آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » كيف تحمي رسائلك النصية: دليل التشفير بين الطرفين وأهمية الأمان

كيف تحمي رسائلك النصية: دليل التشفير بين الطرفين وأهمية الأمان

أصبحت الرسائل النصية الفورية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، حيث طغت على الرسائل النصية التقليدية وحلت محلها تقريبًا في العديد من أنحاء العالم. رغم مزاياها العديدة، مثل السرعة والسهولة في التواصل، فإن هذه الرسائل تحمل أيضًا بعض العيوب التي قد تؤثر على خصوصية المستخدمين. من أبرز هذه العيوب، انقطاع الخدمة بسبب غياب الإنترنت، تنوع المنصات المستخدمة، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالهجمات السيبرانية والتجسس على الرسائل.

تعتبر الرسائل النصية عرضة للاعتراض من قبل مجموعة متنوعة من الأطراف مثل الحكومات، الشركات، وحتى القراصنة، مما يعرض خصوصية المستخدمين للخطر. في هذه المقالة، نستعرض أهمية تشفير الرسائل بين الطرفين كوسيلة لحماية البيانات وكيفية تحسين الأمان الشخصي عبر اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية.

هل يمكن التجسس على الرسائل النصية؟

في غياب نظام التشفير بين الطرفين، تصبح الرسائل النصية عرضة للاعتراض والاطلاع عليها من قبل أي جهة وسيطة، سواء كانت عبر شبكات الهواتف المحمولة أو من خلال المنصات التي تعتمد على الإنترنت مثل “واتساب” و”سيغنال”. هذه الرسائل، وفقًا لخبراء التكنولوجيا، تعتبر شبه مكشوفة مثل بطاقات المعايدة البريدية غير المغلفة، حيث يمكن لأي جهة مشاركة في نقل الرسالة الاطلاع عليها.

ad

هجوم “إعصار الملح” (Salt Typhoon)، الذي شنته مجموعات قراصنة تابعة للحكومة الصينية، يعد من أبرز الأمثلة على الهجمات السيبرانية التي استهدفت شركات الاتصالات الأميركية للوصول إلى الرسائل النصية للمستخدمين، بالإضافة إلى المكالمات الصوتية وسجلات المكالمات.

دور التشفير بين الطرفين في حماية الرسائل

تشفير الرسائل بين الطرفين يعد واحدًا من أهم الأساليب لضمان عدم تعرض رسائلك للاعتراض. يُتيح هذا المعيار للأطراف المرسلة والمستقبلة فقط الاطلاع على محتوى الرسائل، مما يعيق أي محاولة للوصول إليها من قبل الأطراف الأخرى، بما في ذلك القراصنة أو حتى منصات التواصل نفسها.

آلية التشفير بين الطرفين تعتمد على عدة مراحل تتضمن التشفير، البث، فك التشفير، والمصادقة. عند إرسال الرسالة، يتم تشفيرها باستخدام معادلات رياضية معقدة، مما يجعلها غير قابلة للقراءة إلا من قبل المرسل والمستقبل باستخدام “مفتاح فك التشفير”. كما قد تستخدم بعض الخدمات أكثر من مفتاح لفك التشفير لتعزيز الأمان.

عند وصول الرسالة المشفرة، يستخدم المستقبل مفتاحه الخاص لفك تشفيرها، وفي نفس الوقت يتم التحقق من التوقيع الرقمي للمرسل لضمان أن الرسالة لم يتم العبث بها.

منصات الرسائل التي تعتمد على التشفير بين الطرفين

تعد العديد من منصات الرسائل الفورية مثل “واتساب” و”سيغنال” و”تليغرام” من بين أبرز التطبيقات التي تعتمد على التشفير بين الطرفين، مما يجعلها أكثر أمانًا من المنصات التي لا تستخدم هذا المعيار. على سبيل المثال، تطبيق “ماسنجر” من “ميتا” يتطلب تفعيل التشفير يدويًا، مما يقلل من الأمان إذا لم يتم تمكينه.

تطبيق “واتساب” يقوم بتفعيل التشفير بين الطرفين بشكل افتراضي، ولا يحتاج المستخدم إلى تعديل أي إعدادات لتمكين هذه الخاصية. بينما يتطلب تطبيق “سيغنال” بعض التفعيل اليدوي لضمان تشفير الرسائل بشكل مشدد، ويعد من التطبيقات الأكثر أمانًا مقارنة بغيره. أما “آي ماسيج” من “آبل” فيعتمد على التشفير بين الطرفين، حتى في حال استخدام شبكة الهواتف المحمولة دون الحاجة إلى الإنترنت.

نصائح لتعزيز أمان الرسائل النصية

لحماية خصوصية رسائلك النصية، يُنصح باتباع بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن أن تعزز الأمان بشكل كبير:

التأكد من تفعيل التشفير بين الطرفين: في بعض التطبيقات مثل “آي ماسيج” و”رسائل غوغل”، يمكن التحقق من أن الرسائل مشفرة بين الطرفين عبر رموز مميزة مثل اللون الأزرق في “آي ماسيج” أو رمز القفل في “غوغل مساجز”.

استخدام الرسائل ذاتية الحذف: العديد من التطبيقات توفر ميزة حذف الرسائل بعد قراءتها، سواء بشكل يدوي أو تلقائي، مثلما يحدث في “واتساب” و”سيغنال”. هذا يقلل من خطر تعرض الرسائل للاعتراض بعد قراءتها.

الاستفادة من المزايا الأمنية المتقدمة: بعض التطبيقات مثل “فيسبوك ماسنجر” و”تليغرام” توفر خيارات إضافية مثل الرسائل السرية أو إمكانية وضع كلمة مرور خاصة للرسائل الحساسة.

الاهتمام بتحديث التطبيقات والأنظمة بشكل دوري: التحديثات الأمنية المنتظمة من الشركات تعمل على إصلاح الثغرات الأمنية في التطبيقات وأنظمة الهواتف. لذا من الضروري تثبيت التحديثات فور توفرها لضمان أمان البيانات.

التأكد من تشفير النسخ الاحتياطية: إذا كنت تستخدم “واتساب” أو “آيفون”، تأكد من تفعيل خاصية التشفير للنسخ الاحتياطية للرسائل.

إن الرسائل النصية الفورية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ورغم فوائدها الكبيرة في تسهيل التواصل، إلا أن استخدامها يأتي مع تحديات أمنية تتطلب اهتمامًا كبيرًا بحماية الخصوصية. من خلال اعتماد تقنيات التشفير بين الطرفين وتفعيل الميزات الأمنية المتقدمة، يمكن تعزيز أمان الرسائل بشكل فعال، وبالتالي الحفاظ على سرية وخصوصية المحادثات.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“ميتا” ستنشر كابلا بحريا بطول 50 ألف كيلومتر عبر خمس قارات

أعلنت شركة “ميتا” الأميركية العملاقة (فيسبوك وإنستغرام) أنها ستنشر كابلا تحت الماء يربط خمس قارات على مساحة تتخطى 50 ألف كيلومتر، لتعزيز قدرة نقل البيانات ...