آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » كيف ستؤثر الأوضاع في السودان على ملف “سد النهضة”؟ وهل فعلا إثيوبيا هي المستفيد الوحيد؟ ومن يسلّحها؟ وماذا عن الدور الإسرائيلى؟ ما دلالة هجوم وزير الخارجية المصري على “أديس أبابا” وتأكيده أن بلاده ستحمي أمنها المائي؟ عودةٌ للروح أم ذرا للرماد في العيون؟

كيف ستؤثر الأوضاع في السودان على ملف “سد النهضة”؟ وهل فعلا إثيوبيا هي المستفيد الوحيد؟ ومن يسلّحها؟ وماذا عن الدور الإسرائيلى؟ ما دلالة هجوم وزير الخارجية المصري على “أديس أبابا” وتأكيده أن بلاده ستحمي أمنها المائي؟ عودةٌ للروح أم ذرا للرماد في العيون؟

يثير الوضع الملتهب في السودان أسئلة عديدة عن الآثار المترتبة على ملف سد النهضة؟ وهل فعلا إثيوبيا هي المستفيد الوحيد؟ وماذا عسى أن يكون رد الفعل المصري؟

منذ يومين أعلن سامح شكري وزير الخارجية المصري أن بلاده لن تتوجه لمجلس الأمن بشأن ملف سد النهضة، وأنها ستحمي أمنها المائي.

وأضاف في مقابلة مع قناة “صدى البلد” المصرية أن التعنت الإثيوبي حال دون الوصول لاتفاق بشأن سد النهضة، وأن القيادة والمؤسسات المصرية قادرة على التعامل مع الأمر، واتخاذ إجراءات تحمي المواطن المصري والأمن المائي المصري، مؤكدا أن مصر لن تلجأ إلى لمجلس الأمن مرة أخرى .

وأضاف أن إثيوبيا – وبأفكار شاذة – تحاول تطبيق فكرة السيادة على مورد مشترك عابر للدولة، وهو أمر جعل من الصعب الوصول لاتفاق تحت هذه الظروف، مشيرا إلى أن بلاده تواصل الحديث مع الشركاء الدوليين لقدرتهم على التأثير، ولكنها لن تسمح أن يتعرض شعبها لأي نوع من الأضرار.

وكشف شكري أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كافة اللقاءات مع الزعماء، أوضح موقف مصر بالنسبة لسد النهضة، وما تسعى إليه من التوصل لاتفاق قانوني ملزم، موضحا أن المواقف التفاوضية المصرية تهدف إلى حماية الأمن المائي المصري ومراعاة المصالح المائية لمصر والسودان، وكذلك المصالح الاقتصادية المرتبطة بإثيوبيا.

وأوضح أن مصر اعتمدت طوال تاريخها على نهر النيلـ وأن 65% من شعبها يعمل في نطاق الزراعة، مشيرا إلى أن بلاده تتابع الملء الرابع لسد النهضة، ولديها خطط في لاحتواء الأمر بقدر الإمكان.

وأكد شكري أن الاتحاد الإفريقي لم يحالفه التوفيق في إقناع الجانب الإثيوبي بالمرونة اللازمة في المفاوضات، معبرا عن ثقته في القيادة والمؤسسات المصرية لاتخاذ كافة الإجراءات التي تحمي الأمن المائي المصري.

من يسلح إثيوبيا؟

كلام شكري الأخير نكأ جراح سد النهضة، وتباينت ردود الأفعال عليه.

فالبعض اعتبر ما قاله شكري عودة للروح، فيما أكد آخرون أنه قضي الأمر.

الكاتب محمد سلماوي قال إن إسرائيل باعت لإثيوبيا عتادا عسكريا كشف أخيرا النقاب عن أنه تضمن أجهزة رادار متقدمة تقوم بالتشويش على الطائرات المقاتلة بحيث تفقدها بوصلتها وتحول دون تحديدها للمواقع التى تستهدفها.

وتساءل سلماوي في مقاله اليوم بـ”الأهرام” “من يسلح إثيوبيا؟: “فإلى من سيوجه السلاح الإسرائيلى فى إثيوبيا؟ وضد أى طائرات سيتم استخدامه؟”.

