آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » كيف سيكون شكل العلاقة السورية – الإسرائيلية بعد اعتراف ترامب بالشرع؟

كيف سيكون شكل العلاقة السورية – الإسرائيلية بعد اعتراف ترامب بالشرع؟

 

جاد ح. فياض

 

بدّلت سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لجهة إعادة رسم المنطقة وفق المنظور العبري، فكان التدخل من البوابة السعودية لتنظيم المسار حسب المصلحة الأميركية التي ترعى معها المصلحة الإسرائيلية، فاعترف ترامب بالسلطات السورية الجديدة وأعادها إلى منظومة عمل المجتمع الدولي من خلال رفع العقوبات.

 

 

إسرائيل التي استهدفت سوريا في الأشهر الأخيرة بعد سقوط نظام بشّار الأسد واتخذت موقفاً معارضاً للسلطات الجديدة، لم يستجب ترامب لطلب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عدم رفع العقوبات عن دمشق، لا بل طالب الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بالتطبيع مع تل أبيب، ما طرح أسئلة حيال الموقف الإسرائيلي من سوريا بعد هذا التغيّر الاستراتيجي.

 

 

ولا يمكن قراءة الموقف الإسرائيلي الجديد من سوريا دون التطرّق إلى موقع تل أبيب في المعادلات بعد الزيارة الاستثنائية لترامب إلى الرياض، وبتقدير الأستاذ في العلوم السياسية وليد صافي، فإنّ شعوراً يسود الحكومة والنخبة الإسرائيلية بأنّ الدولة العبرية “معزولة ومستبعدة” عن عملية إعادة تركيب الخرائط الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

 

هذا الشعور ينطلق من أن ترامب وضع إسرائيل تحت الأمر الواقع وفرض عليها نمطَ تعاملٍ جديداً مع سوريا، فرفع العقوبات دون العودة إلى نتنياهو، ودون انتظار تطبيق الشروط المتّفق عليها، وفي هذا السياق، يقول صافي لـ”النهار” إنّ نتنياهو “مضطرّ” لمقاربة الملف السوري من منظار “التفاوض والانفتاح” كونه غير قادر على معارضة ترامب، متوقعاً تراجع وتيرة الضربات الإسرائيلية على سوريا.

 

 

 

 

وفي إطار الديبلوماسية والتفاوض، يشير صافي إلى المحادثات السرّية الجارية بين إسرائيل والسلطات السورية الجديدة برعاية في الإمارات إماراتية، وفي أذربيجان برعاية تركية، والتي تفتح الباب على نقاش بشأن شكل العلاقة السورية – الإسرائيلية، ويسأل: “هل يتجه الطرفان إلى التطبيع، أم يتّجهان إلى اتفاق أمني يعالج مسألة الجنوب السوري دون تطبيع؟”.

 

 

من المبكر حسم اتجاه العلاقات السورية – الإسرائيلية كون المفاوضات لا تزال في بداياتها، وثمّة رأي يقول إنّ صفقات التطبيع المقبلة في المنطقة لن تكون خلال حقبة نتنياهو الذي “ما عاد مقبولاً” من المجتمعين العربي والدولي، والذي ينتهج “سياسات عدائية”، فنتنياهو “رجل حرب” لم يعد يصلح ليكون “رجل سلام”، وبالتالي اتفاقات التطبيع “ستحصل مع خلفه” فور انتهاء حرب غزّة.

 

 

الموقف الأميركي الجديد من سوريا يفتح الباب أيضاً على نقاش مصير المشروع الإسرائيلي في الجنوب السوري والقائم على تقسيم المنطقة لدويلات مذهبية، وبدوره، يرى صافي أنّ الانفتاح الأميركي “دفن” المشروع، لأنّ ترامب يراعي مصالح أنقرة والرياض في دمشق، والرؤيتان التركية والسعودية تعتقدان أنّ “المصلحة بألّا تذهب سوريا للتقسيم”، ونتنياهو غير قادر على تنفيذ المخطّط بمفرده.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قمة بغداد بين التمني والتحدي

الدكتور محسن القزويني تعد قمة بغداد فرصة ذهبية للعراق الذي ينعم هذه الايام بالاستقرار السياسي والانسجام الاجتماعي والرخاء الاقتصادي، وهي العوامل الثلاثة التي افتقدها العراق ...