال والتعليم.

ـ خامساً: فتح مدينة حلب لتكون منطقة صناعية وتجارية حرة، بحيث تتعهّد تركيا بالمساعدة في إعادة بناء المدينة الصناعية، على أن يسمح النظام لرجال الأعمال السوريين الموجودين في مناطق المعارضة أو خارج سوريا بالعودة والعمل هناك، في مقابل تعهّد تركي بالسعي إلى إعفاء حلب من العقوبات الأمريكية.

ـ سادساً: وضع برنامج زمني انتقالي من أجل ترتيب الوضع السياسي من خلال طاولة حوار جديدة في جنيف.

ومُنذ بدء التصعيد الحالي في سورية، عاد الحديث عن اتفاقات أستانا لخفض التصعيد الذي جرى الاتفاق عليها بين روسيا وتركيا، رغم أن الأخيرة دعمت هجوم الفصائل على الجيش السوري رغم اتفاق خفض التصعيد، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان يُمكن لهذا الاتفاق أن يكون حلًّا، وهل ستقبل الفصائل المسلحة المعارضة الانسحاب إلى ما قبل احتلال حلب، وما بعدها، أم أن الأمر يحتاج للحلول العسكرية، فالإرهاب كما قال الرئيس السوري بشار الأسد لا يفهم إلّا لغة القوّة!

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لحود: محرك الأزمات في لبنان وسوريا واحد.. وكما انتصرنا سينتصر الجيش السوري

اعتبر الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود أن الحرب على سوريا تهدف إلى خلق شرق أوسط خاضع لكيان الاحتلال، مشيراً إلى أن المحرك واحد بين الأزمات ...