آخر الأخبار
الرئيسية » منوعات » كيف تقوم الشركات الكبرى بإغواء أطفالك المراهقين

كيف تقوم الشركات الكبرى بإغواء أطفالك المراهقين

تحاول الدعايات هذه الأيام زرع أفكار التقليعات في عقول أبنائنا المراهقين وإقناعهم بشكل مبطن بأن الفشل سيكون مصيرهم إذا لم يقتنوا منتجات العصر التي تعزز أسواقنا يوماً بعد يوم، علموا أطفالكم كيف أن الإعلام يستهدف عقولهم ويخدعهم حتى يشتروا أشياء ليسوا بحاجة لها أبداً .

 

تركز الشركات الكبيرة استثماراتها على كبار السن ممن يشعرون بعدم الأمان، وعلى الأطفال المراهقين الذين يتصفون بشخصية مترددة، عن طريق إقناعهم بأن الطريقة الوحيدة كي يصبحوا عصريين، هي أن يشتروا من بضاعتهم.

وطبقاً للكاتب نعومي كلين، اكتشفت الشركات في عام 1990 بأن الشباب اليافعين مستعدون لدفع مبالغ طائلة مقابل أن يصبحوا عصريين ( Cool) . وأصبحت الشركات تطارد هذا المفهوم منذ ذلك الوقت.

 

توظف بعض الشركات أشخاصاً يُدعون ( صيادي الموضة) أو ( جواسيس الثقافة) للتسلل إلى عالم المراهقين والعودة بآخر التقليعات . محاولة اللحاق بهذه التقليعات لم يكون بالأمر السهل أبداً. فكلما يشرح دوجلاس روشكوف: ( في اللحظة التي يتم فيها اكتشاف تقليعة عصرية وتبدأ عملية تصنيعها وتوزيعها في المراكز التجارية، تفقد هذه الموضة أهميتها مباشرة وتصبح تقليعات قديمة ويبدأ الأطفال بالبحث عن شيء جديد في حلقة مفرغة من البحث والرفض لا تنتهي أبداً ).

 

أصبح غضب المراهقين ونشاطاتهم وتصرفاتهم في وقتنا الحالي سلعة تباع وتشترى في الأسواق أصبح من الصعب أن يعرف المرء حقيقة هذه النوعة التجارية، هل هي ثقافة المراهقين الحقيقية، أم هي النسخة المسوقة من ثقافة حقيقة المراهقين اليوم أم أن أطفالنا قد بدؤوا بالتأثر حقاً بالصورة التي يسوقها الإعلام عن الطفل أو الشاب المراهق؟ من المهم أن يناقش الأهل هذه المواضيع مع أطفالهم، من الضروري العمل على تحدي هذه النزعة المادية التي يروج لها الإعلام.

الدعاية وأثرها على شكل أجسادنا

من الصعب على المراهقين تطوير سلوك صحي وإيجابي حول الجنس وشكل الجسم مع كل ما يعرضه الإعلام من صور مليئة بشخصيات في غاية الرشاقة واللياقة والجمال والإيحاء الجنسي. الرسالة التي يحاول الإعلام اليوم تمريرها بين السطور، هي الارتباط الوثيق بين جمال الجسد، والإغراء الجنسي – وبين النجاح الشعبي والسعادة.

تستخدم شركات الموضة والأزياء أمثال ( كالفن كلين) و ( أبيركرومبي ) و (فيتش) وكذلك ( غيس ) حملات تسويقية استفزازية يكون أبطالها مجموعة من الأطفال والمراهقين. إن هذه الإعلانات تبيع ما هو أكثر من

الملابس لهؤلاء الأطفال . إنها تبيع معها إيحاءات الكبار الجنسية.

تظهر الدراسات بأنه على الرغم من أن معظم الأطفال يحصلون على معلوماتهم حول الجنس من وسائل الإعلام من مجلات وتلفاز ومواقع الوب وراديو وأفلام، إلا أن معظمهم يقول بأن الأهل كان لهم الدور الرئيسي في تحديد وتشكيل معظم قراراتهم الجنسية. إنه من المفيد أن يتحدث الأهل مع أطفالهم عن الصحة الجنسية والاستغلال الذي يتعرضون إله من قبل الصور الإعلامية.

