آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » كيف تتعامل مع الشخص الكثير الشكوى؟

كيف تتعامل مع الشخص الكثير الشكوى؟

 

 

يمكن للتذمّر أن يكون وسيلة تواصل إنساني. فحين نشتكي قليلاً لأصدقائنا من الزحمة أو الطقس السيئ أو ضغوط العمل، نشعر بأننا مفهومون وربما أقرب إلى بعضنا. فالتذمّر الخفيف، كما تقول الكاتبة والمعالجة النفسية ليزلي ألدرمان في مقالها المنشور في صحيفة «واشنطن بوست»، يمكن أن «يبني الألفة ويمنحنا شعوراً بالراحة».

 

لكن المشكلة تبدأ حين يتحوّل التذمّر إلى عادة مزمنة، حين يصبح متكرّراً، خالياً من الدعابة، أو مليئاً بالغضب والشفقة على الذات. عندها يفقد دوره المريح ويتحوّل إلى عبء نفسي يرهق المستمعين وربما يخلق حلقة من السلبية المتبادلة. فالشخص الذي يستمع باستمرار قد يمتصّ هذه الطاقة ويبدأ هو الآخر بالشكوى من الشاكي نفسه، لتبدأ دائرة لا تنتهي من التذمّر.

 

عندما يصبح الصديق مرهقاً بشكواه

حين يتحوّل أحد الأصدقاء إلى مصدر دائم للشكوى، يواجه المرء معضلة: هل يتجنّبه حفاظاً على راحته النفسية، أم يواجهه ويخاطر بتوتّر العلاقة؟ تقول ألدرمان إن الطريقة المناسبة تعتمد على أهمية العلاقة بالنسبة إليك، وتقترح خمس خطوات للتعامل مع الموقف بذكاء وتعاطف.

 

1. فكّر في السياق

إذا كان التذمّر جديداً أو أشدّ من المعتاد، فقد تكون وراءه أزمة خفية: مشكلات في العمل، خلاف عائلي، أو توتر صحي. رؤية الصورة الكاملة لا تجعل التذمّر أقل إزعاجاً، لكنها تمنحنا تعاطفاً أكبر.

 

كثير من الناس، كما تشرح ألدرمان، يشتكون من أمور صغيرة لأنهم لا يملكون الشجاعة أو الوضوح للتعبير عن ألمهم الحقيقي. فالشكوى أسهل من الاعتراف بالضعف. وفي أحيان أخرى، قد يعاني الشخص مما يُعرف بالتحيّز نحو السلبية – الميل إلى التركيز على الجوانب السيئة في الحياة – وهو مرتبط عادة بالتوتر والقلق والاكتئاب.

 

في مثل هذه الحالات، قد يكون الرد البسيط أكثر فاعلية من النصيحة:

«يبدو أن الأمور مرهقة هذه المدة… ما أكثر ما يزعجك تحديداً؟»

كلمة طيبة كهذه قد تُخفّف من إحباطه وتمنحه الدعم الذي يبحث عنه.

 

2. كن مملاً عن قصد

إذا كان صديقك يعيد الشكوى نفسها مراراً، فربما يفعل ذلك لأنك تُصغي جيداً وتمنحه اهتماماً كبيراً. الحلّ هو أن تكون مستمعاً أقل تفاعلاً.

 

عندما يبدأ في التذمّر مجدداً، اكتفِ بردّ قصير مثل: «هذا صعب» أو «يبدو متعباً فعلاً»، ثم غيّر الموضوع.

 

تسمي ألدرمان هذا الأسلوب «أن تكون صخرة رمادية» — أي أن تبقى هادئاً وغير متفاعل حتى لا تغذّي سلوكه بالاهتمام الذي يبحث عنه.

 

3. اقترح مساعدة متخصّصة

بعد إظهار التعاطف، اقترح توجيهاً عملياً. إن كان يعاني من مشكلة زوجية، شجّعه على زيارة معالج نفسي. إن كانت مهنية، يمكن أن يستفيد من خبير توظيف أو مدرّب مهني. وإن كانت قانونية، وجّهه إلى محامٍ.

 

يمكنك أن تقول مثلاً:

«لو كنت مكانك، كنت سأطلب مساعدة مختصّ في هذا المجال».

بهذا، تكون قد دعمت صديقك من دون أن تتحمّل وحدك عبء مشكلاته.

 

4. كن مباشراً

أحياناً، لا يدرك الناس كم يشتكون أو مدى إزعاجهم للآخرين. لذا، إن كانت العلاقة مهمة، اختر الصراحة اللطيفة.

 

قل مثلاً:

«هل لاحظت أنك تشتكي كثيراً في المدة الأخيرة؟»

أو

«أعرف أن الوضع صعب، لكن هل فكّرت بما يمكنك تغييره؟»

 

وإذا كرّر نفس الشكوى دائماً، يمكنك أن تسأله ببساطة:

«لماذا تخبرني بهذا؟»

 

يشرح البروفيسور روبين كوالسكي، أستاذ علم النفس في جامعة كليمسون، أن هذا السؤال يجبر الشخص على التفكير في دوافعه. وقد يشعر بالانزعاج أولاً، لكنه لاحقاً يبدأ في إدراك سلوكه وربما يُعدّله من تلقاء نفسه.

 

5. تراجع قليلاً

إذا لم تنجح كل المحاولات السابقة، خفّف من التواصل تدريجياً. اقضِ وقتك معه في مناسبات جماعية، حيث يخفّ تأثير شكواه بوجود آخرين. فبعض الناس، كما تقول ألدرمان، «مولودون بشخصية كثيرة التذمّر، ولا يمكن تغييرهم بالكامل».

 

التذمّر… والتفاؤل المفرط

ورغم أن الأشخاص الكثيري الشكوى قد يُرهقوننا، تحثّ ألدرمان على رؤيتهم أيضاً كأشخاص صادقين في التعبير عن مشاعرهم. فمن يشتكي باستمرار قد يكون منفتحاً وصريحاً، بينما من يخفي انزعاجه خلف قناع من الإيجابية المفرطة قد يكون مرهقاً هو الآخر.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تخفض فاتورتك المنزلية بعد رفع السعر الى 600 ل س لاول 300 ك واط ساعي ..؟

  الدكتور نورس قهوجي أولا- خطوات عملية لتقليل الفاتورة بنسبة 30–40% 1- استبدل اللمبات العادية بـ LED – اللمبة الواحدة توفّر نحو 50 ليرة في ...