وأضاف أنه لا يخفى على أحد أن إثيوبيا هى إحدى مناطق الصراع المشتعلة الآن فى العالم والتى قد يكون من الحكمة الدفع بمحاولات تهدئتها بدلا من تأجيج الصراع فيها عن طريق إمداد أطراف الصراع بالسلاح، لافتا إلى أن الوضع المشتعل فى إثيوبيا ذو شقين، شق داخلى يتمثل فى الحرب الأهلية الدائرة مع إقليم تيجراى، وشق خارجى فجرته إثيوبيا ببنائها سد النهضة بقرار أحادى يخالف الأعراف الدولية والاتفاقيات الموقعة مع جيرانها، وهو ما أصبح يمثل تهديدا وجوديا لدول حوض النيل، وخلق بؤرة صراع إقليمى جديدة كان العالم فى غنى عنها.

وقال إن السلاح الإسرائيلى ليس بعيدا عن شقى الصراع، مشيرا إلى أن إسرائيل عقدت مع إثيوبيا عدة صفقات لتوريد السلاح تصب فى صراعها الداخلى والخارجى معا.

ولفت إلى أن عدد مركبات المشاة العسكرية من طراز ثاندر (رعد) المباعة لإثيوبيا وصل إلى 80 مركبة، وقد أسهمت إسرائيل فى تطوير صناعة السلاح فى إثيوبيا بأن أمدتها بخمس مركبات منها فقط وأشرفت على تصنيع ٧٥ أخرى داخل إثيوبيا، مشيرا إلى أن بقية الأسلحة الإسرائيلية لإثيوبيا تضمنت المسدسات والبنادق الهجومية التى تستخدمها قوات الدفاع الوطنى فى حربها مع التيجراى.

وقال سلماوي إن من المستغرب أنها قامت فى نفس الوقت بإمداد قوات التيجراى بالسلاح والعتاد العسكرى، مشيرا إلى أن تلك سياسة متبعة للدولة اليهودية شهدناها من قبل فى نفس المنطقة، حيث ظلت إسرائيل تزود جنوب السودان بالسلاح لسنوات قبل انفصاله عن الشمال.

واختتم سلماوي مؤكدا أن تزويد إسرائيل إثيوبيا بالسلاح المضاد للطائرات فى ظل أزمة سد النهضة الحالية يكتسب أبعادا خطيرة، داعيا مصر إلى الانتباه لها.

المستفيد

من جانبه قال الدبلوماسي المصري. مصطفي الفقي إن إثيوبيا الآن في موقف قوي للغاية بشأن سد النهضة، بعد أن انهارت الدولة تقريباً في السودان وظهرت الميليشيات المسلحة ،مشيرا إلى أن مصر فقدت ظهيراً قوياً داعماً لموقفها في أزمة سد النهضة.

في ذات السياق تساءل السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون السودانية: وهل كانت إثيوبيا قبل انهيار الأوضاع في السودان في موقف ضعيف ؟

وأجاب قائلا: كلا.. إثيوبيا كانت منذ الشروع في وضع أول لبنة في سد الخراب في موضع الطرف الأقوي والطرف المتعنت والطرف المتغطرس والطرف المراوغ والطرف الرافض فعلياً للحلول السلمية والمنكر تماماً لكل حقوقنا التاريخية في مياه النيل.

وأضاف السفير مرسي أنه لم يكن للعلاقات المصرية السودانية الطيبة في مجملها في بعض أو كثير من أوقاتها أيام البشير وأيام البرهان أي تأثير سلبي علي إثيوبيا، مشيرا إلى أنه لا يصح أن نأخذ من تطورات الوضع الراهن في السودان حجة لتبرير عدم قدرتنا منفردين أو مجتمعين كدولتي مصب علي مواجهة إثيوبيا أو وقف بناء السد أو إجبار أديس أبابا علي توقيع ورقة واحدة أكرر ورقة واحدة ملزمة لها بأي شكل من الأشكال ترتبط بحقوقنا في المياه أو إعاقة إثيوبيا عن استكمال ملء السد ثم بناء المزيد من السدود علي النيل الأزرق الذي تراه نهراً إثيوبياً ومياهاً إثيوبية تتصرف فيها كما تشاء.

واختتم مؤكدا أن هذه للأسف هي الحقيقة المرة بدون رتوش ، والتي تفاقمت وتعقدت الآن وإن كانت ملامحها الحزينة قد بدأت (وللإنصاف) في التشكل قبل عهد الرئيس السيسي وقبل ثورة يناير بسنوات طويلة حسب قوله.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرارة إلى ارتفاع غداً وتحذير من الضباب في بعض المناطق الداخلية

تميل درجات الحرارة للارتفاع قليلاً لتقترب من معدلاتها لمثل هذه الفترةمن السنة مع بقاء البلاد تحت تأثير امتداد منخفض جوي سطحي ضعيف مترافق بتيارات غربية ...