آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » كيف تجنّبت درعا صراعاً مسلّحاً في اللحظات الأخيرة؟

كيف تجنّبت درعا صراعاً مسلّحاً في اللحظات الأخيرة؟

كاد التصعيد في درعا يبلغ نقطة اللاعودة مع اقتراب أرتال الأمن العام من محيط مدينة بصرى الشام، التي تعتبر معقل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، غير أنّ ضغوطاً داخلية وخارجية دفعت الطرفين إلى عقد اتفاق تهدئة في اللحظات الأخيرة.

 

كاد التصعيد في درعا يبلغ نقطة اللاعودة مع اقتراب أرتال الأمن العام من محيط مدينة بصرى الشام، التي تعتبر معقل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، غير أن ضغوطاً داخلية وخارجية دفعت الطرفين إلى عقد اتفاق تهدئة في اللحظات الأخيرة.

وأفادت مصادر خاصة “النهار” بأن قيادة اللواء الثامن، الذي أصبح يستخدم تسمية مجموعات العودة، أعطت الوحدات التابعة لها أمراً عسكرياً بالاشتباك مع  من سمتهم أرتال المجموعات المسلحة بمجرد وصولها إلى حدّ جغرافي معين، لأن ذلك، وفقاً للمصادر، يعني “تجاوز كلّ الخطوط الحمراء التي تتعلق بوجودها وحماية منطقة نفوذها”.

وأبدت المصادر المقربة من قيادة اللواء الثامن استغرابها من لجوء “مجموعات مسلحة”، وفق تعبيرها، إلى هذا التصعيد، بالرغم من حلّ الإشكال الذي حصل على خلفية اعتقال قائد “كتيبة شهداء المقداد” بلال الدروبي مساء الخميس، وصدور بيان عن وجهاء وشيوخ مدينة بصرى الشام بهذا الشأن.

وأوضحت المصادر أنها استخدمت تسمية “المجموعات المسلحة” وليس الجيش أو أجهزة الأمن، لأنّ “طريقتها في إدارة ملف قضية بسيطة تتعلق باعتقال شخص – أيّاً يكن موقعه – تتنافى مع منطق الدولة وتدخل في إطار ممارسة العصابات”.

وبدأ التوتر يسود في درعا مساء الخميس، بسبب قيام حاجز بإيقاف سيارة تبين أن الدروبي يستقلها، وبعد أن قاوم محاولة اعتقاله إثر العثور على كمية من المخدرات في السيارة، قام أحد عناصر الحاجز بإطلاق الرصاص عليه وإصابته في ساقه.

وكانت “كتيبة شهداء المقداد” تنضوي تحت قيادة “شباب السنة”، الفصيل الذي كان يقوده أحمد العودة قبل إجراء التسوية عام 2018، لكنها أوقفت نشاطها العسكري بعد ذلك من دون أن يتوقف الدروبي عن التنسيق مع قيادة اللواء الثامن.

وأكدت المصادر، لـ”النهار”، أن الدروبي “استأذن من قيادة اللواء قبل أن يذهب للتعاون مع الأمن العام”، مشدّدة على أنه “ليس منتسباً بشكل رسمي لجهاز الأمن العام أو قوات الجيش، لكنه يعمل بالتنسيق معهما”.

 

 

رتل للأمن العام السوري في محيط درعا.

رتل للأمن العام السوري في محيط درعا.

 

 

وتوضيحاً لما حدث مساء الخميس، قالت المصادر إن “قيادة الأمن العام أبلغت قيادة اللواء الثامن أنها تقوم بعملية ملاحقة شحنة مخدرات” من درعا إلى السويداء. وأضافت أنه “في مثل هذه الحالات تقوم قيادة اللواء بنشر حواجز على الطرقات لتسهيل عملية الملاحقة. وقد أوقف أحد الحواجز سيارة الدروبي وحدث ما حدث”، لكنّها شددت على أن عناصر الحاجز لم يصيبوه عمداً وعملوا على نقله إلى أقرب مستشفى.

وعندما توترت الأجواء عقب هذه الحادثة، تدخل وجهاء وشيوخ مدينة بصرى الشام ونجحوا في فرض التهدئة، وأصدروا بياناً أعربوا فيه عن رفضهم كل أشكال العنف ضد الأمن العام، وتمسكهم بوحدة سوريا وأن بصرى الشام جزء منها. وحذروا من استغلال ظروف المنطقة لتحقيق أجندات خارجية.

وكان هناك تواصل مستمر بين قيادة اللواء الثامن وفرقة درعا التابعة للجيش السوري بقيادة العميد بنيان الحريري، وهو ما أثار استغراب قيادة اللواء في اليوم التالي عندما بدأت “مجموعات مسلحة” تحشد قواها في محيط بصرى الشام مهددة باقتحامها، لأن الحريري كان رافضاً التصعيد. وهو ما أعاد إلى الواجهة فرضية وجود أكثر من جناح داخل بنية الجيش الجديد.

وبلغت التطورات ذروتها عصر الجمعة، عندما بدأت بعض قيادات المجموعات المسلحة التي طوقت بصرى الشام وبعض المساجد في المنطقة تتحدث عن اقتحامها ما لم يقم اللواء الثامن بحلّ نفسه وتسليم سلاحه.

وأكدت مصادر اللواء الثامن، لـ”النهار”، أنه “في الساعات الأخيرة طُلب تسليم عدد من قيادات اللواء إلى الأمن العام، وهو ما رفضته القيادة رفضاً قاطعاً، موجهة إلى عناصرها أوامر صارمة بالمواجهة في حال تجاوز الأرتال الحد المتفق عليه”.

ونتيجة خصوصية درعا وحساسية الموقف فيها، لاسيما مع رسم إسرائيل حدود منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، وكذلك نتيجة علاقات اللواء الثامن مع جهات خارجية، سارعت العديد من القوى بدفع من هذه الجهات للتوسط بين الطرفين منعاً لانزلاق المنطقة إلى مستنقع العنف الذي لا يريده أحد باستثناء بعض الرؤوس الحامية.

وبالفعل، نجحت الوساطة في التوصل إلى عقد اتفاق تضمن انسحاب أرتال الأمن العام من النقاط المتوترة في ريف درعا. على أن يتم تسليم خمسة من العناصر الأمنيين إلى القضاء بسبب قيامهم بإطلاق الرصاص خلال التوترات. وبالتالي لم يتضمن الاتفاق تسليم القيادات التي كانت المجموعات المسلحة تُطالب بتسليمهم.

وتنفيذاً للاتفاق من المقرر أن تدخل 10 سيارات للأمن العام إلى بصرى الشام لاستلام المطلوبين.

ووفقاً للمصادر، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار مساعٍ لاحتواء التوتر وتعزيز الاستقرار في الجنوب السوري، وسط ترقب شعبي لتطبيق الاتفاق بحذافيره على الأرض.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات_النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“أكسيوس”: إيران تقترح على واشنطن اتفاقا نوويا مؤقتا لتفادي التصعيد

أفاد موقع “أكسيوس” بأن إيران بصدد عرض اقتراح على الولايات المتحدة يقضي بعمل الجانبين على صياغة اتفاق نووي مؤقت، تمهيدا لمفاوضات الاتفاق الشامل. ويكتسب هذا ...