يقول النواب متسائلاً: هل تعرف من هي أو ما هي دمشق؟ ثم يجيب بما يلي:
– شقيقة بغداد الجميلة …
– وحب بيروت …
– ونبض القاهرة …
– وحلم عمّان …
– وضمير مكة المكرمة …
– وزفرة قرطبة …
– ومقلة القدس …
– ومغناج المدن ..
– وعكاز تاريخ عريق لخليفة هرم …
● إنها دمشق
– إمرأة بسبعة مستحيلات …
– وخمسة أسماء …
– وعشرة ألقاب …
● مثوى ألف ولي …
● ومدرسة عشرين نبي …
● وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على أبوابها …
● إنها دمشق:
– الأقدم والأيتم …
– ملتقى الحلم ونهايته …
– بداية الفتح وقوافله …
– شرود القصيدة ومصيدة الشعراء …
● دمشق التي تتقن كل اللغات …
ولا أحد يفهم عليها إلا الله جل شأنه وملائكة عرشه ..
● دمرَّ هولاكو بغداد …
وصار مسلماً في دمشق …
● حرر صلاح الدين القدس …
وطاب موتاً في دمشق …
● لديها من العشاق ما يكفي
حبر العالم من الأزرق ما يكفي
لتغرق القارات الخمس …
● لديها من المآذن ما يكفي
ليتنفس ملحدوها عبق الملائكة …
● ومن المداخن ما يكفي
“لتشحير” وجه الكون …
● لديها من الصبر ما يكفي
لتنتشي بهزة أرضية …
● ومن الأحذية و”الشحاحيط”المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بجميع قادات العالم …
● لديها من الحبال ما يكفي
لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع …
● ومن الشرفات ما يكفي
سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل …
● دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على إثنين …
● في أرقى أحيائها
تسمع وجع “الطبالة”، …
● وفي ظلمة “حجرها الأسود” يتسلق كشّاشو الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من “المهاجرين” …
● دمشق لا تُقسم إلى محورين …
– فليست كمدينة غربية وشرقية …
– ولا كما باريس ديغول وفيشي …
– ولا هي مثل لندن شرق
وغرب نهر التايمز …
– ولا كمدن الملح مواطنون ووافدون …
– ولن تكون منطقة خضراء
وأخرى بلون الدم …
● دمشق مكان واحد …
– فإذا طرقت باب توما
ستنفتح نافذة لك من باب الجابية …
– وإذا أقفل باب مصلى
فلديك مفاتيح باب السريجة …
– وإن أضعت طريق الجامع الأموي،
ستدلك عليه ” كنيسة السيدة ” …
● لا تتعب نفسك مع دمشق …
● ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها ومن يهدد بترويضها
● فتود أن تعانقها أو تهرب منها …
وتقول جملة واحدة للجميع:إنها دمشق
(سيرياهوم نيوز ٢-منتدى الفكر السياسي والادبي)