كيف نتوقف عن اشتهاء السكر من دون التخلّي عن الحلويات؟

 

 

 

تُعدّ الرغبة الشديدة في تناول السكر من أكثر العوائق شيوعاً أمام الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، إذ تؤدي في كثير من الأحيان إلى الإفراط في تناول الحلويات وزيادة الوزن ومشكلات صحية مثل مقاومة الإنسولين وتسوس الأسنان. لكن الخبر الجيد، وفقاً لما نشره موقع Times of India، هو أنّ السيطرة على هذه الرغبة لا تتطلّب حرماناً تاماً من المذاق الحلو، بل فهماً أعمق لأسبابها واعتماد إستراتيجيات علمية تساعد على ضبطها بطريقة مستدامة.

 

1. الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم

يُعدّ التقلّب السريع في مستوى السكر أحد الأسباب الرئيسية لنوبات اشتهاء الحلويات. فعندما نتخطّى وجبة أو نتناول أطعمة مرتفعة المؤشر الجلايسيمي، تنخفض الطاقة فجأة، فيبدأ الجسم بالبحث عن مصدر سريع، غالباً السكر.

ولمنع ذلك، يُنصح بـ:

 

-تناول وجبات متوازنة تجمع بين الكربوهيدرات المعقّدة، البروتين، والدهون الصحية لتوفير طاقة ثابتة.

 

-تجنّب تخطّي الوجبات للحفاظ على توازن سكر الدم، مع إمكانية إدراج مشروبات مثل الشاي الأخضر أو الكفير لتحسين حساسية الإنسولين وتقليل الاشتهاء.

 

-اختيار أطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات غير النشوية التي تُهضم ببطء وتمنع ارتفاع السكر المفاجئ.

 

وتشير دراسة منشورة في Frontiers in Psychology إلى أن تناول أطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي يقلّل من تواتر نوبات اشتهاء السكر.

 

2. اختيار بدائل طبيعية وصحية

الرغبة في تناول الحلويات لا تعني بالضرورة اللجوء إلى الأطعمة المكرّرة الغنية بالسكر. فهناك بدائل طبيعية تُرضي الحواس وتُحافظ على التوازن الصحي، مثل:

 

-الفواكه الطازجة: التوت، التفاح، والإجاص تحتوي على سكريات طبيعية وألياف تساعد في ضبط مستوى السكر.

 

-الشوكولاتة الداكنة: يُفضّل اختيارها بنسبة كاكاو 70% أو أكثر، إذ تحتوي على كمية أقل من السكر وغنية بمضادات الأكسدة.

 

-المُحلّيات الطبيعية: مثل الستيفيا، وفاكهة الراهب، والعسل الخام، ولكن باعتدال.

 

وأظهرت دراسة نُشرت في ScienceDirect أن تناول مكمّل Gymnema sylvestre لمدة أسبوعين أسهم في تقليل الرغبة في تناول الحلويات لدى البالغين.

 

3. معالجة المحفزات العاطفية

غالباً ما يكون اشتهاء السكر استجابةً عاطفية أكثر من كونه حاجة جسدية. فالتوتر والملل والتعب قد يدفعنا إلى البحث عن “راحة فورية” في الأطعمة السكرية.

ولكسر هذا النمط، يوصي تقرير Times of India بالخطوات التالية:

 

-الأكل الواعي: أي مراقبة إشارات الجوع والمشاعر قبل تناول الطعام.

 

-التحكّم بالتوتر: عبر التأمل، أو اليوغا، أو تمارين التنفس العميق. فقد أظهرت دراسة في Frontiers in Psychology أن المشاعر السلبية تزيد من حساسية الدماغ تجاه إشارات الطعام، ما يعزز الرغبة في الأطعمة الغنية بالدهون والسكر.

 

-ممارسة النشاط البدني بانتظام: فبحسب أبحاث Harvard Health، يرفع التوتر مستويات هرمون الكورتيزول، ما يزيد الميل إلى تناول الأطعمة العالية السكر. بينما تُسهم التمارين الرياضية في خفض الكورتيزول، وتحسين المزاج، وتعزيز الصلابة الذهنية في مواجهة الرغبة في الأكل العاطفي.

 

4. الاعتدال لا الحرمان

الحرمان التام من الحلويات قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، إذ يزيد من حدّة الاشتهاء ويُضعف القدرة على الالتزام بالنظام الصحي. لذا، يُعد الاعتدال المفتاح الذهبي:

 

-خصص وقتاً للمكافأة: لا بأس بتناول قطعة صغيرة من الحلوى بين الحين والآخر لتجنّب الشعور بالقيود.

 

-تحكّم بالكمية: اختر حصصاً صغيرة تُرضي الرغبة من دون الإفراط في السعرات.

 

-استمتع بالمذاق بوعي: تناول الحلويات ببطء وركّز على النكهة، فذلك يزيد الشعور بالرضى ويُقلل الحاجة إلى المزيد.

 

إدارة اشتهاء السكر لا تتعلق بالحرمان، بل بالفهم والتوازن. فعندما نوفّر للجسم احتياجاته الغذائية، ونعالج دوافع الأكل العاطفي، ونمارس الاعتدال الواعي، يصبح المذاق الحلو جزءاً من نمط حياة صحي وليس عدواً له.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١- الأخبار