تساهم الصور الإعلانية في تعميق الشعور بكراهية الجسد والاشمئزاز منه عند الأطفال وتغذي عندهم مشاكل الإفراط في تناول الطعام. وبينما كانت وسائل الإعلام تركز على مواضيع الفتيات وعلى شكلهن لفترة طويلة، فقد ازداد اليوم التركيز على مواضيع الأولاد الذين بدؤوا يعانون أيضاً من اضطرابات في الإقبال على الطعام. وأظهر إحصاء أجرته الصحة الكندية عام 1998 وشمل الكنديين من الأطفال والمراهقين أن ثلاثة أرباع الفتيات ونصف الأولاد من عمر 10 سنوات ليسوا مرتاحين ولا يشعرون بالرضى من أشكال أجسادهم.
وأظهرت الدراسات أيضاً أن الأولاد، كما الفتيات قد بدؤوا يلجؤون للتدخين لمساعدتهم على التخلص من الوزن الزائد.

 

التبغ والكحول

( تحاول الدعايات بشكل دائم تسويق القلق وبيع الرغبات وقد بدأت أيضاً تسويق بيع هذه الأشياء لأطفالنا، إنها تحاول دائماً أن تخبرهم بأن الفشل سيكون حليفهم إذا تخلفوا عن اللحاق بما تروج له من موضة وتقليعات عصرية) مارك كريسبين ميلر / تجار الموضة 2000 .

لقد حاولت شركات التدخين والكحول استهداف الشباب الصغار لفترات طويلة وتأمل هذه الشركات باجتذاب هذه الشريحة من الناس بحيث تحصل على ولائها تجاه هذه العلاقة التجارية طوال العمر.

من الهام جداً بالنسبة لصناعة التدخين أن تشجع المدخنين من الفئة العمرية الصغيرة كي يحلوا محل الآلاف من المدخنين الذين يتركون التدخين باستمرار كل عام- وكذلك الذين ماتوا من الأمراض التي سببها التدخين.

 

 

التعامل مع التسويق: ما الذي يمكن للأهل القيام به.

 

تحدث مع أطفالك حول مفهوم الدعاية والإعلان وكيف أن التسويق يستهدف الشباب اليافعين .
ساعد أطفالك على فهم حقيقة أن الهدف الرئيسي من الدعاية هي حثهم على شراء الأشياء- وخصوصاً الأشياء التي هم ليسوا بحاجة إليها ولم يعرفوا أنهم يريدونها حتى شاهدوا الإعلان.

اشرحوا لأطفالكم كيف أن الإعلان هو عمل تجاري محض ويعتبر من أكبر الأعمال التجارية على مستوى العالم.

تحدثوا معهم عن التقنيات التي يستخدمها التسويق لاستهداف الصغار.
ناقشوا معهم الحدود التي يتخطاها عندما يبادر بوضع إعلانات خاصة بالأطفال.
حاولوا دمج الأسئلة التي يضعها الإعلام ضمن المحادثات التي تجريها مع أطفالك حول الدعاية والإعلام.
حول تغيير وتحدي التعريف الذي وضعه أولادك حول مفهوم العصرية والحداثة ( Cool) .

 

بادر بسؤالهم الأسئلة التالية:
هل شعرت أبداً بشعور سيء حول نفسك لأنك لم تحصل على شيء ما؟
هل شعرت بأن إعلاناً ما جعلك تعجب بنفسك أكثر؟
هل تشعر بالقلق من مظهرك وشكلك؟ هل شعرت يوماً أن الناس سيحبونك أكثر إذا غيرت وجهك أو جسمك أو لون جلدك أو مظهر شعرك؟
هل جعلك أي إعلان تشعر بأنك ستحب نفسك أكثر أو أن الآخرين سيحبونك أكثر إذا غيرت مظهرك واقتنيت المنتج الذي يروج له الإعلان.

 

شجع ثقافة الاستهلاك الذكي عند أطفالك.

شجع أطفالك على تحدي ما تروج له الإعلانات والتشكيك في صحة الإعلانات. وحاول أن تجري بعض الاختبارات معهم وذلك باقتناء أحد المنتجات الذي تروج له الدعايات وقارن بين أدائه وبين خصائص التي ذكرت في هذه الإعلانات.

يستمتع الصغار بمواقع الويب ذات المواد المتنوعة ( التقارير الاستهلاكية الموجهة نحو الصغار). أنظر أين يستعرض الأطفال لعبهم وكيف يقومون بتقدير أسعارها، وقارن بين المنتجات وبني الدعايات التي تروج لها .
موقع ( The PBS Don`t Buy It ) ( أنظر موضوع ( تصفح الشبكة) .

 

شجع عائلتك على مشاهدة قنوات التلفزيون غيرالتجارية.

يجب أن يشاهد الأطفال الصغار قنوات تلفزيونية غير التجارية فقط.
عند مشاهدة المحطات الدعائية سجل البرنامج كي يكون بإمكانك تسريع الصورة كي تمرر الإعلان ولا يراه أطفالك.
إشرح لأطفالك الآثار السلبية الكثيرة التي تسببها الإعلانات على كوكبنا ومجتمعنا .
تحدث عن استهلاك السلع التجارية وتأثيرها على كوكبنا، وكيف أن مصادر العالم توزع بشكل غير عادل بين سكان الأرض.

 

قدم الهدايا لهم عندما تسنح أي فرصة.

تبرع بالمال والبضائع أو الوقت للقضايا البيئية.

احتفل في بيتك باليوم الذي لا تقوم فيه بشراء أي شيء . واستعمله كمحفز للتحدث عن سبب شرائنا لأشياء، لسنا بحاجة إليها وكيف يمكن أن نصبح أكثر ذكاءً كمستهلكين وكيف تحافظ بشكل أفضل على أموالنا.

 

شجع في أطفالك القيم الاجتماعية الصحيحة والابتعاد عن المادية.

حاول أن تكرسي وقتاً أكثر وليس مالاً أكثر لأطفالك، ما يحتاجه الأطفال بالفعل هو قضاء أوقات مع أهلهم وليس الشراء والتسويق.
اشرح لأطفالك كيف أن هناك أطفالاً في مجتمعنا بل وحتى في منطقتنا، ليس لديهم هذا العدد من الألعاب والأشياء التي يملكونها، وشجعهم على التبرع ببعض هذه الألعاب لملاجىء النساء في منطقتك، إو إرسالها إلى وكالات الغوث كي يتم شحنها إلى اللاجئين في المخيمات في الدول النامية.

 

انظر إلى التسوق بشكل موضوعي. واشرح لهم كيف أن التسويق يجب أن لا يكون هواية وفرصة لتمضية الوقت. إنه الوقت الذي نذهب فيه إلى السوق كي نشتري شيئاً نحتاجه ثم نعود إلى المنزل بعد الانتهاء.

شجع أطفالك على المشاركة في النشاطات المختلفة والمفيدة لا يبقى عندهم الوقت الكافي للتسكع في مراكز التسويق الكبيرة.
روج للأمثلة الإيجابية للدعاية . وألفت انتباههم لدعايات الأزياء والطعام التي تروج للأجسام والصور الإيجابية.

قم بزيارة موقع  About-Face ( أنظر موضوع ” تصفح الشبكة” في هذا العدد) . يقدم هذا الموقع أمثلة عن إعلانات تجارية تروج لصورة إيجابية للمرأة والطفل.

 

 

 

سيريا هوم نيوز /4/ موقع طرطوس

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قاتل صامت يختبئ في القهوة السريعة التحضير

  أطلق أحد الخبراء تحذيراً صادماً بشأن قاتل صامت في مشروب، يحرص أغلبية البشر على تناوله بمعدل يومي.   وقال مدير التصوير الطبي في جامعة ...